في مقالنا هذا الأسبوع لن نتحدث عن الإرهاب الصهيوني في فلسطين من وجهة نظر عربية أو إسلامية بل سنترك الشهادة لمبعوث الأمم المتحدة لشؤون الغذاء "جون زيجلر" الذي قام بزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة في الفترة من 14-3 يوليو 2003 وأعد تقريرا سيناقش في الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة·
يقول التقرير: "إن الوضع الغذائي في الأراضي الفلسطينية يتدهور بصورة كبيرة منذ انتفاضة الأقصى حيث إن أكثر من %22 من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من نقص الغذاء مقابل %7,6 عام 2000"·
وأظهر تقرير المفوض الدولي أن %60 من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر وأشار الى أن أسرة فلسطينية من كل أسرتين لا تحصل سوى على وجبة طعام واحدة في اليوم، واستمر التقرير ليسرد في صفحاته الخمس والعشرين كيف أن الحواجز الأمنية المنتشرة في مدن الضفة والقطاع تتسبب في عدم وصول الإمدادات الغذائية مما يهدد بكارثة حقيقية في المدن المحاصرة مما يخالف بصورة فجة القوانين والأعراف الدولية في مثل هذه الحالات·
ويؤكد "زيجلر" أن سلطات الاحتلال لم تنف ذلك، بل أكدت أن هناك ارتفاعا في نسبة سوء التغذية والفقر لدى الفلسطينيين ولكنها ترى أن ذلك ناتج عن الإجراءات الرامية الى الوقاية من ضربات جديدة ضدهم·
وقد أدانت حكومة الكيان الصهيوني ممثلة بمندوبيها في الجمعية العامة للأمم المتحدة صدور مثل هذا التقرير خصوصا وأنها المرة الأولى التي تسمح فيها بزيارة مفوض دولي لمدن الضفة والقطاع وهي التي رفضت منذ عام زيارة لجنة تحقيق للوقوف على أسباب الجريمة المنظمة في مخيم "جنين" حيث أكدت أنها ستتقدم الى المفوضية العليا لحقوق الإنسان باحتجاج رسمي ضد التقرير·
هذا التقرير، وغيره من عشرات التقارير والشهادات الغربية على إرهاب الحركة الصهيونية وممارساتها اللاإنسانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني وانتهاكها الواضح لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي وسط تأييد أمريكي علني ألا تجعلنا نتساءل عن حقيقة دور الإدارة الأمريكية التي لا يزال بعض العرب يعتبرها شريكا استراتيجيا في عملية السلام من أجل إنهاء الصراع مع اليهود؟!!
abdullah.m@taleea.com |