أي حرب في العالم لها ثمن باهظ يدفعه المهزوم والمنتصر، لابد من سقوط ضحايا من العسكريين وأيضا من المدنيين، الرجال والنساء، الشيوخ والأطفال·
في حالة الحرب فقط نقول: إن الغاية تبرر الوسيلة، لكن الضمير الإنساني يرفض الأخذ بمسار الحرب مهما كان السبب، ويرفض كل وسيلة تؤدي إلى الحرب مهما كانت، فإنها تشكل أكبر هدر لحقوق الإنسان، حيث إنها تؤدي إلى موت الإنسان·· وأسر الإنسان·· ولجوء الإنسان·· وإعاقة الإنسان·· وترويع الإنسان ونزع حقوقه المدنية·· واستنزاف أمواله عموما·
لكن على الرغم من ذلك فإن صدام استطاع بغطرسته امتطاء صهوة الحمار بالمقلوب والخروج إلى ولايات العراق مترغبا كسب المعركة التي تقوم على أحدث تكنولوجيا الحروب، كيف ينتصر صدام وهو سافر الرأس من دون أن تكون لديه مساندة جوية ومن دون شرعية شعبية؟! إن هذا هو التحدي المجنون بعينه وهذا هو جيش صدام المزعوم الذي يريد أن يتحدى به جيوش قوى الحلفاء، ويتحدى به أبناء شعبه·
لقد حان الخلاص من صدام فأين المفر بعد كل هذا التعدي الظالم على حقوق الإنسان العراقي وإزهاق روحه والتنكيل به واعتقال آلاف من البشر، واغتصاب حرياتهم ومزارعهم·· ونسائهم·· وأرضهم·· والعبث بعقولهم؟! ثم يأتي اليوم ويطالبهم بالذود عنه وعن عزه·· ومجده·· وأمواله·· وممتلكاته وليس عن الوطن والشعب·
لقد جاء اليوم ليعلن عليهم الصمود في منازلهم، ومن كان لديه بندقية صيد فليستعملها ضد جيوش التحالف، ولا يتأخر عن حملها وقتال الغزاة بشكل مرتجل وعشوائي، وبهذه النخوة والأوامر العسكرية والبنادق الإنجليزية القديمة جدا يريد صدام اليوم أن ينتصر على دول التحالف بـ “مناقيشه” لكنه سقط·· لأنه لا يسمع إلا صوته· |