رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 3 ذو القعدة 1424هـ - 27 ديسمبر 2003
العدد 1608

الشيوعيون الروس وبكائية غير مجدية!!
بدر عبدالمـلـك*
* ???? ??????

كشفت أخيرا انتخابات الدوما الروسية عن حقائق جديدة، جعلت القوى الداخلية كالحزب الشيوعي الروسي واتحاد قوى اليمين، والخارجية كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ليست سعيدة، فما هو يا ترى الذي يجمع المتناقضات في سلة واحدة لكي لا يكونوا سعداء بالنتائج؟ ولكن كما هو معروف عندما يخسر طرف في الحملة الانتخابية ونتائجها يصاب بخيبة أمل خاصة وأنه كان يراهن بصورة مطلقة على أنه سيحقق نتائج ساحقة! عندها تنطلق الأسطوانة المشروخة، إن الانتخابات ليست نزيهة! وقد تصبح الانتخابات نفسها نزيهة إذا ما كانت النتائج في صالح أحزاب المعارضة، ودون وجود حقائق على الأرض تدلل على تلك التهم وحجم التزييف الذي جعل من حزب بوتين، حزب الوحدة الشعبية، كحزب في السلطة يحصل على ما يقرب من %37 من أصوات الناخبين، ولو حصل بوتين على نسبة %99,9 لما ترددنا عن الشك، ولكن حصول حزبه على هذه النسبة كونه في السلطة ومجتمع متغير خرج منذ عقد من نموذج نظام أيديولوجي يشكل لشريحة واسعة من السكان تجربة لا يرغبون العودة إليها ولا التصويت لمن يمثلها، من هنا ربما نفهم حقيقة خسارة اليمين الفاسد، الإصلاحي، واليسار الشيوعي الرومانتيكي والنوستالجي الحالم بعودة الإمبراطورية العظمى، إمبراطورية الاتحاد السوفييتي، ترى أين ذهبت %9 التي فقدها الحزب الشيوعي الروسي في انتخابات الدوما للعام 2003؟ فقد حصل الحزب في انتخابات عام 1999 على %22 بينما حصل هذه المرة على %31 وهو الرقم المشؤوم في الثقافة الإنجليزية إذ ربما يقود هذا الرقم في المرات المقبلة الى وضع أسوأ إذا لم يتوقف الحزب في المؤتمر ويعالج الظاهرة بروح نقدية بدلا من تحميل خسارته على الطرف المنتصر دون نقد الأداء الانتخابي والسياسي في البلاد منذ مرحلة السقوط والانهيار للفكر الذي يمثله الحزب الشيوعي الروسي في تربة روسيا الاتحادية الجديدة روسيا فلاديمير بوتين وليس روسيا فلاديمير لينين! وهذا ما لم يفهمه الحزب ولا قيادته وقد توهموا وراهنوا على ميراث الماضي الذي بدأ ينكمش ويتراجع في أوساط مجتمعية جديدة تبلورت بشكل واضح·

