بمختلف مذاهبها ومشاربها وتياراتها وانتماءاتها نلاحظ في الكثير من التظاهرات التي خرجت مؤيدة للمقاومة اللبنانية، أنها ترفع صور السيد حسن نصر الله وأعلام حزب الله، وهذا أمر طبيعي في أمة تفتقد للقائد الذي يحقق لها النصر ويرسم لها استراتيجية النهوض من حالة الانكسار والهزيمة، ولذلك تجد هذه الشعوب في السيد حسن نصر الله القائد الذي لديه استجابة إيجابية على التحدي الذي يواجهه وليس مثل الكيثر من الرؤساء العرب الذين دائما استجاباتهم سلبية للتحديات التي يواجهونها والذين لا يسببون إلا الإحباط والنفسية المهزومة لشعوبهم، يجب أن نؤمن بقانون المزرعةوالحصاد، وهو قانون طبيعي ينطبق على العمل السياسي والاجتماعي وغيره، كما أن الأرض لكي تزرع يجب السير طبقا لقوانين الطبيعة في بذر البذور وعملية السقي وغيرها حتى تعطينا الثمرة وتأتي فترة الحصاد بنتائج إيجابية، كذلك نلاحظ أن الحكومات العربية التي خسرت أمام إسرائيل هي لم تسر طبقا لقانون المزرعة ولذلك كان حصادها الهزيمة، ولكن حزب الله بالعكس فهو طيلة الفترة السابقة بذر البذور الإعلامية والعناصر الجهادية وغيرها من سلاح وعتاد وعمق اجتماعي وسياسي ووطني، ولذلك نجده يحقق حصاد النصر وتلتف حوله الشعوب، والمهم أنه أعطى الصورة الإيجابية والرؤية الإسلامية السليمة للجهاد والمقاومة، فاليوم مع وجود القائد الذي بدأ يحرك ضمائر الشعوب ويستنهضها لكي تتغلب على واقعها، وتكون هذه شرارة النهضة نحو الحرية والعدالة والعيش الكريم والشعور بالكرامة والعزة وإسقاط أصنام الديكتاتورية التي فضحتها ممارستها نحو قضية لبنان، وقد عرفت الشعوب أن هذه الأنظمة هي في صف إسرائيل ضد لبنان بشكل غير مباشر، ولذلك تعلمت الشعوب أن أول خطوة نحو الحياة الكريمة والعدالة والحرية هي تكسير هذه الأصنام، وسوف نرى كيف تتحول التظاهرات المؤيدة للمقاومة في لبنان الى مطالبة بتنحي هذه الأصنام عن السلطة كي يبزغ فجرا جديدا على العالم العربي والإسلامي نحو التقدم والازدهار على مستوى الفرد والوطن، فكل أمة استطاعت النهوض كانت المرحلة الأولى هي إيجاد القائد الملهم الذي يكون المحرك لهذه الأمة كي تنهض وتعرف قيمتها والقدرات الكامنة بداخلها، ونتمنى أن تكون هذه الأمة قد وجدت القائد الذي يلهمهم النهضة·