كالح·· مستقبل الديمقراطية في خليجينا هذا·· إذا لم يقم الخليجيون، شعوبا، بالدفاع عنها دفاعا شديدا، باعتبارها هي الخلاص والضمان الذي يضمن عدم الانحراف الشديد، أو الانحراف مع علم المنحرف بضرورة دفع فاتورة محترمة عن رغباته المريضة·
الديمقراطية خيار استراتيجي لا ارتداد عنه، ولا كفر به، وهي ليست دينا يقابل دينا، ولكنها ثقافة تقابل ثقافة، هي ثقافة من يفكر بعقله ضد ثقافة من يفكر بيده، وثقافة من يؤمن بوجود آخرين على الساحة ضد ثقافة من لا يرى على وجه الأرض غير وجهه!!
الثقافة الديمقراطية ليست ممكنة في أجواء التخلف السياسي الذي لا إيمان فيه بأصل وجود رأي آخر، إن الديمقراطية تنمو في أجواء حرية إبداع الرأي والاستماع باحترام وإنصات للرأي المقابل، ولكن ماذا يمكن أن يقال عن الأجواء التي تمنع مجرد قول الكلمة العلنية؟ هل يعد هذا إيمانا بالثقافة الديمقراطية “ديالوجية” المزاج؟ أم أنه، وبمنتهى الصراحة، إيمان بالذات، على نحو نرجسي ممجوج، وكفر بالآخر ورأيه ورؤيته وأنموذجه الفكري والثقافي على نحو لا يفضح غير ذلك الشخص الكافر بالفكر المتحضر الذي يمكن فيه للجميع أن يتكلم ويشارك برأيه إثراء للبدائل التي يمكن أن تفيد في أي موضوع مطروح للنقاش العام؟!
على أية حال، إذا أردت أنا أن أتكلم في موضوع ما، ثم خرج أحد أبناء القرن قبل الماضي ليسكتني، فهذا دليل يكفي كفاية تامة، ويدل دلالة قاطعة على أن رأيي في الموضوع كان هو الأصوب، وأن رأيه هو الأضعف، هذا إذا أحسنا الظن وقلنا أن له رأيا أصلا!!
ولكي لا ينخدع بعض الناس بتزيين بطانتهم السيئة التي تزين لهم ما يضرهم ضررا مؤكدا لا شك فيه في المستقبل، نقول لهم: قولوا لبطانتكم الغبية بأن الرأي الذي لا يمكن أن يظهر على نحو علني شفاف·· توجد أعداد ضخمة من السردايب يمكنها أن تحتضنه!!
الديمقراطية قادمة لا محالة، والخاسر هو المتخلف عن الركب!!
خارج الموضوع
الفرنسيون يزعمون أن تعايش مختلف أنماط السمك في أكواريوم المسلمين الكويتيين هو درس “تعايشي” للجميع·· فلماذا لا يتعلم منه الفرنسيون أنفسهم إذا؟! أم أن السمك “المتحجب” بالذات غير قابل للتعايش معه من قبل أهل التعصب الديني في باريس؟!
drjr@taleea.com
|