ولكي لا نبدو متشائمين أو حتى فرحين للنكبة، غير أننا ما عدنا نميل الى التباهي والحماس القائم على الماضي التليد، فتلك رؤية ماضية لا تنفع من أجل المستقبل إذا ما عشنا على قصائد أمجاد الأجداد دون العيش بين واقع حاضر الشعب والجيل الجديد وماذا يريد وأين يتجه؟ لم يكن بوتين شخصية خرجت من جحيم الأرض ولا سقطت من ثقب في السماء كما تقول الأسطورة اليابانية، وإنما هو ابن المؤسسة السوفييتية القديمة، ابن مؤسستها الأمنية والسياسية، غير أنه يمثل اليوم رؤية مختلفة عن الحزب الشيوعي والأحزاب الأخرى، فهو يتوق لبناء روسيا قوية في العالم وخاصة في الاتحاد الأوروبي والعلاقات الدولية الجديدة، ولا يرى بوتين ذلك بعيدا عن الالتفات الى داخل روسيا أولا وخارجها ثانيا، فكان تعامله في سنوات حكمه متوازنا مع الوضعين مما حقق له شعبية ذهبت لصناديق الاقتراع بقناعة، وهم يشكلون أيضا نسبة من الشعب وهم سعداء بنتيجتهم بخلاف الذين دخلوا دائرة الصراخ والبكاء والتذمر، لقد نجح بوتين في استقطاب فئات وشرائح متعددة وجدت في برنامجه الممجد للعزة والقوة الروسية طريقا للنهوض بروسيا الاتحادية التي فقدت هيبتها السياسية والعسكرية وقوتها الاقتصادية مع سقوط الاتحاد السوفييتي، ولكي ينهض بروسيا قوية عليه تنظيف البيت الروسي من لصوص البلاد والمفسدين والمافيات، وهؤلاء هم من وجدوا أنفسهم يلعنون النتائج مع الشيوعيين، وإذا ما كانت أوجاع اليمين تتباكى على روسيا الديمقراطية والحريات، ويرونها في أكذوبة حرية السوق والليبرالية وهم يدركون أن ثروتهم لم تأت عن هذا الطريق وإنما خرجت للسطح بعد سرقة المال العام في وضح النهار بعد سقوط الدولة العظمى، ولا يجهل أي ساذج سياسي في الخارج ولا أي مواطن في الداخل خطورة ضياع المصدر الرئيسي من ثروة روسيا الاتحادية كالنفط والغاز والصناعات الثقيلة معرضة للنهب من قبل عصابات المافيا الجديدة وترك روسيا الاتحادية الجديدة دولة من طراز العالم النامي والضعيف، ومع تجريد روسيا من لحمها وجلدها وسلخها تحت الثلج القارس جعل ملايين الروس المتضررين من التشبث ببرنامج إصلاحي داخلي لروسيا في مرحلة بوتين، التي ورثت ركام من الأخطاء والوضع الاقتصادي المزري، ولم يأت بوتين وأمامه روسيا قوية ومعافاة بقدر ما وجدها منهكة من كل الجوانب، والبحث عن طريق لا يرضي الغرب تماما ولا ذهنية أحزاب الماضي كالحزب الشيوعي الروسي مسألة واضحة، فبوتين يسعى لروسيا قوية في إطار النظام العالمي الجديد، بحيث تكون لاعبا أساسيا في الألفية الجديدة وليس دولة مهمشة كدول صغيرة من دول حوض الكاريبي، وبما أن العودة للوراء باتت حالة مستحيلة أو حتى انتهاج منهج مماثل للقديم يعد نوعا من التفكير الأعمى، فإن تفريغ روسيا من قدراتها ببيعها في المزاد العالمي عن طريق المافيا الداخلية، والتي تجد المؤسسات المالية والاستثمارية العالمية خسارة كبرى بفقدانها، ومن هنا نعرف لماذا يتباكى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؟ فهم كانوا سعداء بانتصارهم بتفكيك الامبراطورية الروسية ولكنهم ليسوا سعداء بصعود روسيا الاتحادية كقوة جديدة تشكل كتلة ومحورا قويا عالميا يقف بخياره الحر مع من يريد بما في ذلك تحالفه الاستراتيجي مع قوتين صاعدتين مستقبلا هما الصين والهند الى جانب الدخول في تفاوض مع الاتحاد الأوروبي من أجل عضوية فاعلة بحجم سيطرة الفرنسيين والألمان والبريطانيين للاتحاد·

