رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 يوليو 2006
العدد 1738

ستظل غزة وبيروت للأبد!!
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

في هذه اللحظات التاريخية من الصراع العربي - الإسرائيلي والتي تؤكد على أنه سيستمر لفترة طويلة، ما لم يدرك الجميع ان أرواح الأبرياء ليست للبيع، وان الخمسة عقود من الحرب، قد تستمر إلى ما لا نهاية، فلا العرب أو الإسرائيليون قادرون على وضع نهاية لها من خلال نصر مؤكد وحازم يحققه طرف على الطرف الآخر·

وبات من الواضح أن الدولة العبرية تريد أن تؤكد على أن الصراع هو صراع ديني، وتستخدم كافة الوسائل والطرق لهذا الغرض، وهي بذلك تضلل الرأي العام في الأراضي المحتلة، وفي الوقت نفسه تستفيد من تنامي تيار المحافظين الجدد! فالصراع العالمي في الوقت الراهن، ضد كل الطروحات العلمانية، أو تلك التي ناضلت الشعوب الأوروبية خلال القرون الماضية، من أجل ترسيخه، بفصل الدين عن الدولة، إلا ان الصراع بين العالم القديم وتحديداً في أوروبا وبين العالم الجديد، (وإن جاز التعبير بين الولايات المتحدة الأمريكية والدولة العربية)، هو تأكيد على استمرار الصراع بين عالم ما بعد المؤسسة الدينية والدول الدستورية· وان ذلك الصراع هو الذي يعيد الحياة لأولئك الذين يحاربون العدالة والمساواة، وان الدين لله والأوطان للجميع·

إذا كانت العلوم الطبيعية تؤكد على أن لكل فعل رد فعل مواز له في القوة والدرجة، فإن النزعة اللاهوتية في الغرب، قد جعلت الشرق يعود إلى الحلم القديم·إن بروز الدولة الدينية بأدوات ومنجزات عصر النهضة، قد أدخل العالم في حروب باردة لا نهاية لها، سواء في آسيا، أو أمريكا أو الدول الإسلامية·

كان من ضمن ضريبة الدولة العلمانية في الوطن العربي، في مرحلة التحرر الوطني سواء في الخمسينات أو الستينات، وفي ظل التخبط الأيديولوجي للطبقة الوسطى في عالمنا العربي، أن الجماهير كانت تبحث عن المنقذ، وكان ذلك المنقذ جاهزاً لبث مشروعه الأيديولوجي في إيجاد البديل الذي فسر الهزائم بابتعاد الأمة عن تراثها القديم، وكانت قيادة ذلك الاتجاه، وبدافع ذاتي تتحالف مع عدوها التاريخي·

وشاءت الطبيعة الاقتصادية، أن يكون أكبر مخزون للطاقة في العالم العربي والإسلامي!!

وأدركت الرأسمالية العالمية، أن أقوى سلاح على المدى البعيد، حين ذاك هو بيد أولئك الذين هزموا المشروع الرأسمالي بصوره المختلفة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر·

وكانت البداية في إيران أيام مصدق، وبعد ذلك في مصر أيام عبدالناصر، وبعدها  في جزيرة العرب، حينما انطلقت صيحة أن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي التي أطلقها قائد قادم من الصحراء يحمل حلم الوحدة ويتطلع إلى مستقبل تحتل فيه الأمة العربية المكانة التي تليق بها بين دول العالم!!

في تلك المرحلة الحرجة، كان لا بد من إيجاد آليات جديدة في الصراع، ولعل من أهمها القضاء على التجارب الناجحة في الوطن الموعود، ذلك الذي يبحث عن الحرية والسعادة والمساواة، الحل كان بسيطاً في دعم الحركات الانتهازية سواء في العراق، أو في أفغانستان، فكانت مرحلة القضاء على مشاريع التنمية الحقيقية في عالم يمتلك كل مقومات التنمية، النفط، والماء، والقوى البشرية·

منذ تلك اللحظة دخل لبنان والعراق والجزائر وغيرها من البلدان، (اللهم ما عدا بعض من أدرك أن الإنسان هو الأساس)، في معركة من نوع جديد· هدفها الأساسي، إجهاض كل محاولات التحرر والتقدم والحرية·

وجاءت مرحلة 1990 لتشكل المخلب الذي قضى على الطموحات العربية حيث أدخلت الصراع العربي العربي مرحلة جديدة، مرحلة احتلال بلد عربي لبلد آخر وإلغائه من الخارطة، مما أثار حرباً عربية عربية دخلت فيها أطراف دولية· وإذا كانت تلك الحرب قد أنهت احتلال الكويت إلا أنها أحدثت شرخاً وتوجساً في العلاقات العربية العربية قد لا يمكن إلغاؤه على المدى المنظور وهذا ما ظهر جلياً في الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الخارجية العرب· إلا ان القرن الجديد، والألفية الجديدة، قد هيأت لعالم آخر، وخاصة حينما تحدت القوى الجديدة، ومن خلال العملية الديمقراطية، مخطط شارلوك في مسرحية شكسبير "تاجر البندقية"، وأكدت الشعوب المحبة للتقدم والسلام، أن اجتياح بيروت كان ثمنه غالياً، حين ذاك أدركت العنصرية الجديدة، أن انطلاق رصاصة مقاومة ضد الاحتلال، هو الإعلان عن عصر جديد·

