تعرض الكيان الصهيوني في الفترة الأخيرة الى مجموعة من الهزائم والضربات الدولية والشعبية التي تأتي تأكيدا لرفض المجتمع الدولي التعايش مع هذا الكيان السرطاني، المخالف لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية·
فقط اضطر مندوب هذا الكيان الى سحب أول مشروع قرار تقدمه "إسرائيل" للأمم المتحدة منذ 25 عاما بعد أن رفضت إجراء جملة تعديلات عليه لجعله مقبولا في الحدود الدنيا·
وتضمن مشروع القرار التمييز بين دم الطفل الفلسطيني المهدور يوميا في الأراضي المحتلة والطفل اليهودي، حيث جاء اقتراحها تحت عنوان "حماية الأطفال الإسرائيليين من الإرهاب"·
ومن المضحك المبكي في الوقت نفسه تصريحات مندوب هذا الكيان بعد سحب القرار بأن هذا اليوم يعتبر "يوم عار على الأمم المتحدة" متناسياً - عن جهل أو تعمد - بأن يوم العار الأكبر على هذه المنظمة هو تاريخ قبول عضوية "إسرائيل" وخضوعها للفيتو الأمريكي المذل في حال رغبتها في إدانة الإرهاب الصهيوني الممتد لأكثر من 54 عاما·
والهزيمة الصهيونية الثانية كانت في 8/12 عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورة استثنائية - بناء على طلب المجموعة العربية - على قرار يطلب من محكمة العدل الدولية التابعة لها تحديد ما إذا كان مشروع "السور الواقي" الذي تشيده سلطات الاحتلال الصهيوني يشكل مخالفة وبالتالي إلزامها بهدمه·
وقد صوت على هذا القرار 90 دولة مقابل امتناع 74 ومعارضة 8 دول·
صحيح أن هذا القرار يشكل سقفا أدنى للمطالبة العربية المشروعة بإزالة هذا الجدار ولكن بما أنه صدر من الشرعية الدولية فهذا ما يكسبه أهمية خاصة في زمن التنازلات والمذلة العربية·
وبالطبع، فإن الهزيمة الصهيونية في أوروبا بعد الاستفتاء الشهير قبل نحو شهرين باعتبار "إسرائيل" أكبر عائق أمام السلام الدولي، ومن قبلها حالة الرفض الشعبي في العالم العربي والمجتمع الدولي لأي محاولات للتطبيع مع هذا الكيان تعطي دلالات واضحة بأن "إسرائيل" باطل محض رغم كل محاولات التلميع والتسويق الدولي باعتبارها دولة طبيعية· |