في الأيام القليلة الماضية حصلت في الكويت عدة حوادث أمنية غريبة وعجيبة وما أظن أنها تحدث في دولة ثانية غير الكويت ولا نراها سوى في الأفلام البوليسية بهدف تشويق المشاهد· لكن ما نقرؤه في الصحافة اليومية من حوادث سطو على المحلات شيء عجيب وأولها وليس آخرها ما حصل قبل شهر تقريبا عند السطو على سيارة لنقل الأموال بمجمع (سيتي سنتر) بالشويخ وفرار المتهم بعد أن نجح بالاستيلاء على الأموال وتم إلقاء القبض عليه بعد فترة لا تتعدى الأربعة أيام، فقلت في قرارة نفسي إنها حادثة واحدة ولن تتكرر مرة ثانية، لكن وبعد هذه الحادثة حدث سطو على بنك بالعارضية ودخول المجرم للبنك والاستيلاء على المبلغ الموجود بالبنك، وبعد يوم واحد فقط على هذه الجريمة حاول أحد المجرمين الاستيلاء بالسطو على محطة للوقود بالفنطاس، وسلب نقود أحد الوافدين عند خروجه من البنك بخيطان·
وكل هذه العمليات تمت تحت تهديد السلاح (كلاشنكوف) التي بالغالب هي من مخلفات الغزو، والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة: أين هي اللجنة المشكلة من وزارة الداخلية لجمع الأسلحة التي شكلت بعد الحوادث الإرهابية في العام الماضي؟!· كل يوم والثاني جريمة من هذا النوع ناهيك عن حوادث الرمي والسبب يكون خلافا شخصيا أو عائليا ومن يضمن في الغد ألا يكون أحد المستهترين يحمل سلاحاً ويتمشى به في سيارته ويحل خلافاته في الشارع بالسلاح؟ أسئلة تطرح نفسها وبقوة ولجنة جمع السلاح "لا حس ولا خبر"·
والخبر الثاني الذي شد انتباهي هو إلقاء القبض على وافد سوري في أحد المجمعات التجارية لتحرشه بسيدة، وليس هنا مربط الفرس بل ما وجد عنده من هويات مزورة اثنتان منهما تسمحان له بالدخول الى المنشآت النفطية والثالثة هوية عسكرية تبين أنه ملازم أول بالداخلية· يعني استغلال سلطات الغير وانتحال شخصية، وليسمح لي القارىء أن أثير سؤالاً واحداً: من أين أتت جراءة وشجاعة هذا الوافد بحمل هويات مزورة لمنشآت نفطية حساسة وهوية لرجل أمن؟ وعدم خوفه من السؤال أو حتى الاشتباه فيه؟ أما ثالثة الأثافي فهي إلقاء القبض على رقيب أول يعمل بكراج لحجز المركبات المخالفة وهذا الشخص بدل أن يقوم بحراسة هذه المركبات من السرقة والإتلاف من قبل ضعاف النفوس كان يقوم بالسرقة نيابة عن اللصوص حتى وصل به الأمر أن قام بسرقة دراجات نارية بكاملها وليس أجزاء منها·
لكن شر البلية ما يضحك لأن كل هذه الحوادث التي تمت لا تدل إلا على شيء واحد لا غير أن البلد "ماشية" على البركة، لأن السلاح موجود وبكثرة بين أيدي المواطنين والأمر والأدهى أن كل مواطن يعرف تسعيرة الأسلحة بالسوق السوداء، ولجنة جمع السلاح إذا كانت أصلا موجودة فهي في سبات عميق، وحادثة تزوير الهويات للوافد تدل دلالة واضحة على أن هذا الوافد لم يحترم القانون ولم يخف يوما من الاشتباه فيه، لأن الظاهر أن كفيله واصل ولا يحترم القانون أو المساءلة، وسقط هذا الوافد ليس بجهود رجال الأمن بل بالصدفة· وأما حادثة الرقيب الأول فأقول لا تعليق لأن "الشق العود وايد عود بس ما أقول إلا الله كريم والله يصبرنا على هالبربسة اللي نشوفها كل يوم ونسمعها كل دقيقة وثانية"· |