رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8 صفر1427هـ - 8 مارس 2006
العدد 1718

���� �������
في الأيام القليلة الماضية حصلت في الكويت عدة حوادث أمنية غريبة وعجيبة وما أظن أنها تحدث في دولة ثانية غير الكويت ولا نراها سوى في الأفلام البوليسية بهدف تشويق المشاهد· لكن ما نقرؤه في الصحافة اليومية من حوادث سطو على المحلات شيء عجيب وأولها وليس آخرها ما حصل قبل شهر تقريبا عند السطو على سيارة لنقل الأموال بمجمع (سيتي سنتر) بالشويخ وفرار المتهم بعد أن نجح بالاستيلاء على الأموال وتم إلقاء القبض عليه بعد فترة لا تتعدى الأربعة أيام،
دستورنا يقول إننا دولة مدنية لكن واقع الحال يعجز عن تحديد الهوية، فلا نحن دولة مدنية ولا دينية ولا قبلية ولا·· بل خليط من هذا كله اجتمع ليشكل الحالة الاجتماعية الراهنة الرافضة للدولة المدنية الحديثة، وما تلك "الفزعات" الدينية والقبلية وغيرها إلا انعكاس لهذا الواقع المرير، كيف وصلنا الى هذه الحالة المزرية ونحن ما فتئنا نردد ليل نهار وبمناسبة وبغيرها بأن لدينا دستورا يساوي بين الناس في الكرامة الإنسانية،
إن صلابة وقوة أي مجتمع تكمن في ترابطه وتمسكه بجوهر الوطنية الأصيلة، ولذلك نجد أن الدول المتقدمة ترفض وتتصدى لأصوات النشاز التي تدعو الى الانقسامات والعصبيات الدينية والعرقية، متانة تلك المجتمعات الراقية تتأتى من خلال التزامها بالنظام والقانون والاجتهاد والعمل، وليس عن طريق المراوغة والتجاوز والقفز على القوانين أو الاستناد إلى النسب والحسب والفئة والطائفة التي ينتمي إليها فلان أو علان.
لطالما اعتقدت أن العبودية تاريخ فرض على من كان يلعب دور العبد فيه،، وأن هذا العبد لو كان الخيار بيده، لما اختار أن يكون عبدا· العبودية عادة استعباد مالك لمملوك، ولكنها في وقتنا الحالي مملوك يدعو المالك لاستعباده· أذكر مقولة لجبران خليل جبران حيث كتب فأصدق وصدق قائلا: إذا كنت تريد أن تمحو قانونا جائرا، فإن هذا القانون كتب بيدك وكتبته أنت على جبينك.
جميلة هذه الالتفاتة الى التعليم ومهمة جدا، لأنها قد أتت أخيرا، حتى لو كانت قد تأخرت كثيرا، فحين يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي جولاته الميدانية التفقدية بزيارة عدد من المدارس في نقطة قصية من الدولة فإن ذلك يمثل قمة الاهتمام بالتعليم،
واضح جدا أن الوضع العراقي بحالة بالغة الخطورة وأن الزمن العراقي الحالي زمن مفصلي وقد عبر عنه الرئيس الأمريكي بوش، بعد أحداث سامراء وما بعدها، عندما قال بأن على العراقيين أن يختاروا بين وحدة بلادهم والحرب الأهلية.
كل الأغنيات الحماسية والأوبريتات، والألوان المزركشة، والرقص التعبيري لفتيات وشباب الخليج، وعلى الأخص أغنية "أنا الخليجي أنا·· كل ذلك لم يشفع لنا لدى الشقيقة الكبرى السعودية لكي تسمح لأنبوب الغاز القطري بأن يغوص في مياهها الإقليمية تحت أعماق بسيطة لكي يوصل هذا الغاز الى شقيقتهم الصغرى، ولا أريد أن أفهم لماذا،
المحطات التلفزيونية الفضائية تتكاثر وتتوالد كما الأرانب! ففي كل أسبوع تولد محطة فضائية جديدة، اللهم لا اعتراض، لأنه حق لكل إنسان يملك شروى امتياز ومعدات محطة تلفزيونية فضائية! إنه - كما ترى - حق ديمقراطي مثلوب، لأنه حكر على القادرين الذين بإمكانهم إنشاء المحطة دون أن يرف لهم جفن الخشية من الإفلاس والإملاق، وما دام الأمر كذلك نسأل:
في اجتماع ضم مجموعة من الأكاديميين الإعلاميين والباحثين الأمريكيين للخوض في قضايا إعلامية تشغل بال واهتمام العاملين في هذا الحقل دار نقاش متنوع ضم في أحد أبعاده قضية إمكانية قياس جودة العمل الصحافي والفنون الصحافية وإمكانية وضع معايير للحكم على العمل الصحافي بأنه متميز ونوعي أم العكس.
آفاق ورؤيـــة
ما زالت قضية الدوائر الانتخابية والحوار حول تعديلها تلف وتدور في حلقة شبه مقفلة لتعود الى المربع الأول من جديد ثم لتبدأ دورانها مرة أخرى·
هل ستغير الحكومة مسلكها وتعمل ضد النواب المؤيدين لها؟ أم أن التعديل سيكون عادلا للجميع؟ نواب الحكومة ما زالوا يصرحون وبشبه يقين أن الدوائر لن تتغير وأن الحكومة تجيد اللعبة السياسية والعزف على أوتار الآمال.
لا يخفى على أحد الدور الذي قام به ولعبه صاحب السمو أمير البلاد إبان رئاسته لمجلس الوزراء ولا ينكر إلا جاحد أو حاقد الإنجازات التي تحققت على المستوى الاقتصادي (وإن كنا نطمح للأفضل) وهذا الدور منوط بالحكومة المقبلة والذي سيتضح في قادم الأيام ما تحمله من أفكار.
ملاحظات
المقننون أو بالأحرى المقولبون - Stereotype هم هؤلاء البشر الذين يعملون بطريقة لا تجديد ولا ابتكار يرجى منهم، فتراهم معشعشين ومتلذذين في أروقة الأداء البيروقراطي هائمين، مستسلمين إن لم نقل نائمين، لا وجود لما هو جديد أو متجدد في أدبياتهم،
قضيتنا المركــزية
بعد أيام قلائل تبدأ الانتخابات التشريعية في إسرائيل في ظل متغيرات استراتيجية تتمثل في فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وبالتالي تشكيلها للحكومة الجديدة التي ستغير بصورة قطعية استراتيجية التعامل مع الحكومة الإسرائيلية أيا كانت.
بلا حــــدود
شهدت الكويت، ودول خليجية أخرى، مشاريع جادة لخصخصة بعض الشركات المملوكة للحكومة والقطاع العام، هذه المشاريع تهدف بالدرجة الأولى الى تحسين خدمات تلك الشركات·
في آخر مرة استخدمت فيها شركة الخطوط الجوية الكويتية، أدركت مدى حاجة مثل هذه الشركة للخصخصة، بعد أن تراجع مستواها الى الحضيض، لكن برامج الخصخصة تحتاج أولا الى تأنٍ ودراسة، لتوفير عائد إيجابي للمالك وللمستهلك في آن واحد·