منذ يوم تحريرنا من نظام صدام الإرهابي في التاسع من إبريل وبعض الفضائيات العربية التي صدمت وأفلست لسقوط النظام الصدامي والتي استماتت في الدفاع عنه والنفخ بقواه الخارقة تحولت الى تصوير وبث مشاهد النهب والسرقة التي جرت في بغداد والموصل وكركوك من دون ذكر الأسباب الجوهرية لهذه الظاهرة الآنية الوقتية الشاذة والقصد من ذلك محاولة حفظ ماء وجهها الذي فقدته من جراء السقوط المفاجئ للنظام وهذه الأسباب هي:

1 - إطلاق نظام صدام بموجب قرار العفو لآلاف المجرمين والقتلة واللصوص المحترفين بدلا من إطلاق السجناء السياسيين وهؤلاء ومنذ إطلاق سراحهم فإنهم يمارسون السرقة بالسطو على المنازل والمحلات التجارية والسلب كقطاع الطرق ولما تحررت بلادنا من نظام صدام وانهارت السلطات تماما استغلت تلك العناصر هذا الفراغ الأمني والسياسي لتمارس المزيد من السرقة وعمليات النهب والتدمير·

2 - كذلك شارك في تلك العمليات الآلاف من “المخبرين والوكلاء السريين” العاملين في أجهزة الأمن والمخابرات والذين يجهل المواطنون معظم شخصياتهم·

3 - كذلك ساهمت في تلك العمليات العصابات التابعة لعدي وقصي وعلي الكيماوي وكبار قادة الأمن والمخابرات·

4 - أما العدد القليل من المواطنين الذين ساهموا في تلك العمليات فقد توجهوا الى منازل كبار المسؤولين لسرقتها على اعتبار أنها من أموال الشعب التي أهدروها على أغراض الأثاث الثمينة والمقتنيات الباذخة ثم بدأ هؤلاء المواطنون بإعادتها وإيداعها في الجوامع والمساجد كأمانات عامة للدولة والمجتمع·

لكن وسائل الإعلام تلك لا تذكر تلك الحقائق بقصد تشويه سمعة الشعب العراقي بأسره واعتباره شعبا لصا ومتوحشا لا يستحق الحرية ولن يستطيع أحد حكمه وضبطه غير صدام حسين وعصابته الإجرامية·

لقد قلنا وكتبنا أن تلك الوسائل ليست حرة وهي مقيدة كونها وسائل رسمية تخشى حكوماتها من التغيير الديمقراطي في العراق·

هنيئا للكويت بتحرير العراق

أجل نهنئ الكويت أميرا وحكومة وشعبا لمناسبة تحرير العراق: صحافة وجمعيات نفع عام ونخبة سياسية وثقافية وفكرية إذ لولا الكويت، هذه الدولة المباركة ولولا أن تفتح حدودها وتجعل أرضها ساحة لتحريرنا متحملة كل المخاطر والأعباء لما تحررت بلادنا·

الآخرون اكتفوا بالشعارات الفارغة والتظاهرات الدعائية لمنع التحرير، أما الكويت فقد أنشأت جسرا لإيصال المساعدات التي تبرعت بها من مياه وغذاء ودواء وكساء وما أنبوب المياه الذي أوصلته الى محافظة البصرة إلا دليل ملموس وفعلي على مدى شعورها بمأساة شعبنا الكبرى وعلى مدى التزامها بالمسؤولية الإنسانية إزاء شعب مطحون بالفقر والمرض والإرهاب·

إن التظاهرات التي شهدتها عواصم عدة والتي نظمها العراقيون ابتهاجا بالتحرير وشكرا لدولة الكويت وبخاصة في منطقة كردستان العراق إلا هي دليل حي على مدى وفاء شعبنا لهذه الدولة الصديقة وتصديه للرياح الصفراء التي هبت عليها من وسائل الإعلام تلك ومن مرتزقة صدام الذين نهبوا وسرقوا أموال شعبنا التي أغدقها عليهم نظام صدام باستهتار وسخاء لا نظير له·

لكن سقوط النظام وابتهاج شعبنا وفرحه الغامر وتأييده وشكره للكويت قد أصاب تلك الوسائل والدائرين في أفلاكها من المرتزقة قد أصابهم بحالة من الهوس والهستيريا والإحباط غير مسبوقة لفقد الطاغية الذي يمنحها الأموال ولصحة وصواب وإنسانية مواقف الكويت في دعم كفاح شعبنا والوقوف معه في مأساته الكبرى حتى النصر والتحرير·

سيلتزم شعبنا ونظامه الجديد ويحترم كل القرارات الدولية الخاصة بحدود دولة الكويت وسيادتها واستقلالها وسيستجيب لكل مطالبها وسيقيم معها أفضل العلاقات على أساس المنافع المتبادلة والمشتركة والمتكافئة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، علاقات مفعمة بالسلام والإخاء وسيتفرغ الجميع للتنمية والبناء والإعمار وستشهد علاقاتنا المستقبلية استقرارا ورسوخا وازدهارا لا مثيل له بعد حقبة ظلام دموية من الكوارث والحروب والخراب عاشها بلدانا في ظل نظام صدام المقبور وعصابته·

من هو مزبان خضر هادي؟

قسم نظام صدام العراق إلى أربع مناطق عسكرية أوكلها الى كل من عزت إبراهيم الدوري وقصي صدام حسين وعلي حسن المجيد (الكيماوي) ومزبان خضر هادي·

