رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 16 صفر 1424هـ - 19 أبريل 2003
العدد 1573

لتعارفـــــــوا
العراق·· و”المستقبل” القريب والمتوسط؟
د. جلال محمد آل رشيد
drjr@taleea.com

قبل أن نبدأ أي أفكار في مقالتنا هذه نؤكد على أن أهم نقطة في مقامنا هذا هو أن نبارك للأحبة جيراننا أهل الرافدين الكرام انقشاع نوع عميق من أنواع العفن عن جسدهم الجريح، ألا وهو العفن العفلقي، فمبارك عليكم، إن شاء رب العزة، تخلصكم من الاستعمار المحلي·· وكان القوي العزيز في عونكم على ما سواه·

بداية، وقبل الحديث عن العراق، سنحاول أن نتناول بالبحث قضية تاريخية نظن أن الشبه بينها والوضع الحالي في منطقتنا المسكينة كبير الى حد معقول·

عندما كان الأمويون يمارسون أبشع أنواع القتل والتنكيل والتعذيب واغتصاب الحقوق ضد آل بيت رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بدأ العباسيون يفكرون في منافع التسلط والحكم وجمالهما ورونقهما وجاههما، فطفقوا يبادرون برفع شعار “جذاب” على مستوى أبناء أمتنا الإسلامية، ألا وهو شعار “الرضا من آل البيت”، فأخذوا يتصلون بالعلويين طمعا في الحصول على دعمهم في مسعاهم الثوري التغييري الذي كان نصفه الأول “إسقاط الحكم الأموي” مشتركا بين الطرفين، بيد أن العباسيين كانوا يخفون النصف الثاني من مخططهم الذي يتمثل في “نية الغدر” عقب إتمام العملية التغييرية التي ستقتلع حكم آل مروان·

اجتمعت أطراف من البيت العباسي، ضمنهم أبو جعفر المنصور، مع أطراف من البيت العلوي، ضمنهم عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب “ع”، في مؤتمر يعرف بمؤتمر “الأبواء”، حيث بايع العباسيون محمد بن عبدالله بن الحسين “ر” الذي يعرف بالنفس الزكية، ليكون الخليفة عقب إسقاط حكم آل مروان الذي يفتقر الى الشرعية والعدالة·

ولقد بين الإمام جعفر بن محمد الصادق “ع” رأيه لعبدالله بن الحسن “ر” بوضوح إزاء الثورة المزمعة ضد الأمويين، حيث سأله “يا أبا محمد، ومتى كان أهل خراسان شيعة لك؟ أأنت أرسلت أبا مسلم الى خراسان؟ وأنت أمرته بلبس السواد؟ وهؤلاء الذين قدموا العراق أنت كنت سبب قدومهم أو وجهت فيهم؟ وهل تعرف منهم أحدا؟!” (عادل الأديب، الأئمة الاثنا عشر دراسة تحليلية، ص 183)·

بذلك، نجد أن أي ثورة يقوم بها “الغير”، لا يمكن أن يتوقع منها الآخرون الخير!!

وعقب استتباب الأمر للعباسيين، بالضبط كما توقع الإمام الصادق “ع”، بدأت بوادر ثورة جديدة تلوح في الأفق·· هي ثورة النفس الزكية ضد العباسيين الذين كان الإمام الصادق “ع” قد حذر عبدالله والد النفس الزكية من تورط نجله محمد في تأييدهم، لأن الثورة ثورة العباسيين أساسا، فلن تؤول ثمارها لغيرهم!!

وعندما بدأ النفس الزكية في الإعداد لثورته ضد العباسيين، كان الإمام يرى أن هذه الثورة ستفشل عسكريا، ومع ذلك، فكان الإمام “ع” يرى أنه لا بأس بخروجهما - أي محمد وإبراهيم - غضبا لله وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، انتهى·

لا أزعم أن التاريخ ينبغي أن يتكرر حسب نظرية الـ Copy Machine، ولكن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها عالمنا الإسلامي والعربي عموما، ومنطقتنا البائسة خصوصا، هي أن كل العمليات التغييرية التي تحدث في المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات على الأقل، هي عمليات تغييرية تحدث بإرادة الغير وبفعل الغير، وبالطريقة التي يريدها الغير، لدرجة أنه ليس مسموحا لأي قوة محلية في العراق، أو إقليمية أن تقول “تلت التلاتة·· كام”!! “فالآخرون” لا يريدون إشراك العراقيين لأن لهم أجندة خاصة بهم هم!!

