يعد النظام العراقي نموذجا لحالة الانفصال بين القول والفعل، ويكمن ذلك الانفصال الكبير في شخصيته وعقلية حكام النظام، فمن ينظر إلى العراق يجده دولة تمر بظروف أي دولة من دول العالم الثالث التي توجب على حكومتها التعامل مع مسؤوليات داخلية جسيمة، فعدد السكان يتزايد بمعدلات عالية، والظروف الاقتصادية متدهورة ومعدلات التضخم لم تترك للعملة العراقية قيمة تذكر، والتركيب الاجتماعي العراقي يعاني من مشاكل الفقر والبطالة·
إن مسؤوليات بناء العراق وبناء اقتصاده المتداعي، وإعادته إلى صفوف العالم المتحضر تتطلب أولا وقبل كل شيء مراجعة عامة لسياسته العدائية لدول الجوار والعمل على خلق جو من الاستقرار الداخلي والسلام الخارجي ومد جسور حسن العلاقات مع جميع الدول ثم التركيز على التنمية أكثر من التركيز على جمع السلاح وخلق الفتن والمؤامرات والتهديد والبلبلة والتفكير بالحروب وعدم الاستقرار في المنطقة وخلق الويلات لشعوبها·
إن من يتابع سلوكيات النظام العراقي يجد اضطرابا في شخصية النظام، فالكبت هو نصيب الداخل والعدوان هو نصيب الخارج·
ومن المؤكد أن هذا الأسلوب المستخدم من قبل النظام العراقي لن ينتج لشعب العراقي المضطهد سوى الخسارة الهائلة في وقت تحاول كل شعوب العالم النهوض والتقدم وتكريس كل الموارد والإمكانات من أجل صنع الحاضر والمستقبل الأفضل·
لقد حول النظام العراقي شعبه إلى شعب منبوذ وهو لا يستحق ذلك، والعراق إلى دولة إرهابية، والعراق صاحب حضارة· |