رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 1 محرم 1425 هـ - 21 فبراير 2004
العدد 1615

سقوط دولة الخوف(1-3)
بدر عبدالمـلـك*
* ???? ??????

تعاقبت على بلاد الرافدين منذ فترات ضاربة في القدم حتى وقتنا الراهن، شخصيات وأحداث وحضارات، لا يمكن لمن يدون التاريخ ويوثقه أن يتجاوز أو يتخطى أهم المحطات والمشاهد، حضارات بحجم الحضارة الآشورية والسومرية، ودول بقيمة وأهمية الدولة العباسية وشخصيات مشرعة بعظمة حمورابي وغزو المغول فسقطت فيه بغداد وأحرقت فيه أعظم مكتباتها وتراثها الإنساني والمعرفي، عراق الدم والألم والانقلابات منذ الإمبراطورية العثمانية حتى وقت الاستعمار البريطاني الحديث وقيام دولة العراق المستقلة الجديدة مع رحيله، وقد عرف العراق كربلاء الحزن والمأساة في قرون مضت وعرف كربلاء هذا الزمن، حيث المقابر الجماعية وعذابات المنافي والتشرد والحروب والدمار والتعذيب والموت المجاني، عرف العراق حجاجه وعسفه في زمن لم تولد فيه عدسات التصوير ولا فضائيات عابرة، توثّق الجريمة لحظة ولادتها، كما عرف العراق رجلا بحجم صدام في هذا التاريخ المعاصر، الذي جاء إلى سدة السلطة من ستينيات القرن المنصرم عبر التآمر والعنف والخديعة، بين أزمنة السواد والعصور الذهبية لنهوض العراق وشعبه، سقطت بغداد لأكثر من مرة بصورة تراجيدية تحت أسنة الرماح والسيوف والدبابات والطائرات العملاقة، لقد جاء هولاكو من بعيد، مثلما قدمت قوات التحالف من وراء المحيط، تحت ذرائع مختلفة وأجندة متباينة، غير أن المشهد والتاريخ قد لا يختلف كلما أعادت الذاكرة حكاية السقوط والانهيار، ومع ذلك ظلت بغداد شامخة والعراق عظيما لأنه أبعد من تاريخ الأفراد الذين صنعوه، مجدا أو تشويها، لأن الجغرافيا والتاريخ يبقيان ملكا عظيما للناس والشعوب، فوحدها من يتوارث ويرث ويصنع التاريخ، ترث كل الألم والفرح مهما كانت المصائب، اليوم وفي الرابع عشر من شهر الميلاد من عام 2003 سجل التاريخ الإنساني  عامة والتاريخ العراقي بصورة خاصة يوما متميزا فقد سقط الدكتاتور في يد قوات التحالف، وخرج الشارع العراقي يرقص فرحا، مثلما اهتز العالم للنبأ، ومع انتهاء موجة الانفعال العارمة والفرح الطاغي، تبقى في عالم السياسة ومنطقها الصارم، لحظة الهدوء المطلق والعودة للعقل والأسئلة ماذا بعد القبض على صدام؟ هل يشكل سقوط صدام نهاية المطاف أم أنه سقوط لمرحلة وفلسفة ونهج سياسي في تاريخ العراق؟ هل صدام نتاج ولد من المصادفة أم كان للضرورة دور في صنع شخصية في التاريخ؟ هل كانت الظروف والأسباب الداخلية والمحلية وحدها من أفرزت النموذج أم أن الظروف الخارجية كان لها دور مؤثر؟ إلى أين يمضي العراق الجديد بعد ولادة مأساوية ومخاض مؤلم؟ هل صدام وحده المسؤول عن كل الكوارث والمآسي أم أن هناك شركاء في الظل ساهموا معه في لعبة الصراعات الدولية في مناطق العالم؟· وبما أن شجرة الحياة خضراء دائما، وأن نهر الوجود مستمر في جريانه، فإن العراق وشعبه سيكونان بعد صدام شجرة ونهرا متدفقين للأبد، فالتاريخ لا يقف عند بوابة الأفراد الطغاة وغير الطغاة، ولا يمتلكون هم مفاتيحها الأزلية لكي يغلقوا على بلدانهم وشعوبهم في صندوق الظلمة، ومع سقوط تمثال صدام قبل شهور سقط معه نظامه السياسي رمزا وواقعا، غير أن سقوط صدام شخصيا في قبضة قوات التحالف يشكل اللمسة الأخيرة لتلاشي مرحلة الرعب وسقوط وزوال الخوف من الذاكرة العراقية وروحها، القبض على صدام كان نهاية السقوط المروع لدولة الخوف التي هيمنت على روح الناس، وتحولت إلى نوع من الكوابيس والأشباح، القبض على صدام دلالة على موت الحياة السوداوية في نهاية المشهد ما قبل انتهاء لحظاته الأخيرة، حيث ينتظر شعب العراق والعالم مشاهدة المحاكمة، محاكمة العصر، باعتبارها الفصل الأخير من دراما جلجامش العراق المعاصر، عنوانها “حوارات لم تنته بين الطاغية والشعب”·

 

