رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 صفر 1426هـ - 23 مارس 2005
العدد 1670

���� �������
يرى الكثيرون من معتنقي نظرية المؤامرة بأن الولايات المتحدة غير جادة في سعيها لنشر الديمقراطية في الوطن العربي لأنها تعلم جيدا أن الغلبة ستكون للتيارات السياسية الدينية المهيمنة على الشارع العربي والمعادية لأمريكا ولأيديولوجيتها العلمانية، فضلا عن معاداتها التاريخية لحليفتها إسرائيل·· وأنها (أمريكا) تحاول جاهدة حماية "الكرازاي العربي" في مراكز صنع القرار العربية بهدف تأمين مصالحها والقضاء على أعدائها من الإسلاميين وغيرهم.
يتساءل المرء كيف يمكن أن يجتمع النقيضان في شيء واحد، كالديمقراطية المتكاملة والديمقراطية الشكلية، ولا سيما في عالم يتجه نحو مزيد من الحريات واحترام حقوق جميع البشر بمختلف مشاربهم وأعراقهم؟ المعضلة أنه في الوقت الذي ينشغل فيه الكثيرون، بين بعض أحداث الماضي المثيرة للجدل وترهات الحاضر، ذكرت في إحدى مقالاتي السابقة عن واقع العالم المتحضر وشغفة للعلم وواقعنا المؤلم.
دوي الأفكار
في برنامج الاتجاه المعاكس وفي الحلقة التي تتحدث عن السياسة الداخلية لسورية، عندما بدأ المعارض السوري "عبدالرزاق عيد" بفضح الفساد المنظم في الدولة بجميع المجالات رد عليه "كريم الشيباني" رئيس الحزب الوطني الديمقراطي الذي يقيم في سورية قائلا: (كنت أتوقع أن يكون الحوار خارج كثير من التفاصيل التي يعرفها القاصي والداني ولا نريد أن نذكر الأخ بأن الشيطان يسكن غالبا بالتفاصيل، فإذا ما أخذنا بها علينا أن نذهب لأي دولة على وجه الأرض لنجد هذا الشيطان في تفاصيلها حيث الفساد ونحن ضد الفساد).
"قد يكون الخوف الذي يعتريكم الآن وأنتم تصدرون حكمكم ضدي، يا قضاتي، أكبر بكثير من الخوف الذي يعتريني عند سماع هذا الحكم"·
تلك كانت كلمات "جيوردانو برونو"، أو "شهيد العلم" كما تسميه الأوساط العلمية، الذي أصدرت الكنيسة بحقه حكما بالإعدام حرقا في السابع عشر من فبراير من عام 1600· طالبه القضاة أن يتراجع عن تأييده لآراء "كوبرنيكوس" وأن يجحد آراءه الخاصة حول الكون اللامتناهي، لكنه رفض بإباء أن يهان العلم على أيدي حفنة من الجهلة والمتغطرسين!
مخيلة الإنسان مزدحمة بالآمال والطموحات على صعد شتى، وفي مجالات عدة، وإننا ننزع الى أن يعم السلام والوفاق والأمن العالم قاطبة· وهذه الأمنية ولا ريب هي من قبيل المحال والخيال، ذلك أن العالم الذي نعيش فيه ليس هو بالفردوس· إن من طباع العالم والكون الذي أوجده الخالق عز وجل أنه يلم به النقص والقصور، ولما كان ذلك كذلك،
ليس من باب المجاملة أو التزلف أن أمتدح في هذا المقال بعضا من أطباء وطبيبات الكويت فبالتجربة وبالمعاينة ثبت أن لدينا كفاءات (متميزة) وتشهد على ذلك الدول التي تخرجوا منها وهي غالبيتها دول غربية وقد تفوقوا على أقرانهم من الدول ذاتها صاحبة اللغة الأم، ومع هذا فالطبيب الكويتي المتخصص على ندرته وحاجة وزارة الصحة المتزايدة له يعاني من هيمنة إدارية غير مبررة وتعسف في التقييم والتشدد في المنح العلمية وعدم الإنصاف في الترقي، ولعل آخرها في الحكم القضائي الصادر ضد وكيل وزارة الصحة.
كوكبة من أبناء الوطن في مواقع عمل مختلفة وخبرات متنوعة استضافتهم إبان الشهر الجاري جمعية المحامين ليسفر لقاؤهم عن اعتماد النظام الأساسي لجمعية الشفافية الكويتية وتزكية هيئتها الإدارية.
وتضمنت أغراضها الأساسية جملة بنود منها العمل على تعزيز مبدأ الشفافية وتحديد مواطن القصور التشريعي واللائحي في مجال عملها والكشف عن مواقع الفساد.
