رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 مارس 2007
العدد 1766

دبي.. هي الرؤية المستقبلية
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

بين الحين والآخر يطرح البعض العديد من التساؤلات حول التحولات الاجتماعية ـ الثقافية وبالتالي السياسية في المجتمعات العربية وفي الخليج العربي، ولعل تلك الحالة أو الحالات تؤكد على أن التغييرات على مدى نصف قرن من الزمان، وفي ظل العوامل العديدة سواء كانت داخلية أو خارجية، أو تعود إلى عامل اقتصادي، أو اجتماعي أو سياسي، إلا أن التغيير هو العمود الفقري، لذلك التغيير والتحول من مجتمع القبيلة إلى مجتمع الدولة هو السائد بالرغم من كل وسائل الدفاع عن الماضي، رغم أن ذلك الماضي لم يعد موجوداً على أرض الواقع، بفعل العديد من المتغيرات القوية والتي لا تستطيع قوى الحرس القديم والتي يؤكد عليها عالم الاجتماع العالمي أنتوني جدينز، وهو الذي يؤكد دائماً على أن العالم في حالة تغيير دائم، وهي عبارة تعود في جذورها التاريخية إلى الحضارة اليونانية أو ربما الإغريقية، وهي ما تؤكد على أن الحضارة ليست خاصة بشعب من الشعوب أو أمة من الأمم

إذاً حالة التغيير والتطور والتقدم، بحاجة إلى قيادة تدرك التحولات في كافة المجالات سواء السياسية منها أو الاقتصادية، وهنا لابد من التركيز على رحلة ما بعد النفط، والثروة الناضبة، وأن الزمن سيعلن ذات يوم انتهاء عهد النفط، والعصر الذهبي لمن يمتلك النفط، وأن الاستعداد لذلك لا يمتلكه إلا من تكون لديه رؤية واقعية وآليات تعد من الآن لتلك المرحلة

أما الجوانب السياسية، فهي بلا شك قد تغيرت بشكل جذري، ولم يعد هنالك مجال، لاستخدام المعوقات من أجل إحداث تأجيل لمرحلة جديدة بل المطلوب مواكبة ما جرى في العالم على مدى قرن من الزمان، وبعدما تأكد للجميع أن العقد الاجتماعي يجب أن يواكب عصر العولمة، وأن الاتفاقية التي وقعها الجميع تقريباً وهي اتفاقية الجات لا علاقة لها بالقات الذي يجعل الزمن يسير سير السلحفاة، وهي في جوانب منها تخص السياسة قبل الاقتصاد وبالتالي تؤثر على النظم الاجتماعية

لم تعد الشعوب والأمم تستطيع أن تساير النظم السياسية الجامدة أو تلك التي تعتقد أن عجلة التاريخ قد وقفت في المرحلة القبلية، والتي تخلصت منها أوروبا والعديد من الأمم منذ عدة قرون من الزمان·

إن التحولات الاجتماعية السياسية والعلمية في القرن الماضي، أكدت أن العقلية العلمية هي التي تسيطر على مراكز اتخاذ القرار في العالم، ومن هنا فإن من لا يتغير سوف يغير، وهذا ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في أكثر من مناسبة·

وهو صاحب الرؤية الجديدة لدبي ذات التوجه العالمي، ولكن في الوقت ذاته المحافظة على هويتها العربية والإسلامية، ومن هنا كانت الإمارات تسابق الزمن لمواكبة العالم الجديد، وهي تدرك أن سرعة التغيير في العالم قد تكون أسرع من الصوت وليس الضوء، وأن من يقف أمام ذلك، سيظل في الظل وخاصة أن عصر النفط في مرحلة الاحتضار، وأن الزمن لا يرحم من يحاول أن يقف أمام عجلة التقدم·

إن التحولات في مجتمع الإمارات ليست جديدة، فهذا المجتمع منذ بروزه بشكل جديد، في القرن العشرين يواكب التغييرات منذ ثلاثينات القرن الماضي، وتعزز ذلك في الستينات، حينما فكر المؤسسون الأوائل وخاصة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وأخيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حفيد زايد الأول·

