مخيلة الإنسان مزدحمة بالآمال والطموحات على صعد شتى، وفي مجالات عدة، وإننا ننزع الى أن يعم السلام والوفاق والأمن العالم قاطبة· وهذه الأمنية ولا ريب هي من قبيل المحال والخيال، ذلك أن العالم الذي نعيش فيه ليس هو بالفردوس· إن من طباع العالم والكون الذي أوجده الخالق عز وجل أنه يلم به النقص والقصور، ولما كان ذلك كذلك، فلا يمكن بحال أن يعم الخير المطلق أو السعادة المطلقة أو الأمن المطلق في الحياة، فيستحيل أن تنزع الشرور والآلام والحروب والنكبات من العالم ما دام ثمة كائن يدعى الإنسان يتضمن الإرادة والقدرة والعقل ويمتلك معها الأهواء والنزوات وشتى نوازع النفس الكريمة والخبيثة، فحلم الإنسان هو إشاعة السلام المطلق والعدل المطلق والرفاه المطلق ولكن ليس مكانه هذا العالم الذي نعيش فيه، وعلى كل حال فلسنا بصدد الغوص بالأمثال والمثل، إنما هو هاجس اختلج بصدورنا فسال من جرائه المداد وجرى إليه القلم، إن ما يدعو إليه المصلحون باختلاف أجناسهم ومناهجهم وأوطانهم، هو إيجاد مجتمع دولي تحكمه المبادئ القانونية التي أجمع عليها الإنسان من حيث هو إنسان، كمبادئ الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، وحق الاختلاف ومبادئ الشرعية والتعددية والديمقراطية بمضامينها الاجتماعية والاقتصادية، فهدف الإنسان الأكبر هو إذا جاز التعبير بناء مجتمع عالمي موحد كالعواصم الكبرى التي خطت بها الإنسانية خطوات معقولة كالمجتمع الأمريكي الذي تتعدد به الثقافات والأديان والأعراق وغيرها وجميعها تنطوي في عنوان واحد ويجري عليها قانون عام واحد تسمى الولايات المتحدة الأمريكية، إن الذي يحكم الإنسان وأنماط سلوكه هو درجة التقدم والذكاء ونمو المفاهيم الحضارية وتبلورها، والبداهة بهذا الصدد أنه كلما تقدم الإنسان على الصعيد الحضاري والمدني مال الى التوحد مع الآخرين، فالمجتمع تتبدل القوانين التي تحكمه وفقا لدرجة التخلف والتقدم واختلاف درجات النمو والضمور· والخلاصة أن ما يعتلج في الصدر وما يضطرب في الوجدان الكثير من المعاني والأفكار وشتى الصور الإنسانية، غير أن هذا هو ما تيسر لنا أن يخطه يراع وترسمه لغة ويجري به مداد· ونتمنى للعالم والأمة العربية والإسلامية التقدم والرقي حتى تكون هذه الأمة في مصاف باقي الأمم المتقدمة وبعد ذلك الذي نريده نفرضه على العالم ولكن هيهات ما دامت هذه النفوس والضمائر تحتوي هذه الأمة، هذا فضلا عن الديكتاتورية وتكميم الأفواه وتقييد الحريات·

إن هناك كثرا من الحقوق الضائعة بالنسبة الى المرأة وليس فقط الحق السياسي على الأقل للمرأة الكويتية، فلتقرّ عينا المرأة فحقها آت ولا ريب بفضل إصرار الحكومة وبعض النواب وبعض الشخصيات من أمثال د· محمد عبدالغفار الشريف، الشريف في رأيه وعقله·