عند الحديث عن تاريخ ظاهرة التكفير في الإسلام دائما ما يستشهد بالخوارج على أنهم رمز للتكفير، وإذا كان هذا صحيحا فإن ذلك لا يعني أن التاريخ الإسلامي بعد الخوارج لم يكن حافلا بالتكفير، فهناك الكثير من الأمثلة التي تدل على أن ظاهرة التكفير والتبديع والتضليل كانت منتشرة بكثرة في هذا التاريخ، وهي تظهر في فترة لتخف في أخرى، ويبدو أننا في فترة من الزمن تزدهر فيها هذه الظاهرة.
آفاق ورؤيـــة
* ماذا يجري في الكويت غير الحديث عن حق المرأة السياسي والذي أخذ بعدا واسعا تجاوز كل حديث·· مع أن المواضيع الإقليمية والدولية مواضيع ساخنة·
فمجريات الأحداث في لبنان والعراق تتصدر نشرات الأخبار وصور القتل والتفجيرات تنتشر في كل مكان·· إلا أننا في الكويت ما زلنا نراوح في مكاننا في قضايا عفا عليها الزمن وأصبحنا في آخر الركب.
وافق مجلس الشورى المصري بالإجماع في السادس من الشهر الجاري على الاقتراح الذي تقدم به الرئيس حسني مبارك بتعديل المادة 76 من الدستور· وانبرى أكثر من متحدث للإشادة بخطوة الرئيس "التاريخية" لعل أبرزها دلالة - كما نقلت الأهرام - ما أشار إليه الدكتور حسن حجازي في ختام حديثة حينما قال: "إننا جميعا نشكرك أيها الرئيس فقد أثبت بالفعل أنك فلاّح من أرض مصر".
بعيدا عن التعصب والتطرف نقول لم تتعرض طائفة أو فئة من المسلمين للإرهاب والاضطهاد مثلما تعرضت الطائفة الشيعية، فمنذ انقسام المسلمين والخلافات والعداوات، مورس أبشع أنواع الاضطهاد والإرهاب بحق هذه الطائفة واستخدم أنكى أنواع الإرهاب الفكري والإرهاب الإعلامي والإرهاب السياسي معها، بل وصل الأمر الى تكفير هذه الطائفة وإحلال دمها واغتصاب بناتها وعدم تزويج أبنائها، وكان لبعض الحكومات اليد في إطلاق يد بعض الجماعات في ممارسة بعض الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية في تعميق هذه الكراهية المبطنة والفكر المتطرف.
نضوج في الحياة السياسية، أخطار، خصوصية، أعداء من الداخل والخارج، وأسباب أخرى كثيرة تمنع عملية الإصلاح السياسي في الوطن العربي ومن قيام ديمقراطية حقيقية، وعندما تقوم بعض من الأحزاب والتنظيمات أو الشخصيات والمثقفين بالمطالبة بالإصلاح السياسي،
قد يرى بعض الناس في زعم أحدهم أنه هو وجماعته من نوع "المسلمين السوبر"، دفاعا عن موقف تعارضه فيه جماعات وبلدان إسلامية كثيرة، نوعا من المبالغة أو زلة اللسان، وقد يرى فيه البعض مجرد مماحكة لفظية، إلا أن الخطاب الديني، أي خطاب الجماعات الإسلامية ومفهومها الخاص للدين ومقتضيات التدين، يحمل دعوة الى جعل الحكم، أو السلطة بمفهوم هذه الأيام، بيد بشر من نوع خاص،
قضيتنا المركــزية
منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر والعالم كله يوجه أصابع الاتهام للعرب والمسملين في أنهم قوم من الإرهابيين القتلة الذين لا بد من تقويمهم وكأن من قام بالهجمات العالم الإسلامي بأسره وليس قلة لا تتجاوز العشرات أدان أسلوبهم العرب والمسلمين كافة إلا قلة من أنصارهم أو المغرر به.
بلا حــــدود
لم يخف الكثير من المسؤولين الأوروبيين دهشتهم واستياءهم إثر إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش ترشيحه للرجل الثاني في وزارة الدفاع، ومهندس الحرب على العراق لمنصب رئيس البنك الدولي، وقد ركز بوش على خبرة وولفويتز في الخارجية الأمريكية والبنتاغون وكسفير سابق لدى أندونيسيا، ولم يفت الرئيس الأمريكي أن يذكر بأن وولفويتز (ملتزم التنمية) وبأنه رجل متعاطف مع الآخرين ومحترم·· وبأنه سيقوم بعمل رائع في البنك الدولي!!
ألفـــاظ و معـــان
يطلق الفرنسيون على نظام الحكم الذي أقامه ديجول بدستور 1958 اسم "الجمهورية الخامسة" وهو اسم يدل على طول النضال والتطور في هذا النظام الجمهوري منذ ظهور الجمهورية الأولى في أثناء الثورة الفرنسية الكبرى التي بدأت في 1789· وقد أسقطها نابليون بونابرت وأقام محلها الامبراطورية التي سقطت بدورها بعد هزيمته أمام قوات الحلف المقدس (بقية ملوك أوروبا) في 1815 وحل محلها ملوك البوريون مرة أخرى.