إن روسيا في عهد بوتين ترغب في النهوض ببلد يمتلك كل مقومات القوة بدلا من الاستمرار والعيش على المساعدات والاستثمارات الخارجية من دون حدود أو ضوابط· إن من صوتوا لبوتين هم الذين يرون أفقا ومستقبل المشروع النهضوي وبرنامجه لروسيا المقبلة وليس لروسيا المنهارة، وإذا ما صوتت أغلبية من الشعب لبوتين فإنهم ليسوا جميعا من الموظفين في أجهزته الرسمية أو كتلة واسعة من "الانتهازيين" يركضون ويصفقون للحزب الحاكم، وإنما أعداد كبيرة من التنوع السكاني بمن فيهم أصحاب الملكيات والخدمات الجدد والجيل الشاب الحالم بعالم أفضل في الديمقراطية الغربية المجاورة والمتعددة النماذج فهم محاطون بالدول الاسكندنافية ويرون فيها مثالا مثلما يرون في دول ديمقراطية غربية أخرى مثالا ينبغي أن يستلهمه وعي شعب يمتلك ثقافة وتاريخاً وتجربة عميقة وطويلة، ولا يجوز استصغار وعي شعب بحجم روسيا، التي لا يمكنها الرضوخ لما أصابها منذ ثلاثة عشر عاما وهز العالم واعتقد الجميع أن روسيا إما ستعود للاشتراكية من جديد أو أنها ماضية نحو الحضيض، وكلتا وجهتي النظر لم تستوعب الإمكانات الكامنة في قدرة ذلك الشعب، أما الحزب الشيوعي الروسي وشعاراته فلم تكن مقنعة للشارع الروسي، ومن صوتوا للحزب عام 99 أغلبيتهم كبار السن، وقد قتلهم البرد والشيخوخة الطبيعية مثلما قتلتهم الشيخوخة السياسية، فخسر الحزب نسبة كبيرة من الأصوات تنتمي للحقبة الستالينية، ولم ينجح الحزب في استقطاب الأصوات الشابة من الجنسين، ولا نجح في جذب مهن وشرائح جديدة في المجتمع، وهي لا ترى فيه إلا شبحا من أشباح الماضي السياسي، الذي يذكرهم بمنجله ومطرقته التي باتت في عصر الثورة المعلوماتية والتقنية مجرد رمز للماضي لا أكثر·

* كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
طبائع الاستبداد ومساوئ العباد!
الطاغية .. ذلك المستبدة المحاط بالمعجبين!!·
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(3)
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(2)
نساء البحرين وواقع التحديات الكبرى(1)
إعدام الطاغية المسرح والستارة
هل تتكرر لعبة التنين؟!
ماراثون حواء أطول مما نتخيل!!
أحداث الكويت وإمارة طالبان الخفية!!
بعد وأد البنات.. نحر البنات
الجاهليون يولدون من جديد..!!
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(3-3)
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(2-3)
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(1-3)
سقوط دولة الخوف(3–3)
سقوط دولة الخوف(2–3)
سقوط دولة الخوف(1-3)
الطغاة الصغار
بازار الاغتيالات في العراق!
صادوه ·· صادوه ·· صادوه !!
  Next Page

تصريحات في خدمة صدام:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عذق البلح!!:
سعاد المعجل
مجتمع البحرين العزوبي!!:
رضي السماك
الشيوعيون الروس وبكائية غير مجدية!!:
بدر عبدالمـلـك*
اعتقال صدام حسين·· لكل طاغية أجل:
نزار حيدر
نهاية نظام:
يحيى الربيعان
الخروج من النفق!:
عامر ذياب التميمي
"الشــرعية الـدولية":
حمـد الصباح*
ثغــرات:
فاطمة الهاجري*
شارلز، لويس وصدام: التاريخ لا يتكرّر ولكن الأحداث التاريخية تتشابه:
خالد عايد الجنفاوي
يحاكمه علنيا·· العراقيون؟:
د. جلال محمد آل رشيد
هزائم دبلوماسية:
عبدالله عيسى الموسوي
أول دراسة عراقية تنشر للمرة الأولى عن القضية الفلسطينية في خطابات صدام
اعتقال صدام حسين والحقيقة الغائبة:
حميد المالكي
مجتمع البحرين العزوبي!!:
حميد المالكي
التسامح الفرنسي:
كامل عبدالحميد الفرس
الذكرى السنوية الـ 55 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
نقابات اليوم:
المحامي نايف بدر العتيبي