إن قراءة المستقبل بشكل واقعي، وبعقلية مستنيرة، سواء فيما يتعلق بتعليم المرأة أو الإقدام على تنفيذ مشاريع مستقبلية، كانت مغامرة في ذلك الوقت سواء على المستوى الاقتصادي، وتحديداً البدء في مشروع توسيع الخور، أو مطار دبي، أو جبل علي أو على الجانب الآخر العمل على إيجاد دولة اتحادية، هي دولة الإمارات العربية المتحدة، ألم يكن ذلك الحلم السياسي والاقتصادي، يعتبر لدى العقلية المحافظة مغامرة سياسية قد تؤدي إلى كوارث، إلا أن رؤية المؤسسين كانت تمتلك أسسا من عقلية الإنسان لمرحلة ما بعد القبلية والبداوة بمفهومها الضيق لدى البعض، وكان ان أدرك الآخرون أن الإيمان والعمل والإصرار على مواكبة الجديد، لم يحدث شرخا في البنية الاجتماعية، وأن الإنسان هو الذي يخلق مستقبله·

أما فيما يتعلق بالبنية الاجتماعية آخذين بعين الاعتبار أن التحولات في البنية الفوقية تحتاج إلى وقت طويل جداً، وأن من يتقبل الآخر يدرك أهمية المحافظة على الذات، فمعظم المدن أو الدول في الخليج العربي هي مستقبلة للآخر منذ القرن التاسع عشر، وحتى الآن، فمدينة مثل الكويت، والبحرين ودبي، والدمام وجدة، والإسكندرية وبيروت، هي مدن تحتضن الآخر، ولكن في الوقت ذاته تحافظ على هويتها، ويتفاعل الآخر على هذا الأساس·

والإنسان ذو العقلية التجارية، وذو التوجه المستقبلي يؤكد دائماً على هويته، ولعل الكثيرين ممن يتبارون على فشل تجربة الانفتاح الذي يحدث في الإمارات بشكل عام سواء على مستوى العاصمة الاتحادية أو مدينة دبي، لا يدركون أن القائمين على التحول هم مواطنون إماراتيون، لذا على أولئك الحرس القديم ومنهم الكاتب المحترم جاسر الجاسر صاحب مقالة "حين تتوهم دبي أنها بدوية" أن يدرك أن هناك رؤية وفريق عمل من أبناء الوطن، همهم الأساسي مواكبة التحولات الدولية·

وأن المحافظة على التراث هي التي تحمي الشباب من براثن الآفات الجديدة، سواء من المخدرات أو التطرف الديني· وان التحالف الديني ـ السياسي، كانت من نتائجه الأساسية، التحول إلى معاول هدم في المجتمع باسم الدين، وهو بريء من أولئك الذين هدموا الحضارة الإنسانية في أفغانستان، ومن المهم المحافظة على البراءة في ظل العولمة، والابتعاد عن المغالاة الفكرية·

كانت دبي منذ بروزها على السطح السياسي وحتى الآن رمزاً على تأكيد الحياة بين الجميع، والرؤية الجديدة في ظل منظومة قيمية جديدة هي البوابة الجديدة لمرحلة ما بعد النفط، وفي الوقت ذاته لتعايش الإنسان، كمواطن، وانتهاء عصر الرعايا، إنه عصر جديد، وفرسان جدد يقودهم إنسان جديد، محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، نموذج للألفية الجديدة·

* المطوع رئيس وحدة الدراسات ـ "البيان"

 malmutawa@albayan.ae

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

صراع الحضارات والقيم العالمية:
علي حصيّن الأحبابي
أنا مش معاهم!:
سليمان صالح الفهد
السيناريو الأصعب:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
القضية وآباؤها الجدد!!:
سعاد المعجل
بين الشيخ والمواطن:
على محمود خاجه
"الديرة رايحة... يا فلان":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
حيلة كليوباترا...:
الدكتور محمد سلمان العبودي
دبي.. هي الرؤية المستقبلية:
د. محمد عبدالله المطوع
كما نتمنى يا حكومة ويا مجلس الأمة:
محمد جوهر حيات
هيبة القانون والقدوة:
محمد بو شهري
الوطن ومسؤولية المواطن:
المهندس محمد فهد الظفيري
الحي القديم لا يموت:
مريم سالم
معنى التجربة:
د. فاطمة البريكي
الجرح النازف:
عبدالله عيسى الموسوي
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!:
خالد عيد العنزي*
فراشة مبتسمة تطير من شدة الفرح:
د. لطيفة النجار