نحن، كمسلمين وعرب، لم ندع الأمريكيين الى المنطقة، ولا نعلم شيئا عن حساباتهم الداخلية في العراق، أو الإقليمية في الشرق الأوسط أو النفطية فيما يتصل بالمعروض النفطي وأثره على·· أسعار النفط عموما، وعلى الكويت خصوصا!!

شعب العراق، عليه دور كبير في قادم الأيام والمحن! فهل سيرضى العراقيون بتغيير “التركيبة السكانية” في بلادهم من قبل حاكم العراق الجديد الأجنبي جي غارنر “مؤيد إسرائيل” الذي سيغدو من صباح غد قريب قادرا على إصدار “فرمانه” بالتنسيق مع صديقه الشخصي أرييل شارون، بتنفيذ سياسة الترانسفير التي طالما حلمت بها عدوتنا التاريخية “إسرائيل” التي هي محور الشر الوحيد في هذا الكوكب؟!

وهل سيرضى العراقيون بإفساد الوضع النفطي على إخوتهم في دول أوبك؟ وهل سيرضون، أصلا، بحكم غير عراقي للعراق؟ هل سيسلمون بلادهم للغير، ويجلسون فيها كالغرباء؟!

أما الأمريكيون، فندعوهم للفرملة والاتعاظ بمن سبقوهم في “عالم الاستعمار”، فها هم البريطانيون يريدون دورا دوليا جوهريا في العراق، يؤدي - بالضرورة - الى هدوء أكبر داخل العراق على المديين القريب والمتوسط معا، وذلك لأن أي دور دولي سيتضمن “تجاذبات سياسية محمودة” تؤدي الى خسائر أقل لكل طرف محلي في العراق، وإقليمي في المحيط الجغرافي، ودولي في العالم الواسع·· مما يجعل “حوار الحضارات” الذي ابتدعه المسلم د· محمد خاتمي هو سيد الموقف، وليس “صراع الحضارات” الذي ابتدعه الأمريكي هنتغتون!!

خارج الموضوع:

نقلا عن “وكالة يقولون للأنباء” التي يفوتنا منها صدق كثير!!، نلاحظ بريبة كبيرة اختفاء عناصر النظام البعثي الإجرامي على نحو هو في غاية الغرابة!!· نأمل أن لا يكون حاميها - الذي قاتلهم - هو حراميها الذي “يدخرهم” لاستخدامهم مجددا وقت اللزوم!! خصوصا إذا جرت رياح شعب الرافدين بما لا تشتهي سفن “البعض”!!

drjr@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
مشروع الشرق الأوسط الكبير··· العناصر والأهداف
توسيع استثمارات الكويت في العراق
قرار الجدار·· هل من استثمار؟
محامو الأردن ومحاكمة صاحبهم
جدول زمني لرحيل القوات الأمريكية
الحكومة ونوابها·· مَن "يستعرّ" ممن؟
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي
حقا المشاركة السياسية وتوريث الجنسية للمرأة
المقاومة·· مقارنات ودروس
صور التعذيب··
صدام يحكم العراق؟!
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت
تعريف "الإرهاب"
بكلمة واحدة؟·· "إسرائيل"!!
قراءة في الدستور العراقي الموقت
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين(2/2)
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2
"السؤال الأكبر"·· قبل التأمينات!!
من هــم أعداء العراق؟
  Next Page

سجون صدام:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
بعد سقوط التمثال!!:
سعاد المعجل
الحرب وحقوق الإنسان:
يحيى الربيعان
1948-2003:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
بديل العجز العربي·· أمريكي:
المحامي نايف بدر العتيبي
الصراع والحقيقة!:
عامر ذياب التميمي
الإمام الصدر ينادي الشعب العراقي العزيز:
د· بدر نادر الخضري
إبداع الدكتور الربعي:
صلاح مضف المضف
عقلية نظام:
د. حسن الموسوي
العراق·· و”المستقبل” القريب والمتوسط؟:
د. جلال محمد آل رشيد
من المسؤول عن تشويه سمعة العراقيين؟:
حميد المالكي