حيث إن المجرمين الثلاثة معروفون جيدا لدى الرأي العام فإننا سنسلط الأضواء على شخصية الرابع منهم “مزبان خضر هادي” الذي ربما لا يعرفه الكثيرون·

·         من مواليد قضاء مندلي في محافظة ديالى، من عائلة إيرانية لا يتكلم أفرادها اللغة العربية الى هذا اليوم وقد سببت له إيرانيته مشاكل كثيرة في حزب قائم على أساس قومي وظل مزبان خضر هادي يعاني من نقص حاد لشعوره بعدم الانتماء الى القومية العربية وظل رفاقه يتربصون به ويمسكون بعقدة النقص التي يعاني منها وكان مزبان ضحية المعارك الحزبية فأقل ما يقال له (إيراني) وتلك “تهمة” كافية للإطاحة به·

·         كان مزبان يصف الشهيد الصدر بـ (المجرم) علنا·

·         بعد مجيء صدام للحكم وجد في هذا المنبوذ المحاصر منالته لتحقيق جزء من مشروعه الطائفي فعينه محافظا للنجف فظهرت مواهب مزبان في زج أكبر عدد من أبناء النجف بمحرقة (قادسية صدام) بعد أن استخدم كل الأساليب لتطويعهم في الجيش الشعبي·

·         تعرف مزبان على محمد حمزة كيطان الزبيدي عام 1959 في مدينة مندلي بعدما جاءها الأخير فارا من غضب الجماهير في الحلة ونشأت بين الاثنين علاقة متينة قائمة على أساليب (شبيه الشيء منجذب إليه)! والغريب أن هذين الذليلين الشاذين يصعدان في وقت واحد الى القيادة القطرية عبر المؤتمر القطري التاسع عام 1982 بعد أن وجد فيهما الطاغية أفضل وسيلتين لتحقيق مآربه·

·         بعد احتلال دولة الكويت كان مزبان من أول المؤيدين للطاغية والمدافعين عنه والدافعين له بهذا الاتجاه الإجرامي المجنون، وقال أمام صدام في إحدى جلسات القيادة: “سيدي الرئيس القائد حفظكم الله ورعاكم، إن الأمة تستحق هذه المنازلة الكبرى والمعركة المقدسة التي تخوضها بقيادتكم وهي معركة الإيمان كله ضد الشرك والشراكه وأنا واثق بأن هذه المعركة هي تشريف لنا جميعا بل هي إرادة الله سبحانه بأن يحمل العراقيون بقيادتكم الحكيمة لواء الدفاع عن الإيمان والحق والعدل والأمة والمقدسات ولا أكتم سيدي بأنني ومنذ الساعات الأولى وبعد استماعي لندائك قد سجلت النصر الأول لسيادتكم ولم أتمالك نفسي فبكيت، نعم بكيت فرحا وخرجت أهزج وأرقص ومعي حمايتي من الجنود يرددون ويهتفون للنصر، كيف لا أهزج وأنا أرى جمع الشر الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة والأطلسيين الذين خيلت لهم أذهانهم بأن العراق لا يمكن أن يقاوم لساعات وأن ضربه سيكون سهلا لا يتطلب إلا أياما معدودة، كيف لا أبكي فرحا وأنا أرى هذه الأوهام السوداء تتلاشى بعد أن اصطدمت بجدار صلب من إرادة قائدهم الشهم، جدار لا يزول ولا يحول ولا يلين وإنني - والله يا سيدي - لواثق الثقة كلها بأن النصر آت لا ريب فيه·

هل سمع أحدنا بمثل هذا الهراء؟ وهل يستحق صدام المجرم كل هذا التقديس والتبجيل؟

·         وهكذا كان تملق مزبان لسيده صدام  السبب في تقريب الطاغية له والاحتفاظ به كتابع ذليل ولهذا كله تم إدخاله في المؤتمر القطري العاشر 13-12 أيلول عام 1991 ولرضا الطاغية عن سلوكه حصل على 179 صوتا وجاء تسلسله السابع وحصل رفيقه محمد حمزة الزبيدي على 188 صوتا وجاء تسلسله السادس في حين أخفق الجزراوي وجاء تسلسله التاسع بعد أن حصل على 158 صوتا·

·         إن المواصفات التي يألفها الطاغية في رفيقه الشاذ مزبان خضر هادي هي التي جعلته يحتل عضوية ما يسمى بمجلس قيادة الثورة وعضوية القيادة القطرية للحزب الحاكم·

حزب المساواة

بعد الإعلان عن تشكيل (حزب الأخضر العراقي) أعلنت مجموعة من المثقفين العراقيين عن تأسيس حزب المساواة العراقي قالت إنه يهدف الى إعطاء المثقفين دورا مؤثرا في الحياة السياسية في عراق الغد بعيدا عن التمييز والتعصب ومن أجل بناء مجتمع مدني وقد عقد الحزب مؤتمرا عاما في أربيل لتجميع الجهد المثقف العراقي يتزامن مع الظروف التي يمر بها الوطن من أجل الخلاص من صدام وزمرته ومن أجل الحرية والانعتاق من أغلال العبودية والقهر وقد استمر المؤتمر أربعة أيام حيث تكفل الحزب بمسؤولية التدابير الأمنية وتحمل كلفة تذاكر السفر والإقامة للمشاركين فيه داعيا المثقفين العراقين الى إبداء الآراء والمقترحات لصياغة مفاهيم عصرية جديدة تروج للديمقراطية والحرية·