رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 صفر 1426هـ - 23 مارس 2005
العدد 1670

الشيعة جزء لا يتجزأ من..
د. حسن الموسوي

بعيدا عن التعصب والتطرف نقول لم تتعرض طائفة أو فئة من المسلمين للإرهاب والاضطهاد مثلما تعرضت الطائفة الشيعية، فمنذ انقسام المسلمين والخلافات والعداوات، مورس أبشع أنواع الاضطهاد والإرهاب بحق هذه الطائفة واستخدم أنكى أنواع الإرهاب الفكري والإرهاب الإعلامي والإرهاب السياسي معها، بل وصل الأمر الى تكفير هذه الطائفة وإحلال دمها واغتصاب بناتها وعدم تزويج أبنائها، وكان لبعض الحكومات اليد في إطلاق يد بعض الجماعات في ممارسة بعض الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية في تعميق هذه الكراهية المبطنة والفكر المتطرف·

وقد ربط بعض المتعصبين ذوي الأفق المحدود المذهب الشيعي بدولة اسمها إيران ظنا منهم أن إيران هي التي نشرت المذهب الشيعي، ونسوا أو تناسوا أن المذهب الشيعي دخل إيران ولم يخرج منها، وهم بذلك أضافوا بعدا قوميا للموضوع لتزداد الكراهية بعدا جديدا·

وبعد أحداث العراق، اعتقد البعض بأن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت اللعبة في إسقاط نظام صدام لتقف مع الشيعة وتعزز من سلطتهم ونفوذهم كي يشكلوا هلالا شيعيا في المنطقة فيما بعد، فبدأت الخطط تنطلق من التحالف مع القاعدة وتوظيف العناصر والجماعات الإسلامية التكفيرية، وقد لعب صدام حسين دورا بارزا في ذلك قبل سقوطه من خلال المال والاستخبارات، وبدأت الإثارة الطائفية تظهر من خلال التحرشات الطائفية، واستهداف رموز الشيعة ومقدساتهم، والقتل على الهوية وسفك الدماء اليومي، ونسف المساجد والحسينيات بروادها ومجازر ترتكب بحق أسر وعائلات وامتد بهم الإجرام إلى ضرب الأعراس وحفلات الزفاف والشيعة في صمت مطبق وسكوت تام، اعتقد الجاهلون ذلك جبنا، ونسوا أو تناسوا أن هناك عشائر عربية جبلوا على الثأر كأمر صميم في ثقافتهم وتكوينهم النفسي، ولو شاؤوا لأبادوا مدنا في أيام ومسحوها من خارطة الوجود·

ومن جانب آخر، كانت الطائفة الشيعية تتعامل مع الإرهاب والاضطهاد بعقلانية بعيدا عن الانفعال بسبب وجود مرجعية دينية متسامحة تدعو الى ضبط النفس وعدم رد الإساءة بالإساءة، وإدراك اللعبة الخطيرة التي تقوم بها بعض الجهات الى إثارة النعرة الطائفية وإشعال الحروب الأهلية·

إن الطائفة الشيعية بالعراق يقودها رجل عاقل حكيم وهو السيد السيستاني حفظه الله صمام الأمان للعراق الذي دعا من أول يوم سقوط الطاغية الى نبذ العنف والقوة وتحكيم الحوار والخطاب والتسامح وتجاهل الاستفزازات وضبط النفس حتى وإن كلف ذلك حياته مما أدهش الكثير من القريبين الذين لم يعهدوا في تاريخ المنطقة هذا النمط من الالتزام الحضاري والتسامي على الجراح·

إن الشيعة بالعراق غلّبوا مصلحة العراق على المصلحة الخاصة ودعوا الى اللحمة الاجتماعية، وكفلوا حقوق الأقليات وسمحوا لثلاث محافظات أن تلغي الدستور إذا ما ارتأت أنه لا ينصفها، والتمسوا العذر لمقاطعي الانتخابات ولم يسجلوا ذلك تواطئا مع الإرهاب، وميزوا بين الجماعات الإسلامية التكفيرية وإخوانهم السنة، وأنهم وإخوانهم السنة في وئام تام يجمعهم تاريخهم الممتد في الأرض وتصاهرهم وتداخلهم الاجتماعي والعشائري، ولم ترو حادثة في تاريخ دولتهم تثبت خلافاتهم المذهبية·

ونحن في الكويت سبقنا الغير في تأصيل الوحدة الوطنية والترفع عن الشعارات المذهبية مارسنا ومازلنا نمارس حرياتنا الدينية والاجتماعية والسياسية بكل احترام، وهذا دليل صارخ على صفاء الذهن الكويتي وانفتاحيته واحترامه للرأي والرأي الآخر·

وصلنا الى مرحلة متقدمة من الوعي والإدراك جميعا بمختلف ألواننا وأطيافنا أن لا أحد أو لا شيء يستطيع أن يفصلنا ويفرقنا عن بعض، ووحدتنا الوطنية غير قابلة للتقسيم والتجزئة وغير قابلة للتفريط أو التنازل في مقابل مكاسب أو مصالح ضيقة·

وصلنا أيضا الى قناعة تامة أن التراحم والتواد والالتفاف حول القيادة الحكيمة هي التي زادت من ترابطنا وحبنا لهذه الأرض، وصلنا الى أن الأمن والمساواة ديدن هذا الوطن، والتهديد والإرهاب بضاعة مستوردة راجعة الى نحر صاحبها، والبلد بخير طالما فيه أناس خيرون·

�����
   

مسلم سوبر!:
أحمد حسين
القضايا الساخنة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
بنك وولفويتز:
سعاد المعجل
وجهة نظر:
مسعود راشد العميري
تداعيات الديمقراطيات الشكلية:
محمد بو شهري
خاطرة وأمنية!!:
علي غلوم محمد
يحيا الدين.. يسقط العلم!:
فهد راشد المطيري
الجمهورية الخامسة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
إعلان شبين الكوم:
د. محمد حسين اليوسفي
من يحاسبهم؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
الشيعة جزء لا يتجزأ من..:
د. حسن الموسوي
ظاهرة التكفير في التاريخ الإسلامي:
صلاح الفضلي
الشيطان يدخل بالتفاصيل:
فيصل عبدالله عبدالنبي
مرحبا بالشفافية الكويتية:
عبدالحميد علي
أطباء الكويت:
عبدالخالق ملا جمعة
الإصلاح من الخارج:
المحامي نايف بدر العتيبي