بعد أيام قلائل تبدأ الانتخابات التشريعية في إسرائيل في ظل متغيرات استراتيجية تتمثل في فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وبالتالي تشكيلها للحكومة الجديدة التي ستغير بصورة قطعية استراتيجية التعامل مع الحكومة الإسرائيلية أيا كانت· وأيضا غياب اللاعب الأساسي في ملعب السياسة الإسرائيلية خلال السنوات الخمس الأخيرة (أرييل شارون) بسبب إصابته بجلطة دماغية مميتة·
وتجري الاستعدادات على قدم وساق في إسرائيل من أجل هذه الانتخابات، حيث يتنافس عليها العديد من الأحزاب ولكن يظل التنافس عنيفا بين حزب كاديما وحزب العمل وحزب الليكود وبدرجة أقل حزب شاس الديني·
وقد حافظ حزب كاديما الذي أسسه شارون على صدارته في استطلاعات الرأي، حيث أظهر الاستطلاع الذي أجرته صحيفة يديعوت أحرونوت في 24/2/2006م أن حزب كاديما سيفوز بـ 39 مقعداً من مقاعد الكنيست الـ 120 بينما سينال حزب العمل 19 مقعدا وسيفوز حزب الليكود بـ 16 مقعدا وهو الحزب الذي شكل الحكومة عندما كان بزعامة شارون·
ولكن أيا كانت نتيجة الانتخابات التي ستجرى في 28/3، فإنه لن يحدث أي تغيير في سياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة في التعامل مع الملف الفلسطيني، ولعل المراقب لجرائم الاغتيال شبه اليومية التي تمارس ضد الفلسطينيين والاستمرار في مخططات تهويد القدس، وبناء جدار الفصل العنصري بالإضافة الى أن أغلب الأحزاب الإسرائيلية يتصدر أولوياتها أمن إسرائيل والتأكيد على يهودية مدينة القدس، كل هذه الأحداث تعطينا دلالة قطعية على أن النهج لن يتغير وإن تغير الأشخاص أو الأحزاب الحاكمة وإن ما ينفذ على أرض الواقع ليس سوى استراتيجية متغلغلة في أذهان الإسرائيليين، فهل نستوعب ذلك ونعطي الفرصة لحركة حماس لتحقق ما لم تجرؤ على تحقيقه حركة فتح من قبل؟! |