رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 29 شعبان 1424هـ - 25 أكتوبر 2003
العدد 1600

خطاب قديم جديد:
إعادة فلترة النص التاريخي
خالد عايد الجنفاوي
kaaljen@taleea.com

عند مقارنة أو مناقضة الخطاب السياسي للجماعات السيادينية مع كثير من خطابات  التيارات السيادينية في العالم فسنلاحظ تكرار الكثير من الأفكار أو المواقف الأساسية والتي يمكن ملاحظتها في أغلب الخطابات السيادينة بشكل عام·

إن الصفات التي سوف نناقش بعضها لاحقا لا يمكن أن تؤدي إلا الى المواجهة الحتمية، إن لم تقدر الإنسانية على منعها، فالخطاب السياديني يبحث دائما عن المواجهة، فمن دون وجود عدو حقيقي مترقب دائما للهجوم علينا "us"  لابد أن يُوجد أو يصنع هذا العدو مهما كانت النتائج اللاّعقلية "them"  ولكن دعونا نبدأ  بشرح ما نعني بالصفات الأساسية في أي خطاب سياديني:

1 - لا بد من وجود حرب مقدسة بيني وبين الآخرين·

2 - التاريخ أفقي والتطور جامد غالبا، وواضح، وسوف يصل لمراحل  وتطورات تمّ التنبؤ بها من القدم (وإلا سوف يتم تجميد هذا التاريخ حتى يسرد ما أريده أنا أن يسرد "reads"، وهذا سوف يقودنا لمناقشة الأمر الأهم:

3 - تعامل التيارات السيادينية مع التاريخ: الشرح المجازي/ الجمالي/ الخيالي (figural interpretation)  للنص التاريخي واعتبار هذا النص التاريخي جلي المعاني ولا غبار عليه(كالتّغييب العمدي لقصص وسير شخصيات أو أحداث معيّنة لا تتفق روايتها مع ماهو مطلوب سرده)· وسوف نوّضح أيضا ما ستؤدي إليه هذه "الشروح الإنسانية،" بشكل أساسي، من جعل حياتنا كبشر على وجه هذ الكوكب صعبة بعض الشيء الحرب المقدسة (holy war) تعتمد دائما على تصوير الآخر بأنّة العدو الحقيقي لي وأنّ كل ما سوف أرتكبه من فظائع تدميرية لن أحاسب عليه، فأنا ببساطة أؤدي الدور المناط بي ولن أحاسب على ذلك· إنه ذلك الإحساس بالمهمّة أو "mission" والتي إن لم أقم "أنا" بها سوف يقوم بها غيري مهمة الفرد في الخطاب السياديني حول الحرب المقدّسة هي المحاولة الحثيثة دائما لإلغاء الآخر وصراعي معه هو ببساطة حرب مقدّسة بين الشر والخير بالطبع"، فأنا دائما على حق وغيري دائما علي باطل، وهكذا· هذا الاستعمال الانتقائي لمفردات معينّة يصبغ  هذا الخطاب بكثرة المفردات الدينية التي تستعمل أصلا خارج نسقها أو نصّها الأصلي· هذه التركيبة الأيديولوجية المشجّعة للحرب دائما (الخطاب السياديني كأيديولوجية) تتغافل بشكل متعمّد عن حقيقة أن الديانات (سواء اليهودية، أو المسيحية أو الإسلام) هي بالأصل رسائل ثورية (جديدة) تحثّ دائما على المساواة، العدل، الحب، مساعدة الفقراء وما الى ذلك من معتقدات وأفكار راقية ونبيلة في أسبابها ونتائجها،  لقد استعمل هذا القاموس السياسي بالشكل الأوّل (الحرب المقدّسة) في بدء حروب كثيرة، اكتشف الكثير من المراجعين التاريخيين أنّ أسبابها الحقيقة ربّما  تكون اقتصادية بحتة·

