رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 صفر 1426هـ - 23 مارس 2005
العدد 1670

ألفـــاظ و معـــان
الجمهورية الخامسة
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

يطلق الفرنسيون على نظام الحكم الذي أقامه ديجول بدستور 1958 اسم "الجمهورية الخامسة" وهو اسم يدل على طول النضال والتطور في هذا النظام الجمهوري منذ ظهور الجمهورية الأولى في أثناء الثورة الفرنسية الكبرى التي بدأت في 1789· وقد أسقطها نابليون بونابرت وأقام محلها الامبراطورية التي سقطت بدورها بعد هزيمته أمام قوات الحلف المقدس (بقية ملوك أوروبا) في 1815 وحل محلها ملوك البوريون مرة أخرى· وقد سقطت تلك الأسرة نهائيا بفعل ثورة 1848· وإعلان الجمهورية الثانية التي أسقطها أول رئيس منتخب لها في أواخر 1848 فسرعان ما دبر انقلابا على الدستور معتمدا على تأييد شعبي يؤججه حنين الى عهد عمه العظيم الذي أعلى شأن فرنسا بين دول أوروبا وأقام إدارة عامة حديثة لا صلة لها بالماضي الاقطاعي وأصدر مجموعة القوانين الأساسية الى ما زالت تحكم علاقات الفرنسيين بالدولة وبين بعضهم بعضا (ق· مدني، تجاري، عقوبات، مرافعات·· إلخ)، وأعلن عودة الامبراطورية وأقام نفسه امبراطورا· وقد سقطت الامبراطورية الثانية في 1870· وهكذا جاءت الجمهورية الثالثة بنظام برلماني متكامل وحظر دستورها إجراء أي استفتاء على شخص (ويسمى بالفرنسية Plibiscite) وأبقى الاستفتاء حول قضية تختلف بشأنها آراء المواطنين (واسمه referendum)· وضاعت النخبة الحاكمة فيها في مستنقع الأفكار النازية والتعاون مع المحتل الألماني أو الاستسلام لإرادته وإدانة مقاومته· وكانت تلك نهايتها حين حوكم عدد من قادتها وقامت محلها الجمهورية الرابعة في 1945· وكان من رأى البعض أن الدستور الجديد قد أفرط في تأكيد سلطات الجمعية الوطنية (مجلس النواب) وأخل بالتوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية· ودون خوض في مناقشة قانونية نذكر أن فرنسا واجهت في السنوات الثلاث عشرة التي عاشتها هذه الجمهورية مصاعب جمة في رأسها حروبها ضد حركات التحرير في مستعمراتها وعلى رأسها فيتنام والجزائر، ويمكن أن تضيف العدوان الثلاثي على مصر في 1956 وما أقل من ذلك من حيث الكلفة في المال والرجال· كما اضطرتها تلك الحروب للاقتراب المتزايد من نفوذ الولايات المتحدة التي كانت تساعدها بيد (مشروع مارشال) وتساعد بعض الثائرين ضدها باليد الأخرى· وفي الداخل أدت هذه المصاعب والألاعيب السياسية الضيقة المشوبة بالمصالح الشخصية بين الأحزاب وفي داخلها الى فقدان الاستقرار السياسي، وتوالي سقوط الحكومات التي لم يمكث بعضها في الحكم إلا أياما معدودات· وكان من الوارد أن يتطلع المواطنون الى بطل مقاومة النازية وتحرير فرنسا شارل ديجول ليخرجهم من الإحباط واليأس كما فعل بيانه التاريخي في يونيو 1940 بالدعوة للمقاومة بعد احتلال فرنسا·

وكان ديجول يريد لنفسه سلطة فعلية تمكنه من اتخاذ إجراءات جريئة مثل التفاوض مع قادة الثورة الجزائرية وتوقيع اتفاقية إفيان· ورأى أن موقع رئيس الوزراء (التنفيذي الفعلي الأول في النظام البرلماني السائد في أوروبا كلها) لا يكفي لأداء الدور الذي يريده· ومن هنا جاء دستور الجمهورية الخامسة الذي يتميز أساسا بالإقرار لرئيس الجمهورية بالكلمة الأخيرة فيما يتعلق بالدفاع والسياسة الخارجية، وتبقى لرئيس الوزراء بقية الصلاحيات ابتداء من اختيار أعضاء الوزارة واقتراح القوانين وطرح الثقة بالوزارة· الى شؤون الإدارة العامة، وقد نجح هذا الدستور بيسر طالما كان رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وزملاؤه من انتماء سياسي واحد· وكان التحدي الحقيقي هو كيف تعيش "الدولة ذات الرأسين" إذا انتمى الرأسان الى تيارين سياسيين متعارضين· وقد ابتدع الفرنسيون مفهوما جديدا لهذا الوضع اسمه "التعايش" أي حرص الرئيسين على تفادي الأزمات الحادة التي تهز كيان الدولة· وقد حدث هذا التعايش بنجاح مرتين خلال رئاسة ميتران التي استمرت لمدة ثانية بحملة 14 عاما· وأحدث مثال لها رئاسة الاشتراكي جوسبان لحكومة يسارية خلال السنوات الخمس الأولى من رئاسة شيراك للجمهورية· ومن دلائل التعايش المهمة أن فرنسا يمثلها في مؤتمرات القمة شخصان وليس واحدا منهما·

�����
   

مسلم سوبر!:
أحمد حسين
القضايا الساخنة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
بنك وولفويتز:
سعاد المعجل
وجهة نظر:
مسعود راشد العميري
تداعيات الديمقراطيات الشكلية:
محمد بو شهري
خاطرة وأمنية!!:
علي غلوم محمد
يحيا الدين.. يسقط العلم!:
فهد راشد المطيري
الجمهورية الخامسة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
إعلان شبين الكوم:
د. محمد حسين اليوسفي
من يحاسبهم؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
الشيعة جزء لا يتجزأ من..:
د. حسن الموسوي
ظاهرة التكفير في التاريخ الإسلامي:
صلاح الفضلي
الشيطان يدخل بالتفاصيل:
فيصل عبدالله عبدالنبي
مرحبا بالشفافية الكويتية:
عبدالحميد علي
أطباء الكويت:
عبدالخالق ملا جمعة
الإصلاح من الخارج:
المحامي نايف بدر العتيبي