| كان العالم مخدوعا بما يسمى بالشرعية الدولية ومخدوعا بأن هناك نظاماً دولياً حقيقياً يدير العالم من خلال احترام القوانين والمواثيق وحقوق الإنسان، ولكن الاعتداء الصهيوني على لبنان وقيام الطائرات الإسرائيلية وبدعم سياسي وعسكري كامل من الولايات المتحدة ويهدم البنية التحتية للبنان والعالم ساكت ومجلس الأمن لا يستطيع أن يقرر شيئا وبوش يعطي ضوءاً أخضر لإسرائيل لمواصلة اعتداءاتها ويرسل لها صواريخ دمار لتقتل مزيدا من اللبنانيين ووزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس تقول بكل صراحة بأنها غير عابئة باحتجاجات العالم كله وأنها ستواصل دعم إسرائيل الى نهاية "المخطط المؤامرة" والذي يحلم بالقضاء على المقاومة اللبنانية من جهة والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى والوصول الى إسقاط الحكم السوري والحكم الإيراني ثم إسكات كل معارضة وطنية في العالم العربي، والإسلامي وبسط السيطرة السياسية لإسرائيل وأمريكا·· هذا السيناريو الأرعن تريد الإدارة الأمريكية تمريره وأية دولة عربية تحتج عليه فلابد من تغيير حكمها هي الأخرى في تصور أحمق بأن الكون كله يدار من البيت الأبيض وأن بوش يقول للشيء كن فيكون والعياذ بالله، بوش وصل الى مرحلة "فرعون" الذي صاح في شعبه ذات يوم بقوله "أنا ربكم الأعلى" وأنه يأمر وينهي ويميت ويحيي·
ولكن المفاجأة الكبرى أن كل هذا السيناريو الضخم والذي اشتركت فيه دول غربية وعربية لم يستطع أن يتخطى فئة مؤمنة آمنت بربها وتمسكت بوطنها وأخذت تدافع عنه فإذا بهذا السيناريو كله ينهار أمام عتبة لبنان وبفضل المقاومة الوطنية والإسلامية الشرسة لمقاتلي حزب الله بقيادة عربية تاريخية وقفت بصبر وإيمان لتفشل أحلام ساكن البيت الأبيض، ولتفضح الدور الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط وتكشف مدى هشاشة الأنظمة العربية التي وقفت مشدوهة أمام قادة حزب الله وهم يقارعون العدو الصهيوني لمدة أسبوعين بينما انهارت الجيوش العربية خلال ساعات وتنازلت عن أرض سيناء والجولان والضفة الغربية وبيت المقدس وهي أراض تفوق مساحة لبنان مرات عدة·
حزب الله سجل سابقة عربية سوف تستمر وتتواصل وهي قدرته على الصمود ومواجهة الجيش الصهيوني ومن ورائه الترسانة الأمريكية·· حزب الله أعطى نموذجا لميليشيات استطاعت أن تحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر فما بالك إن كانت الجيوش العربية كلها بهذا المستوى·
لقد استمعنا الى الجنرال الإسرائيلي الذي قال لو كانت حماس وحزب الله موجودين عام 1948 لما قامت إسرائيل·
المطلوب عربيا ونحن في الكويت أن نمد المقاومة بكل إمكانياتنا المادية والمعنوية وأن نسكت "المرجفون في المدينة" والذين يحاولون أن يثبطوا العزائم ويقفوا مع الصهاينة·· أما الأمل بالنصر فإن ذلك كله بيد الله "ولينصرن الله من ينصره"·
وأن النصر آتٍ·· آتٍ بإذن الله كما قال سيد المغامرين· |
