رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 محرم 1426هـ - 2 مارس 2005
العدد 1667

أحداث الكويت وإمارة طالبان الخفية!!
بدر عبدالمـلـك*
* ???? ??????

بعد مرور عقود من الزمن، سيأتي جيل آخر يسأل من هم طالبان؟ ولماذا خبا بريقهم بسرعة مثل كل الحركات الطارئة والعابرة في التاريخ، التي تطفح على السطح فجأة وتنطفىء بالسرعة ذاتها، إمارة طالبان المرعبة تفككت أضلاعها ومثلثاتها ومربعاتها، تفككت الأشباح والمعاقل والهالة، وتناثرت مسبحة الكاهن الكبير إلى حبات متناثرة، يحاول المريدون هنا وهناك جمع خيوطها الممزقة ويبحثون عن أقنعة يسترون بها وجوههم قبل أن يستروا بها عوراتهم السياسية والأخلاقية، بذبحهم البشر الأبرياء دون معنى أو تدميرهم للمنشآت الوطنية والممتلكات، لشعورهم أنها أهداف سهلة ولا تخضع للمراقبة الصارمة والشديدة، خفافيش إمارة طالبان صاروا لا يتحركون إلا في الظلام، بعد أن عاشوا حقبة ذهبية قصيرة للغاية، كشفوا فيها عن وجوههم وتناثروا كطواغيت صغار يرعبون السكان، ويجرون الشباب المتعطش للحرية والوطنية والانتماء خلف حظيرتهم باسم الإسلام متناسين أنهم كانوا ذات يوم ينامون تحت أردية وأغطية مصنوعة في البنتاغون ومحبوكة في "السي أي إيه" وغيرها من المكاتب الخفية، هاهم قادة إمارة طالبان المنهارة بعد أحداث سبتمبر، وبعد انتشاء قصير بسكرة الانتصار - عفوا لاستخدامنا لمفردة سكرة - فالإخوة الأصوليون يعتقدون أن سكرة الموت انتحار يدخلهم إلى جنة الخلد انطلاقا من تفسيرهم لمعنى الجهاد وفق أهوائهم "الاستفتائية" و"الإفتائية والفتاوية" لقد تحولت أسطورة طالبان والقاعدة المفككة إلى سراب ضائع وخائف وهارب، انتقلت من أعمدة الرعب فوق الأرض إلى أقنعة الرعب تحت الأرض، ولكنهم باتوا بوضع مزر ومهزوم من كل الجوانب، ولم تبق للهاربين إلا لحظات من الوداع الأخير، لكل مسرحية أبطالها، خشبتها وقتها الزمني وجمهورها المعجب والمخمور، والذي اكتشف أن اللعبة فوق خشبة الحياة أصعب من تمثيلها على خشبة صغيرة قابلة للانهيار والهجران والموت المحتوم، لقد اكتشف مخرجو مسرحيات الموت أنهم يمتلكون مقاعد في قاعات المسارح الصغيرة ولكن دون جمهور يذكر، جمهور من الصغار هنا وهناك، يتغذى قادته من بعيد على شحنة بالمفردات الحماسية والوعود بيوم النصر والدخول إلى رحاب الجنة في انتصار ما بعده انتصار، الهاربون والمقنّعون من قادة القاعدة وبقايا طالبان، يدركون أنهم يعيشون حالة الانكسار الداخلي، ولا يمتلكون إلا رقعا جغرافية من الأمكنة، كالسجين الموصدة عليه أبواب الزنزانة، فمن كهوف وبيوت في أقصى المناطق النائية يحاول قادة إمارة طالبان المنهارة إحياء الخيبة بأشرطة الحماسة والنفخ في الصور لمجموعات نصف آذانها سليمة، غير أن بوصلتها ورؤيتها ضبابية وتائهة، ما فعلته بقايا وشظايا إنسانية من مملكة طالبان المتهالكة في المملكة العربية السعودية كانت تعبيرا واضحا للإفلاس السياسي والشعبي، فقد جفت منابعهم وما عادت إبلهم ترد إلا مياه آسنة في صحراء قاحلة، فما كان عليهم إلا الهروب إلى العراق، فقد سدت عليهم أبواب اليمن والسودان وباكستان، وكل بقاع الأرض، فكان عليهم أن يمروا من بوابة الكويت المجاورة نحو العراق أو يتسللوا من حدود سورية، يفتشون عن أماكن يبررون مشروعهم الفاشل لكونهم مطلوبين أمنيا في أوطانهم، من مارسوا جنونهم في عمليتي ميدان حولي وأم الهيمان، كشفوا النقاب عن رائحة الكراهية الممتدة من كهوف وزيرستان حتى الفلوجة مرورا بالسعودية والكويت، مثل هؤلاء يؤكدون أنهم ليسوا وحدهم من ينبغي الالتفات إليه، فهم مزروعون ومبثوثون في ظلمة بلدان مجلس التعاون، وفق هيكلية تنظيمية اسمها تنظيم القاعدة فرع الكويت، فرع البحرين وفرع الشيطان، فهم يلتحفون المسكنة والانزواء والركون إلى بيوت الله خشوعا اعتقادا منهم أن عيون الأمن بعيدة عن لعبتهم الإلكترونية والغبية في أغلب الأوقات، ليس لكونها جديدة ولكن لكونها مغامرة حمقاء تعيش على اليأس الأخير، الأخطر ليس أولئك الصبية الذين يتلقون وصايا وتعليمات من بعيد، وإنما هناك ثقافة واسعة الانتشار متشددة ومتطرفة تفرز تلك النزعة العدوانية للآخرين، فتعالوا نقرأ ما قالته الجمعيات الإسلامية الكويتية، وطبعا كان العمل  مشينا في حولي وأم الهيمان ولا يعبر عن بطولة لا في جدة ولا في الشيشان، فقاموا بسرعة بالاستنكار فقالت بنصها ولسانها" إن هذه الأحداث الإجرامية المؤلمة نشجبها وندينها ونرفضها رفضا تاما ونعلن وقوفنا جميعا صفا واحدا ضد هذا العبث الذي لا يستفيد منه إلا أعداء الإسلام"، ترى من هم أعداء الإسلام الذين يستفيدون من هذه الثقافة والكراهية والذبح؟! نحتاج أن نسمع ونقرأ هؤلاء الأعداء المتربصين بالإسلام لكونهم يفرحون لمجرد من قام بذلك جماعات إسلامية متشددة، حدثونا بربكم من هم أعداء الإسلام الآن فالمسألة ليست فلسفة ومقاومة بالحيلة لإقناع رجال الأمن أنكم أقل عدوانية في السلوك إزاء الآخرين، وحتى هذه اللحظة تضعون "أدمغتكم" "وماركتكم المسجلة" على جبين الشباب لتعلموهم أن الأعداء هم من لا يتفقون مع نهجكم وثقافتكم وسياساتكم، التي تحاول إيقاف التقدم وعجلة التاريخ بحجة الدفاع عن النفس، ومن يفرحوا لذبح الناس الأبرياء هم أعداء الإسلام!! يا لها من لعبة سياسية ذكية وخدعة غبية في الاستنكار ولكي لا ينصرف الشعب عن ضلالاتكم القديمة ولا يصدق نصف الكلام ويبلع الطعم مرات ومرات· أعداء الإسلام خرجوا من صلب الإسلام وملابس وجلباب جمعيات تتحدث باسم الإسلام وبلدان الإسلام، فلا أعرف متشددا إسلاميا إيسلندي الجنسية، أو أستراليا أو شخصا مسلما عاش في بلدان ديمقراطية وحياة سياسية تعتمد على الشفافية والتعبير الحر· ما تفعله الجمعيات الإسلامية في أنظمة ديمقراطية أنها توظف فضاء الحرية من أجل مشروعها الظلامي، ولكن باسم الحفاظ على الهوية والأخلاق والتقاليد، إنها اللعبة القديمة التي تتقنع دوما لحظات الانتكاسة فتسارع بالتقاط الأزمة عبر تعبيرات مضللة·

