هل من الممكن أن يتحقق المستحيل ويرفض مجلس الأمة الكويتي الذي انتخب لتعزيز الإصلاح والقضاء على الفساد، هل من الممكن أن يرفض منحة المائتين دينارا التي ستدفعها الخزية العامة -وليس الحكومة كما يقال - للمواطنين، هل يملك أعضاء مجلس الأمة الذين نجحوا في انتخابات حامية ضد سراق المال العام ومبددي ثروة البلاد أن يحافظوا كما ادعوا على الثروة الوطنية وان يحموها من العبث والاستغلال· هل يرفض دعاة الاصلاح ومحاربة الرشوة والفساد، هل يرفضون"الرشوة الحكومية "للمواطنين·!! هل يقبل دعاة من ناشدوا المواطن ألا يقبل رشوة الألف والألفين التي عرضها بعض المرشحين، هل يقبلوا أن يشتروا صمت وولاء المواطنين بمائتين!! ما الفرق أن يقبض المواطن من ناصر المحمد أو أن يقبض من جمال العمر كما يشاع؟
هل يفاجئنا مجلس الأمة ويرفض هذه الرشوة الحكومية· لا يرفضها لأن المواطنين ليسوا بحاجة لها ولا يرفضها لانها- كما هي - اقل مما يستحقه المواطنون ولكن يرفضها لأنها من حيث المبدأ تتعارض ودعاوي الاصلاح وتتناقض ومفاهيم المواطنة والدولة العصرية· أنا أظن إن هناك سبعة مستحيلات أختلف الناس حولها، لكني اعتقد أن أحدا لن يختلف على المستحيل الثامن وهو أن زمن المفاجآت انقضى، عقلية الشيخ الذي يمنح لا تزال مسيطرة، وعقلية الراعي والرعية هي السائدة· وعقلية أن كل شيء ملك للسلطة مقبولا أن توزعه منحا وهبات على المواطنين متى شاءت وكيف شاءت عقلية مبنية على أن الشعب لا يملك·· ومن لا يملك لا يحكم· هذه هي العقلية التي تناوئ الديمقراطية، تسلب الحريات وتتعدى على الثوابت والقواعد الدستورية·· من لا يملك لايحكم راسخة في ذهن السلطة ومع الأسف يجري ترسيخها في عقول المواطنين· الثروة ملك الحكومة، ترشي من تشاء وتوزعها على من تشاء ويبقى الأكثر أهمية وبيت القصيد في هذا كله تغض النظر عمن ينهبها ويستولي عليها أيضا كما تشاء·
عند كل مناسبة يتحدث المسؤولون عن التنمية البشرية وعن الإنسان والشباب أمل الغد وبناة الوطن··!! أي شعب وأي حماة أو بناة تربونهم على أن يُعلف عليهم وأن يتلقفون ما يرمى لهم من فتات·· أي إصلاح وأي تنمية والسلطة حريصة على إغواء وافساد المواطنين··!! أنا لو كان عندي ثمن التذكرة لحضرت··· قبضت المائتين وحرقتهم بساحة الصفاة· |