على أي حال،  ينظر مؤلّف الخطاب السياديني للتاريخ على أنه جامد غير متحرّك  "non-dynamic " وغير متغيّر منذ بدايتة، فمثلا: في نظرية التأريخ الجديد (لا يسعنا حاليا إيجاد مرادف لـ "New Historicism " بدأت بالنظر للتاريخ الإنساني على أنه ليس كما "عودنا" على النظر إليه (ألف أدى الى باء، إلخ) أو حقائق جامدة غير متغيرة ولكنه "آثار لغوية يمكن استدعاؤها، وهي دائما مفلترة من قبل المؤرّخ أو المعلّق التاريخي"           (Childers,Columbia Dictionary 207). .  هذا النوع من التاريخ الجامد يخدم الخطاب السياديني في مجالات كثيرة لا يسعنا سوى ذكر بعضها مثل: الاعتماد على تنبؤات تاريخية معينة هي بالأساس ألّفت من قبل كتّاب أيديولوجيين لديهم أجندة سياسية معيّنة في المحل الأول، ويمكن استعارة أحداث تاريخية معينة ومقارنتها أو مناقضتها بأحداث حالية، إلخ· أما الموقف أو الصفة الأخيرة، والأكثر خطورة في تصوّر الخطاب السياديني للتاريخ، هي الشرح المجازي/ الجمالي / الخيالي figural :  رؤية النص التاريخي كمصدر يحتوي على أمثلة توازي في تطورّها التاريخي والإنساني ما يحدث حاليا· أي أن المثل التاريخي، سواء كان فردا أو حدثا هو بالحقيقة تنبؤ بما سوف يعمله شخص آخر بعد مرور وقت طويل، وهو يعكس "تماما" ما "سوف نقوم به لاحقا"·

يقود هذا الضيق في الأفق الى  تفسير الحاضر "بحقيقة" تاريخية ماضية مشكوك في حقيقتها أو شرعية سردها أصلا الى قراءة خطأ للتاريخ أو الأحداث الحالية، فما هو متغير أو مختلف في الماضي المكتوب "لا بدّ أن يشابه" ما يواجه حاليا، أي أنّ الهدف بالأساس من وراء هذه القراءة الضيقة الأفق للتاريخ هو قراءته كما أريد أو كما تتطلبه روايتي، وهكذا، وبجانب بساطة هذه القراءة التاريخية للحدث التاريخي فهي ليست آمنة أيضا، فالبساطة في الطرح تساوي قبول  السرد التاريخي كحقيقة غير مشكوك فيها وتساوي إلغاء ما هو مغاير لهذه القراءة لمنح الشرعية لما سوف يفعل في المستقبل·

ربط الحرب المقدسة وأحداثها القادمة بالنص التاريخي، وإلغاء ما غير ذلك سواء كانت شعوبا أو حضارات أو أحداثا غير متطابقة مع "ما نريد"، ألا يؤدي هذا المنطق الخطابي الى المواجهة الحتمية مع المنطق الشبيه له أو المناقض لتطلّعاته؟

kaaljen@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
الجندي الأمريكي الذي أعرفه
The American Soldier I Know
الخوارق الإسبانية والرصاصات الخفية!
مناجاة: صدام والطرْق المستمر
التطـرف: ثلاث صــفات مشـتـركة
وطنـي وبعضــنـا··
القمة العربية: أزمة حوار وثقافة
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(3 – 3)
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(2-3)
هنيئا روسياCongratulations Russia
(1-3)
"فرانكيشتاين" العراق الموقت
مدينة علمية كويتية شاملة:
ما المانع من وجود زويل كويتي؟
التوائم السيامية الفرانكفونية: المحاكاة والهوية الجزئية
إعفاء عضو مجلس الأمّة من منصبه عن طريق جمع تواقيع الناخبين
العلمانية: الأيديولوجية والخاصية الثقافية
?Secularism: Culture-bound Ideology
”اللي يحب النبي يضرب!”
أيهما يتسع للنقاش الديمقراطي الحر: قبة البرلمان أم قبة ديوان العضو؟
الليبرالي x المتعنت Dogmatic vs. Liberal
نداء إلى السيدة الفاضلة نبيلة العنجري:
تطوير المرافق الترفيهية والسياحية في الجهراء
هل المثقـف الكـويتي معزول عما يـدور حوله؟
Ivory tower Syndrome!
  Next Page

حكومة تهدد برلمانا:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الجامعة الأمريكية في الكويت!!:
سعاد المعجل
تشكيل لجان خماسية لمراقبة الجمعيات التعاونية:
يحيى الربيعان
شعب مصالح:
المحامي نايف بدر العتيبي
العراق والرعاية الدولية!:
عامر ذياب التميمي
أيام صعبة:
د. محمد حسين اليوسفي
كارثة إنسانية:
عبدالله عيسى الموسوي
رسالة تطمين إلى العرب والمسلمين:
نزار حيدر
الدستور العراقي الجديد:
د. جلال محمد آل رشيد
"الحدث العراقي التاريخي" في رحاب الفلسفة الكلاسيكية:
حميد المالكي
خطاب قديم جديد:
إعادة فلترة النص التاريخي:
خالد عايد الجنفاوي
هل ستطور الفئران البلد ؟:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
استراتيجية التطوير البرلماني: بناء الباحث البرلماني 2
الباحث البرلماني ليس مجرد مقرر اجتماعات ·· وخمسة اعتبارات تحكم أهميته:
د· علي الصاوي