نضوج في الحياة السياسية، أخطار، خصوصية، أعداء من الداخل والخارج، وأسباب أخرى كثيرة تمنع عملية الإصلاح السياسي في الوطن العربي ومن قيام ديمقراطية حقيقية، وعندما تقوم بعض من الأحزاب والتنظيمات أو الشخصيات والمثقفين بالمطالبة بالإصلاح السياسي، تكال لهم التهم بموالاة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وبالتعاون مع الخارج ضد مصالح الوطن العليا وبمعنى أنهم يريدون البقاء على رأس السلطة دون تغيير وإصلاح فعلي وإن طالبتهم بالإصلاح والحوار بالطرق السلمية والداخلية أيضا ينبري لك الموالون والمنتفعون في أن الأوضاع لا تسمح والخصوصية والأخطار المحيطة والمشروع القومي تحتم بقاء الرئيس مرات ومرات وهو المنقذ والملهم والمقدس والبطل ويعيش الرئيس ويسقط صوت الشعب·

لقد حدث في العراق أن طالبت القوى والأحزاب العراقية من رأس النظام البائد بأن يقوم بعملية إصلاح سياسي بسيطة في أن يفتح بعض أشكال الحرية ويمنح الشعب بعض حقوقه الأساسية في الممارسات العقائدية وفتح مؤسسات مدنية تمثل الشعب وتنقل مشاكل المواطن الى الرئيس ومع هذه المطالبة السهلة التي لا تتطلب التغيير والتعديل بل إنها تطالب ببقاء الرئيس بالسلطة فقد حورب وقتل وشرد وانتهكت أعراض مطلقيها·

اليوم ماذا تريدون من المعارضة العربية الإصلاحية أن تعمل، هي لم تتمكن من الإصلاح من الداخل والأنظمة العربية لم تسمع صوت الحق والعدل، وهي بكل تأكيد لا تسمع إلا الصوت المقبل من الخارج وتستسلم للضغوط الخارجية وتخشى تغييرها بالقوة من قبل الدول العظمى، أما صوت المواطن المخلص الذي لا يريد تدخلا خارجيا فلم يعد له مكان منذ زمن بعيد، وبعد هذا كله لا تتهموا أحدا بالخيانة وموالاة الأجنبي، لأن الأجنبي في كثير من الأحيان ومن خلال تجربة مريرة للأسف الشديد أصدق وأحسن من الرئيس والحزب الحاكم الواحد·

nayef@taleea.com