رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 ذو الحجة 1425هـ - 19 يناير 2005
العدد 1662

بلا حــــدود
الصحوة الدامية
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في خلال الأسبوع الماضي، ومنذ حادثة حولي الدامية، قيل وكتب الكثير حول الحادثة، وانتقد الجميع سلبية الحكومة، أو بمعنى أدق تهاونها في التعامل مع ناشطي الفكر المتطرف، وجهلها أو تجاهلها للأبعاد الخطيرة التي تشكلها مثل هذه الحوادث الإرهابية التي سادت المجتمع الكويتي في أعقاب الغزو!!

حادثة حولي، ومن قبلها حادثة الأديرع، وفيلكا، وطالبة المعهد التجاري، وغير ذلك من حوادث، تؤكد أن الفكر المتطرف قد أحكم قبضته على شريحة كبيرة من شباب وفتية الكويت، كما يشير تكرار هذه الحوادث الى عجز الكويت كدولة عن التعامل مع فكر إرهابي متطرف كهذا، وهو أمر يعني أن علينا الاستعانة بمن سبقونا خبره في التعامل مع مثل هذا الفكر·· ومثل هذه النزعات الإرهابية!!

الكويت ليست وحدها التي باتت رهينة في قبضة المتطرفين، فالسعودية والجزائر، واليمن، وأخيرا العراق، تأتي في مقدمة الدول العربية الأكثر تضررا من سيطرة هذا الفكر المتطرف!! وقد لا يخفى على أحد أن دول الخليج، مع كل اتفاقيات مكافحة الإرهاب التي عقدتها أو وقعتها لا تزال غير مؤهلة لا سياسيا ولا تقنيا للسيطرة على تفشي هذه الظاهرة المدمرة!!

وعلى الرغم من اختلاف أسلوب التعامل مع قضية الإرهاب والتطرف في كل من تلك الدول، إلا أن أيا من تلك الأساليب لم تثبت فعاليته في تقنين أو محاصرة جذور الإرهاب وأفرعه!!

فبينما جاء الأسلوب السعودي متسلحا بالعنف، والهجوم المقابل، وقوة السلاح، لجأت الكويت الى احتواء بعض الجذور المتطرفة، ودمجها في التركيبة السياسية والمدنية، سواء من خلال انخراط بعض مؤيدي الفكر المتطرف في العمل السياسي، وفي مجلس الأمة، وتقلدهم لبعض المناصب السياسية البارزة والمهمة، أو من خلال تأمين حرية أنشطتهم في الجمعيات، والهيئات المدنية، ومؤسسات العمل الخيري!!

أما في اليمن، فقد لجأت الحكومة الى إعادة تأهيل أصحاب الفكر المتطرف، وذلك من خلال برامج وندوات دينية يديرها رجال الدين الوسطيون!!

ومن بين تلك الأساليب، يبرز الأسلوب المصري كأكثرها نجاحا في تقنين نشاط الإرهاب ونزعة التطرف!! فمن الواضح أن أي متتبع للشأن المصري، يستطيع أن يلحظ تراجعا ملموسا في هجمات المتطرفين وأنشطتهم، وبعد أن احتلوا الساحة المصرية لسنوات طويلة!!

إن التطرف بأي اتجاه يعتبر مؤشرا خطرا، لكن حدة هذا الخطر تكون مضاعفة حين يكون التطرف ذا صبغة دينية، وهو التطرف الذي نحن بصدده في هذه المقالة، لأسباب تعود أغلبها الى استناد هؤلاء المتطرفين - زورا - إلى الدين والعقيدة في سبيل تبرير نوازعهم، ومن هنا يأتي ضعف الطرف الآخر عند محاججتهم أو رفضهم!! لذلك فإن الخطوة الأولى نحو احتواء ذلك العنف والتطرف الآخذ في الازدياد، تكون في عزل الدين والعقيدة عن فكر هؤلاء الضالين ونزعتهم الإرهابية!! ومجابهتهم بكونهم متعدين على حقوق البشر، وليسوا مدافعين عن حقوق الله!!

وذلك بالتحديد ما نفتقده في حربنا ضد الإرهاب والفكر المتطرف·· الشجاعة على المواجهة!

نحن في الكويت ندين لرجل فاضل أبى أن يمارس الجبن، وتقليد النعامة، في مجابهته لإرهاب الفكر المتطرف، نحن مدينون لوالد طالبة المعهد التجاري التي كانت ضحية لذلك الإرهاب، حين أصر على مجابهة المتطرفين بدلا من مهادنتهم، وهو أمر لم يعهده هؤلاء، مما شكل أسلوبا جديدا في مجابهة فكر ونهج المتطرفين، كان أجدى بالحكومة أن تتبعه!!

الكويت ليست بحاجة الى معلومات حول وجود تنظيم إرهابي، فالشواهد تؤكد أن خلايا الإرهاب النائمة قد استيقظت وملأت الدنيا حضورا، والتنديد بالإرهاب لا يكفي لإخلاء مسؤولية أفراد وتجمعات سياسية عما نشهده اليوم من انعطاف خطير باتجاه المزيد من العنف، والإرهاب، والفوضى، والصحوة الدامية·

suad.m@taleea.com

�����
   

الكويت دولة في طريقها للزوال:
علي باجي العنزي
وهم.. يا حليلك:
عبداللطيف الدعيج
الصحوة الدامية:
سعاد المعجل
يا جامعة الكويت "وين رايحين؟":
د·أحمد سامي المنيس
لا إصلاح ولا أمن..!:
محمد بو شهري
الإرهاب.. والاستجواب:
المحامي نايف بدر العتيبي
"شيل الشنطة":
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الحوار الوطني!:
عامر ذياب التميمي
الدنيا رمادي:
مسعود راشد العميري
من البحرين إلى المنفى(4):
د. محمد حسين اليوسفي
...والشاطر يفهم!!:
عبدالله عيسى الموسوي
أسباب الفساد:
د. علي الزعبي
مسميات مقلوبة:
فيصل عبدالله عبدالنبي
ما لا تعلنه أرقام الميزانية العامة
حكايا الهدر المقنع للبشر والمال:
عبدالحميد علي
استراحة:
أحمد المهنا
ثقة القوم "نرجستني":
عبدالخالق ملا جمعة
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة:
رضي السماك