رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 16 صفر 1424هـ - 19 أبريل 2003
العدد 1573

بلا حــــدود
بعد سقوط التمثال!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في مشهد مؤثر ومهيب يتراكض فيه جمع من أهل بغداد، هدفهم إسقاط تمثال من البرونز للدكتاتور “صدام حسين” يتصدر قلب إحدى الساحات المهمة في بغداد، يحمل ذلك المشهد مفارقة غريبة وإن كانت واقعا حدث في الكويت عام 1990، ويحدث الآن في العراق·

فالجموع المتلهفة لإسقاط تمثال “صدام حسين” كانت مصرة كل الإصرار على إسقاطه بيدها، لكن وبعد محاولات عدة، لجأت تلك الجموع الى إحدى الدبابات الأمريكية لتتوسط وتساعدها في مهمة إزالة ذلك الرمز المرعب والمهين للبشرية وللعالم بأكمله·

ذلك المشهد طرح سؤالا لا يزال يواجه جدلا حول مشروعية الاستعانة (بالغريب) لتسوية المشاكل السياسية أو العسكرية، وهو سؤال أثاره العالم العربي والإسلامي إبان تدخل التحالف لتحرير الكويت، ويطرحه الكثير حول مشروعية التدخل الأمريكي - البريطاني لإزالة “صدام حسين” ونظامه الجائر·

في كتابه “ساعة الحقيقة” يقول الكاتب العراقي كاظم حبيب ما يلي: “إن التشخيص الواقعي لمواقف الدول العربية والغربية لا يعني بأي حال من الأحوال تخلي المعارضة العراقية عن طلب الدعم المعنوي والسياسي أو التنسيق مع هذا القطر العربي أو ذاك أو مع هذه الدولة الإسلامية أو تلك أو مع أي من دول العالم في النضال الشاق الذي تخوضه ضد الدكتاتورية الصدامية في العراق، بل يهدف الى ضمان التوازن في الرؤية لما هو مطلوب وما هو ممكن في العلاقات مع تلك النظم العربية والإسلامية أو مع غيرها أولا، وبعيدا عن الرغبات الذاتية والإدارية المجهضة ثانيا، والى توجيه عناية المعارضة العراقية الى ضرورة أخذ جملة من الأمور الموضوعية بنظر الاعتبار والتصرف بواقعية إن كانت تسعى حقا الى التخلص من النظام القائم والى إقامة دولة القانون الديمقراطية التعددية في العراق ثالثا، إذ إن الإطاحة بالنظام تعتبر في ضوء التعقيدات الداخلية والعربية والدولية مهمة شاقة وعسيرة وغاية في التعقيد”·

الكاتب لا يحبذ في كتابه هذا تدخل الولايات المتحدة أو الغرب في الإطاحة “بصدام حسين” ونظامه بصورة مباشرة، وإنما يرى أن الخروج من المأزق يجب أن يكون عن طريق توحد المعارضة العراقية مع الاستعانة بصورة جزئية بما توفره الولايات المتحدة من معونات استخباراتية وإمدادات عسكرية، وهو رأي تمسك به الكثير سواء من داخل المعارضة العراقية أو من خارجها، لكن الرياح وبكل أسف كثيرا ما تدور بعكس رغبة أهل السياسة، وها نحن نشهد سقوط نظام صدام حسين، وتحرير العراق بالآلة العسكرية الغربية، ليعود بذلك السؤال الذي طرح في أعقاب تحرير الكويت حول مشروعية الاستعانة بالغرب بشكل عام·

من الواضح، وكما رأينا في حرب تحرير العراق أن إطاحة النظام مهمة شاقة فعلا، كانت تتطلب تدخلا عسكريا كالذي شهدناه في الأيام الأخيرة، وشيئا فشيئا أكدت تفاصيل المعارك، والتعقيدات في التركيبة العسكرية والسياسية العراقية، أن التخلص من نظام صدام كان ضربا من المستحيل من دون دخول الولايات المتحدة وبريطانيا حلبة الصراع، لذا فإن التحدي الذي يواجهه العراق الآن ليس في النزاع حول جدلية “أن تجوز أو لا تجوز” الاستعانة بالأجنبي وإنما هو في كيفية الحيلولة من دون ولادة نظام ديكتاتوري مستبد آخر على أيدي أي من فصائل المعارضة العراقية التي تقع على عاتقها الآن مسؤولية العمل الفوري لإعادة النظر بشكل جاد وصريح بأسس تفكيرها ونهجها وسياساتها وعلاقاتها المتبادلة، وأن تتعهد بأن تلتزم بلائحة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية المكملة لها، واحترامها وممارستها الفعلية لتلك الحقوق، بالإضافة الى احترام القوميات والأقليات والعقائد والطوائف الدينية·

هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجهه العراقيون الآن، وتلك هي المعركة الحقيقية التي يتطلع الجميع لأن تكسبها المعارضة العراقية في بناء العراق دولة جمهورية للعرب والأكراد والأقليات القومية والدينية، وأن تبني القوى السياسية العراقية نصبا من البرونز المتين في مكان النصب الصدامي المزور·

suad.m@taleea.com

�����
   

سجون صدام:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
بعد سقوط التمثال!!:
سعاد المعجل
الحرب وحقوق الإنسان:
يحيى الربيعان
1948-2003:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
بديل العجز العربي·· أمريكي:
المحامي نايف بدر العتيبي
الصراع والحقيقة!:
عامر ذياب التميمي
الإمام الصدر ينادي الشعب العراقي العزيز:
د· بدر نادر الخضري
إبداع الدكتور الربعي:
صلاح مضف المضف
عقلية نظام:
د. حسن الموسوي
العراق·· و”المستقبل” القريب والمتوسط؟:
د. جلال محمد آل رشيد
من المسؤول عن تشويه سمعة العراقيين؟:
حميد المالكي