البيئة السياسية

 

لقد بدأ صدام حسين الشاب وطنيا ضمن أطر حزبه المقهور قوميا ووطنيا من سبب الاستعمار، وتطور صدام إلى مشروع قومي مع استلام حزبه السلطة، ثم تحول مع مسارات الثورة وفساد السلطة والثروة إلى مشروع تسلطي قمعي أدخل العراق وشعبه في النفق المظلم لم ينبعث صدام الشاب من إرث الرماد الملحمي في تراث العراق ولا غبار تكريت المفاجىء، وإنما مثل ملايين العراقيين عاش بوهج وأحلام الفكر القومي المتطلع للخلاص من ربقة الاستعمار والملكية، فقد جاء مع بيئة الانكسارات والهزيمة وضياع فلسطين، ولكنه في الوقت ذاته ولد وترعرع مع النهوض التحرري الذي رافق الثورة الناصرية والعراقية والثورة الجزائرية، نما وتشرب على مشهد عالمي تحرك بين الحربين وخلق عالما من الرعب النووي المتبادل في حقبة الحرب الباردة، صدام موروث ونتاج من نتاجات مرحلة دول عدم الانحياز والدولة والوطنية المستقلة، بأحلامها الكبرى، القائمة على الوهم ومن جذور المجد العربي القديم والعداء والحساسية الشعوبية، صدام كان ابنا لحزب قومي هو الذي صنعه، وكان هذا الحزب نتاجا موضوعيا للانبعاث القومي لمرحلة انهيار إمبراطورية الرجل المريض ونهوض أوروبا الجديدة، فكانت النازية والفاشية، أحد تلك النتاجات القومية لفكر البرجوازية الصغيرة بين أوساط المثقفين، وكانت تلك الحركة القومية المتشعبة في جميع العالم، تفرز في كل مكان نموذجها وضمن تجربتها وتربتها، فلم يكن العراق استثناء ولم يكن صدام الشاب حالة عابرة، وإنما فرضتها ضرورات الأحداث ومجراها ومتطلباتها، لقد صنع حزب البعث العراقي نموذج صدام، وبأحجام مختلفة وعلى فترات متقطعة، وكانت البىئة العراقية والعربية المرتع الخصب لذلك المناخ القومي المحتقن بأحلام الثورة والانقلابات، وكانت أسهل الطرق لعبة التآمر وحياكتها وحبكها في الظلمة، حتى مع رفاق الدرب، وإن كان بثمن باهظ هو الدم والقتل والتنكيل، في زمن تسابق فيه الجميع الشعب والوطن، بدت الأفكار نيرة وجذابة ومخادعة تعيش وتنمو مع الأوهام العظمى، غير أنها جرفت خلفها مع أصوات الدبابات في الفجر والبيانات الأولى المذاعة أفراح الآلاف في الوطن العربي، فقد خرج الناس للشارع وتربى جيل كامل على صوت النداء القومي الناصري حين سمع الجميع مفردة “على الاستعمار أن يحمل عصاه ويرحل!!” ولم يكن الرحيل إلا نهايات البداية لعراق اليوم بملابس جديدة، كان الدكتاتور صدام حسين المسؤول الأول وليس الأخير عن محنتها·

ü كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
طبائع الاستبداد ومساوئ العباد!
الطاغية .. ذلك المستبدة المحاط بالمعجبين!!·
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(3)
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(2)
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(1)
إعدام الطاغية المسرح والستارة
هل تتكرر لعبة التنين؟!
ماراثون حواء أطول مما نتخيل!!
أحداث الكويت وإمارة طالبان الخفية!!
بعد وأد البنات.. نحر البنات
الجاهليون يولدون من جديد..!!
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(3-3)
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(2-3)
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(1-3)
سقوط دولة الخوف(3–3)
سقوط دولة الخوف(2–3)
سقوط دولة الخوف(1-3)
الطغاة الصغار
بازار الاغتيالات في العراق!
صادوه ·· صادوه ·· صادوه !!
  Next Page

و”شهد شاهد من أهلها”:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الحرب على الفساد!!:
سعاد المعجل
إهمال إعلامي لا يغتفر:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
شكرا دبي:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
سقوط دولة الخوف(1-3):
بدر عبدالمـلـك*
ويستمر مسلسل “الناس يقولون”!!:
عبدالخالق ملا جمعة
الشفافية !:
عامر ذياب التميمي
الحراس “البشوات”:
يحيى الربيعان
الجوار العراقي:
د. محمد حسين اليوسفي
العلمانية: الأيديولوجية والخاصية الثقافية
?Secularism: Culture-bound Ideology:
خالد عايد الجنفاوي
الخليج·· ومستقبل الديمقراطية فيه:
د. جلال محمد آل رشيد
مدرسة حزب الله:
عبدالله عيسى الموسوي
دعوة للجمعية الكويتية لتنمية الديمقراطية
إطلاق مؤشر الحضور البرلماني:
عبدالحميد علي
لا خوف على العراق ولا خوف من العراق:
حميد المالكي
حرائق المنشآت النفطية وأسبابها:
المحامي نايف بدر العتيبي