كمواطنة كويتية كنت فرحة بالموقف الأمريكي إزاء الغزو العراقي الغاشم على الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 م، فهذا الموقف جعلني أغفر للسياسة الأمريكية الخارجية كل خطاياها في وطننا العربي الكبير·
لكن بعد أحداث سبتمبر عام 2001 م، بدأت أعيد النظر بالإعجاب بهذه السياسة بعد عدوانها الوحشي واللا إنساني على أفغانستان حيث أصبحت بنظري دولة إرهابية فالإرهاب سياسة·
وتعريف الإرهاب هو استعمال العنف أو القوة في ممارسة الفعل العشوائي للمدنيين لتحقيق أهداف سياسية·
وهذا بالضبط ما فعلته السياسة الخارجية الأمريكية وكررته بغزوها للعراق بحجة تحريره من الطاغية صدام حسين·
والآن ونحن نراقب بغضب وحزن شديدين ما يحصل في لبنان نشعر بأن أمريكا مازالت مصرة على لعب الدور نفسه وهو دور إرهاب الدولة فإسرائيل تشن حرب إبادة على لبنان من دون أي اكتراث بالسكان المدنيين بغية القضاء على "حزب الله" واستكمال عدوانها على "حماس" في الأراضي الفلسطينية المحتلة السياسة الخارجية الأمريكية تتجاهل وتتعامى عن أن هاتين الحركتين شعبيتين تتمتعان بتأييد جماهيري كبير وحتى إذا هزمتا على المدى القريب فلابد أن تبعثا وتنشدا الثأر من جديد·
- السياسة الخارجية الأمريكية تزدري وتحتقر ضغط الرأي العام العربي على الأنظمة التي تقف بخجل موقف المتفرج·
- السياسة الخارجية الأمريكية منحازة انحيازاً فاضحاً للعدوان الإسرائيلي وانحيازها هذا هو الذي شل مجلس الأمن وقمة الثمانية والاتحاد الأوروبي·
- السياسة الخارجية الأمريكية وفرت الغطاء الدبلوماسي لاستمرار القصف الإسرائيلي بعدم دعوتها لوقف فوري لإطلاق النار·
- السياسة الخارجية الأمريكية خانت أصدقاءها في المنطقة وتجاهلت نداءاتهم المناشدة للمجتمع الدولي بالتدخل، فقبل فترة كان السيد السنيورة رئيس وزراء لبنان مرحباً به في واشنطن وفرحين بالشعب اللبناني الحر المستقل والساعي للديمقراطي فأين ذهب تضامن أمريكا مع الشعب اللبناني وحكومته الديمقراطية كما يدعون؟!
- السياسة الخارجية الأمريكية تعتبر أن الأحداث اللبنانية فرصة استراتيجية لحل مأزق وفشل المشروع الأمريكي في المنطقة·
- كل العالم يثق تمام الثقة ويجزم بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة القادرة على وقف مأساة الشعب اللبناني لكنها لا تريد، فالعالم كله يدعم وقفا فورياً لإطلاق النار عدا أمريكا وإسرائيل وبريطانيا·
أتمنى من مسؤولي ومخططي السياسة الخارجية الأمريكية أن يؤمنوا بأن هناك دائما حلولاً أفضل من الحلول التي تأتي بقوة السلاح فالقوة لا يمكنها تهدئة نقاط مشتعلة· |