لماذا تستنكرون الحدث وتحيلونه إلى مستفيدين منه يصبحون هم أعداء الإسلام، كضمير مستتر تقديره هو، فيعتقد الناس أنه رجل اسمه "إسلام"، فنتذكر المغني الإنجليزي كات ستيفن، الذي أعلن إسلامه من داخل البيت المسيحي، فهل هذا أيضا من أعداء الإسلام أم أن هناك أعداء كثرا تخجل المنظمات الإسلامية الإفصاح عنهم بعد أن حرضت عليهم، أعداء الإسلام في الخفاء والعلن؟ إن إمارة طالبان الخفية خجلة من نفسها لكونها لا يمكنها تبرير القتل المجاني، ولكي لا تخسر اللعبة الانتخابية، فإن من الضروري الاستنكار بسرعة قبل أن يركب الأمن الكويتي عفريت الغضب، الذي طال صمته وتراخى موقفه باسم المرونة والديمقراطية واللعبة السياسية التي لن تنفع الكويت والكويتيين أكثر من اللازم!!·

ü كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
طبائع الاستبداد ومساوئ العباد!
الطاغية .. ذلك المستبدة المحاط بالمعجبين!!·
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(3)
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(2)
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(1)
إعدام الطاغية المسرح والستارة
هل تتكرر لعبة التنين؟!
ماراثون حواء أطول مما نتخيل!!
أحداث الكويت وإمارة طالبان الخفية!!
بعد وأد البنات.. نحر البنات
الجاهليون يولدون من جديد..!!
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(3-3)
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(2-3)
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(1-3)
سقوط دولة الخوف(3–3)
سقوط دولة الخوف(2–3)
سقوط دولة الخوف(1-3)
الطغاة الصغار
بازار الاغتيالات في العراق!
صادوه ·· صادوه ·· صادوه !!
  Next Page

كلمات وعلامات!:
أحمد حسين
ماء الحكومة الراكد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
صحوة في الاتجاه الصحيح:
سعاد المعجل
ابتعدوا عن أتون السياسة!:
صلاح مضف المضف
طموح الكهفيين الوصول إلى السلطة!!:
محمد بو شهري
أحداث الكويت وإمارة طالبان الخفية!!:
بدر عبدالمـلـك*
معركة "الحواسم".. الكويتية:
مسعود راشد العميري
الزحف نحو التغيير الجديد:
عبدالخالق ملا جمعة
ماذا لو...؟!:
فهد راشد المطيري
الأعياد الوطنية واستحقاقاتها!:
عامر ذياب التميمي
التميمي وتاريخ الناس في الخليج العربي(2):
د. محمد حسين اليوسفي
هل نحن إزاء إصلاح وطني أم إزاء شكل جديد من الاستبداد السياسي المستنير؟:
عبدالعظيم محمود حنفي*
العدالة بين أمريكا والعرب:
فيصل عبدالله عبدالنبي
قال الطبطبائي:
على محمود خاجه
فساد للاستهلاك الآدمي:
عبدالحميد علي
قضية المرأة البحرينية:
رضي السماك