لا أدري لماذا تذكرت تلك المقولة القديمة لذلك الإنسان الذي دفع ثمن مواقفه في الحياة، حينما أكد أن رصاصة فدائي، وليس مرتزقاً، هي التي تغير التاريخ، كان ذلك في العقد الثامن من القرن العشرين، وحينما كنا طلاباً في الجامعة، في لقاء جماهيري مع المناضل كمال جنبلاط والذي تم اغتياله لأنه يحمل راية المستقبل·

أتذكر هذا في أيام تعاني مدينة التعايش السلمي لكافة الأديان والأطياف السياسية معركة اغتصابها من قبل كل القوى التي لا تحب للإنسان حياة كريمة، ولست أدري لماذا بيروت من دون عواصم العالم تظل مستهدفة من قبل العدو الصهيوني، فما من عاصمة استهدفت كما استهدفت بيروت من قبل هذا العدو، إزاء كل رد فعل صهيوني لعمل مقاوم كانت إسرائيل تنتقم من بيروت· يقتل سفير إسرائيلي في آخر الدنيا، وتوجه الضربة لبيروت· تختطف طائرة إسرائيلية في أي مكان ومن أية منظمة حتى لو لم يدخل أحد أفرادها لبنان، وتوجه الضربة لبيروت، في سنة 1982 تحاصر بيروت وتلقى عليها من القنابل أكثر مما ألقي على برلين في أواخر أيام الحرب العالمية الثانية··· وتنتفض بيروت· وتطرد العدو· وتطرد الأساطيل التي جاءت لحمايتها· وبين العامين 1993-1996م تضرب بيروت بسبب، وبدون سبب، ويطول الحديث عن بيروت، ولكن بيروت تظل لؤلؤة المدن· والمنارة التي تشع بطولة ومقاومة·وتظل عصية على الاستسلام مع أنها تترك وحيدة· إلا من عاشقي أجواء الحرية والثقافة في ربوعها·

بيروت في عام 2000 م غسلت عار أمة بكاملها، وطردت المحتل، ولأول مرة جعلته ينكفئ خلف ذلـه ومهانته، لذلك فإنها لم تسلم اليوم من الذين أرادوا أن يثأروا لهزيمتهم فصبوا الحمم على أحيائها على مناراتها الثقافية على مقاوميها· على شموخها، والعالم كله يتفرج، فما من أحد إلا وله ثأر عند بيروت· أمريكا لن تنسى أنها خسرت في بيروت في يوم واحد أكثر مما خسرته في أي يوم من أيام حربها في فيتنام، وفرنسا كذلك، الجميع يصفون حسابهم اليوم مع بيروت، ولكنها لم تستسلم لم تركع، وجميعنا يأمل أن لا تركع·

 المؤكد أن بيروت ستظل صامدة ضد كل المشاريع والأعداء ، وأن أشلاء الأطفال في بيروت وغزة، ستكون المسامير التي تنهي الغطرسة اللاهوتيه، وأن الحياة لأولئك الذين يحملون راية الدولة العلمانية، دولة أن الوطن والعالم للجميع وأن الدين لله، وأن بيروت وغزة هما رمز لإنسان يريد الحياة الكريمة، بعد أن أنف حياة الذل التي يرضاها كثيرون·

رئيس وحدة الدراسات – البيان

malmutawa@albayan.ae

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

قراءة ساذجة للسياسة الخارجية الأمريكية:
مفيدة صالح العقاب
الطريق إلى دمشق:
سليمان صالح الفهد
وحدة(1) يا كويت
ما هي للبيع الكويت :
عبداللطيف الدعيج
سقوط الفراعنة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حديث "أبو شميس":
المحامي نايف بدر العتيبي
لا خيل عندك..:
د. لطيفة النجار
ستظل غزة وبيروت للأبد!!:
د. محمد عبدالله المطوع
ويستمر حديث اللحى:
على محمود خاجه
ماذا بعد تعديل الدوائر؟؟!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
أسطورة إسرائيل في الإعلام:
د. حصة لوتاه
(194):
عبدالله عيسى الموسوي
المحطة الثانية للعدوان "الإسرائيلي":
د. فاطمة البريكي
اللغة والخطاب ...أسلحة القوة:
د· منى البحر
نصر الله وسام شرف على صدر الأمة:
جليل الطباخ
لو كان من الأول:
يوسف الكندري
البحث عن القائد:
فيصل عبدالله عبدالنبي