| وصلني العدد 72 من “نشرة الجنوب” التي تصدر عن مركز الجنوب “مقره جنيف ومصر من مؤسسيه” بتاريخ 30 يناير 2004، وقد قرأت فيه نبأ عظيم الأهمية لم يظهر له صدى في صحفنا ولا في قنوات التلفزيون التي أعجز عن أن أحصيها عددا·
هذا الخبر هو صدور إعلان في جنيف في 30 يناير الماضي ألقاه لولا رئيس البرازيل ويشاركه في التوقيع عليه كل من جاك شيراك رئيس فرنسا ولاجوس رئيس شيلي الجديد وكوفي أنان أمين عام الأمم المتحدة، وعنوانه “إعلان مشترك - دعوة للعمل ضد الجوع والفقر عن طريق تحالف على مستوى الكوكب”·
ويتضمن الإعلان خطوات مهمة في تلبية هذه الدعوة من أبرزها تكوين لجنة خبراء تقدم تقريرا حول الوسائل المباشرة المبتكرة لهذا التحرك، وأضاف الرئيس البرازيلي نداء أخلاقيا وسياسيا الى الجماعة الدولية للعمل على مفهوم جديد للتنمية حيث يكون توزيع الدخل نتيجة للنمو وليس مجرد أحد عناصره، إن ثمة تركيزا مبالغا فيه في جدول الأعمال الدولي على القضايا المتصلة بالأمن ولكل من الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وإذا كنا نريد عالما أكثر أمنا يجب أن نقاتل من أجل عالم أكثر عدلا وتكافؤا، إن السلام والتنمية الاقتصادية والعدل الاجتماعي متداخلة، فلن يكون ثمة سلام أو تنمية، ولا تنمية ولا سلام من دون عدل اجتماعي ولا يتاح العدل الاجتماعي دون سلام وتنمية·
ويأتي هذا الإعلان بعد شهور قليلة من توقيع “اتفاقية التعاون والتضامن للحصول على مطالبنا من دول الشمال” بين البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، كما يأتي بعد انهيار مؤتمر كاتكون، لقد بدأ الجنوب يتحرك من جديد من أجل مطالب شعوبنا الحالية، ويمكن أن يجد من الشمال رفقاء طريق كثيرين· |
