إن التحول في استراتيجية السياسة الأمريكية في تحرير العراق إلى دعوات التغيير في المنطقة، بدأ مضمونها واضحا من خلال وثائق عدة صدرت عن الإدارة الأمريكية نذكر أهمها:
1 - خطاب الرئيس بوش في 2003/6/24·
2 - استراتيجية الأمن القومي الأمريكي سبتمبر 2002·
3 - خطاب الرئيس بوش في جامعة كارولينا يوم 2003/5/9·
4 - خطاب كولن باول بشأن "مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط"·
(وكلها موجودة على موقع وزارة الخارجية الأمريكية على الإنترنت) وقد كان مضمونها عن الإرهاب وأسبابه الناتجة عن ظلم الأنظمة السياسية العربية بالذات ولعدم انتهاجها الديمقراطية، وعن إعلان الولايات المتحدة عن مسؤوليتها بضمان الحرية السياسية والاقتصادية وحماية هذه القيم ولو بالقوة العسكرية أو بالنفوذ الاقتصادي وذلك لأن حماية أمنها لم يعد قاصرا على الحدود الأمريكية، ولذلك وفي سعيها للمحافظة عليه فهي تسعى إلى إصلاح سياسي اقتصادي وتعليمي عن طريق:
1 - مناصرة طموحات الكرامة الإنسانية "حماية الأقليات"·
2 - توسيع دائرة المشاركة السياسية ودفع أصوات النساء·
3 - تقوية التحالفات لدحر الإرهاب·
4 - توسيع دائرة التطور الاقتصادي·
وفي مجمل هذه التصريحات تتشكل ضغوط بل قد نجدها تهديدا على الأهداف السياسية الخارجية الكويتية وبالذات مبدأ السيادة الوطنية المطلقة ومبدأ التوازن والاعتدال، فالكويت في نظر القوى العظمى المهيمنة على العالم تعتبر دولة ناقصة الديمقراطية لعدم إعطائها حق المشاركة السياسية للمرأة، وبالتالي تحرم نصف المجتمع من المشاركة، أو قد تدخل علينا هذه التغييرات من باب آخر هو حماية الأقليات "فئة البدون" وفي كلا الحالتين لا نتمنى أبدا مثل هذا التدخل تحت أي ذرائع أو مسميات لأن من شأن هذا التدخل إضعاف إرادة الدولة وحكمها، وإذا حدث وسمحنا بالتدخل في أمورنا الداخلية مرة فقد يتسع المجال أكثر فيما بعد، لذا يجب التحرك السريع للتصدي لهذه المشكلات بأنفسنا ومن دون أي ضغوط أو تدخل أجنبي لكي نكفل لأنفسنا سد الثغرات، وبالتالي القدرة على الاتزان والوقوف بثبات تجاه رياح التغيير الدولية المقبلة التي قد تطرأ على دول العالم أجمع، خصوصا الدول المصنفة بأنها دول داعية للإرهاب كما ينبغي تعزيز العمل الدبلوماسي من أجل الحفاظ على القيمة الأدبية في السياسة وبما يحفظ لنا سيادتنا المطلقة وبالتالي حفظ أمن واستقرار بلادنا·
* طالبة في جامعة الكويت |