سيظل البنك المركزي عاجزا عن مواجهة تلاعبات المؤسسات المالية الكبرى لاسيما "البنوك" حيث إن معدلات الشكاوى والتذمر والاستغلال الجشع منها للناس يزداد يوما بعد يوم وأن أي مواطن بسيط مهما تحصن وحاول أن يحمي نفسه يجد نفسه أنه في الأخير "بالمصيدة" أو أنه لقمة سهلة في فك أحد البنوك المفترسة·
ينقل لي أحد الزملاء أنه فرح كثيرا عندما وجد اسمه قد نزل في الجرائد اليومية وقد ربح 500 دينار على سحوبات البطاقات الائتمانية ولكنه عندما راجع البنك المعني تفاجأ أن المبلغ المعلن للربح ليس "نقديا" بل على شكل كوبونات من بعض المحلات والمطاعم!! في حين كان إعلان البنك يوحي بأن الجوائز "نقدية"!
حالة أخرى هي في إعادة جدولة القرض أو تجديده فإن البنك يقوم بإلغاء التأمين السابق ويطلب من العميل التوقيع على "بوليصة" تأمين جديدة والأغرب أنه أي البنك لا يعطي العميل أي نسخة من وصولات التأمين وما شابه·
الشركات المعمارية الكبرى بدأت هي الأخرى تدخل في خانة التلاعب والاستغلال وخصوصا التي قامت بشراء وبيع الأراضي والفلل السكنية فإن بعضا من هذه الشركات تعرض في المعرض الإسكاني نماذج تختلف عن البناء الأصلي على أرض الواقع، وأن كثيرا من الخدمات التشطيبية يتحملها المالك الجديد للفيلا في حين يتم توقيعه على عقد التسليم على المفتاح!
ولكن كثيرين عندما استلموا الفلل تفاجأوا بأن كثيرا من الأمور غير مشمولة بالعقد المبرم أي أنه قد يدفع مبالغ تصل الى أكثر من ستة آلاف دينار بحسب المواصفات وقيمة السوق·
إن هكذا أوضاع تهدد بكوارث اجتماعية غير مسبوقة، وإن أعداد وطوابير المغشوشين بازدياد والمديونين أكثر وأكثر·· فهل من سبيل للخروج من هذه المآزق والابتزازات؟
mullajuma@taleea.com |