كتبت كثيرا عن دبي لدرجة أنني عشقتها عشق السندباد لأراضي ما وراء الجبال وانبهرت بها كما انبهر سيد قطب بالولايات المتحدة الأمريكية وترددت عليها كما تردد توفيق الحكيم على باريس فدبي إمارة المعجزات الشرقية التي أنفّس فيها عن إخفاقاتنا في الكويت وإحباطاتنا المتواصلة·
يقول محمد بن راشد “علة الكويتيين حسدهم” وأقول له اللهم لاحسد فأنتم نعمة من الله منّ بها علينا فقد كشفت لنا مدى عجزنا وشيخوختنا المبكرة وفتحتم لنا نافذة سياحية نستمتع بها ورفعت رؤوسنا كأول كيان عربي يتقدم على بقية دول العالم في صناعة السياحة والتكنولوجيا والتجارة الحرة والإعلام وقريبا الطب وفتحتم لنا مجالا لتطوير أنفسنا وتقييم أنفسنا بعد أن كنا كالحصان الذي توضع على عينيه مصدات جانبية لمنعه من مشاهدة الاتجاهات الجانبية فيضل طريقه ولكننا وللأسف لم نكتف بوضع ما يحجب الرؤية عن الاتجاهات الجانبية بل إننا حجبنا جميع الاتجاهات وصممنا آذاننا وأقنعنا أنفسنا بأننا في طليعة الدول الخليجية إلى أن جاءت دبي وأزاحت الغطاء عنا لنكتشف أننا أوشكنا على تربع القمة من أسفل·
بعد زيارتي لمهرجان التسوق في دبي قررت أن أقدم دعوة مجانيه على حسابي لكل من السادة التالية أسماؤهم لزيارة دبي ونفض غبار الزمن عن مؤسساتهم وهم السادة: محمد عيد النصار - بلدية الكويت، أحمد الزبن - الكويتية، نواف الأحمد - الداخلية، أحمد المشاري - هلا فبراير، وعبدالله الطويل - التجارة، وفيصل الحجي - الشؤون، ورشيد الحمد - التعليم، ومحمد أبوالحسن - الإعلام ولكي لاتطول القائمة وترهق ميزانيتي المتواضعة فإنني أقترح على بقية أعضاء الحكومة الكويتية واللجنة الاستشارية العليا وأعضاء مجلس الأمه زيارة دبي لمدة أسبوع ليشاهدوا كم هم في غياهب الدهر يعمهون خصوصا وأن إجازة العيد السابق والتي طالت العشرة أيام أثبتت أن البلد “ماشي فيهم وبلاهم”·
almelhem@taleea.com |