| بكل فخر واعتزاز، ومن دون أدنى تردد، يحق للعرب والشرفاء في كل أنحاء المعمورة أن يصفوا “حزب الله” بالمدرسة العظيمة·
ذلك لأن الانتصارات التي حققها هذا الحزب وآخرها إتمام جانب كبير من عملية تبادل الأسرى مع العدو الصهيوني تعطي دلالات قطعية على أن هذا الحزب قد أضحى ورقة لا يستهان بها في مسيرة الصراع العربي مع العدو الصهيوني، بل صار الورقة الأقوى لأنه الوحيد الذي يستطيع اليوم الوقوف ندا أمام الغطرسة الصهيوأمريكية ويجبرها على التفاوض والتحاور بل والتهديد بالانسحاب من هذه المفاوضات واللجوء الى القوة في زمان بات فيه العرب خانعين، أذلاء، مرعوبين أمام العدو الصهيوني، يطلبون العون من الأمم المتحدة ويأملون بدعم الحكم غير نزيه وهي الولايات المتحدة الأمريكية·
إن ما قام به حزب الله بدءاً من انتصاره البطولي وطرده لفلول الجيش الصهيوني من جنوب لبنان عام 2000 الى ذلك اليوم العظيم الذي تمخض عن تبادل للأسرى بين الحزب وإسرائيل يجعلنا نقف أمام نقاط ثلاث:
- أولى هذه النقاط تتمثل في التأكيد القطعي بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وإن لغة الضعف والمذلة لم تجلب للعرب سوى المزيد من المهانة، ولعل الإفراج عن 400 أسير فلسطيني في الصفقة يؤكد على ذلك خصوصا وأن سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية لم تستطع طوال مسيرة الاستسلام الممتدة لأكثر من عقد من الزمان الإفراج عنهم بالرغم من حال الخضوع والذل التي يعيشها قادة السلطة أمام العدو الصهيوني·
- ثاني هذه النقاط هي النهج الذي اتبعه حزب الله المتمثل في الابتعاد على الصراعات المحلية والإقليمية والتركيز على اعتبار “القدس” قضية مركزية تتحطم على جدرانها كل الصراعات وهو نهج لو اتبعه العرب لمالت الكفة نحوهم بشكل كبير·
- ثالث هذه النقاط هو أن العدو الصهيوني ومن خلفه الإدارة الأمريكية متى ووجهوا بقوة الإيمان والعزيمة وعدم الخوف فإنهم يضعون للخصم وزنا وهذا ما حصل عندما اعتبرت الإدارتان الأمريكية والصهيونية ما حصل بأنه انتصار بالرغم من كونه هزيمة ساحقة·
هنيئا لأمتنا بزوغ نجم “مدرسة حزب الله” والى مزيد من الانتصارات بكرامة وعزة على العدو الصهيوني الى أن يحقق الله العلي القدير وعده الذي كان مفعولا·
abdullah.m@taleea.com |
