رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 نوفمبر 2006
العدد 1752

المحافظة على حلم جميل !!!
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

قد تعتقد بعض الجهات ذات الجذور المتعصبة أن التسامح سمة من سمات الضعيف، ولا تدرك بأنه جزء من ثقافة تمتد إلى مئات السنين، وترى في الرقة  والتعامل الإنساني مصدراً  للتطاول على الآخر·

إن تنوع الثقافات، وربما تعدد الاتجاهات، قد يؤدي إلى ظهور فجوة واسعة لسوء الفهم، وربما إلى استغلال ذلك من قبل البعض في ظل عدم وضوح القوانين والأنظمة التي تحدد الخطوط الحمراء، وفي الوقت نفسه تؤكد على أن الحرية مسؤولية بالدرجة الأولى، وإن عدم معرفة القوانين والأنظمة، سواء أكان ذلك بسبب عدم معرفة اللغة أو الثقافة المحلية، أم ربما بقصد الهدف منه إحداث خلل في المنظومة الأمنية للمجتمع·

في الآونة الأخيرة قامت بعض الصحف الناطقة بالإنجليزية، بنشر مقالات أو تحقيقات تسيء إلى المنظومة القيمية لمجتمع الإمارات، سواء فيما يتعلق بالجوانب الاجتماعية، ومنها ما تم نشره في ( السيفن ديز)  أو في بعض المحطات التلفزيونية، وسبقت ذلك تلك الحوارات التي كانت تجرى عبر أثير بعض المحطات الإذاعية الناطقة  باللغة الإنجليزية والتي دارت حول الموضوع نفسه، ومما يؤسف له أن بعض تلك المحطات الإذاعية تابعة لمؤسسات إعلامية محلية·

إلا أن الملاحظ أن تلك الحملة الإعلامية لم تكن بمحض المصادفة، بل إن المتابع لها يتأكد بشكل ملموس أن هنالك تخطيطا دقيقاً ومتعمداً  لتشويه سمعة دولة التسامح في الإمارات، بل لقد وصل الأمر إلى تحريف مقابلة صحافية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبطريقة تدعو إلى التحرك من العمالة الأجنبية، وإحداث بلبلة في بنية المجتمع، مع العلم أن دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء على المستوى الحكومي أم الشعبي، تعامل أولئك القادمين بشكل إنساني لأنها تعتبر أن هؤلاء العمال إنما جاؤوا إلى الإمارات برغبة الدولة نفسها وبموافقتها لإنجاز عمل محدد، وأن إقامتهم في هذه الدولة مرهونة بالعمل الذي جاؤوا من أجله، وتضمن عقود العمل حقوقاً كاملة لهؤلاء العمال من حيث السكن والأجور والحياة الكريمة كما تضمن لهم حق العودة إلى أوطانهم على حساب صاحب العمل عندما تنتهي مهمتهم· ولعل الإجراءات التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، تؤكد على الجانب الإنساني في معاملة القوى العاملة، وهي تؤكد على أن الجانب الإنساني من الثقافة العربية والإسلامية ما زال سائداً في هذا المجتمع على الرغم من الأخطاء التي يرتكبها بعض الأجانب بحق هذا المجتمع من عدم احترام قيمه تارة، أو إحداث الفوضى والاضطراب تارة أخرى، وربما لجأ بعضهم إلى الإخلال بأمن هذا المجتمع وسلمه الاجتماعي·

ولا نعتقد أن سفراء مجموعة من الدول الصديقة، كان لهم هدف سوى إيضاح هذه الحقيقة، إلا أن بعض المنظمات الدولية، والتي يفترض بها أن تدافع عن الحقيقة بالدرجة الأولى، تستخدم أساليب ملتوية لقلب الحقائق· وأن بعض القوى، سواء على المستوى المحلي أم العالمي، تسعى جاهدة إلى قلب الأمور وتزييف الحقائق، بل إنها تستخدم المنظمات العالمية المختلفة لتحقيق هذا المسعى، وكأنها تستكثر بروز نموذج ناجح للتنمية في العالم العربي، وتريد وبشكل متعمد تدمير المجتمع الذي استطاع حتى الآن أن يعيش بسلام بين ثقافات مختلفة، وبين العديد من الديانات، وبين أكثر من مئتي جنسية تتعايش بطريقة حضارية، يحكمها هدف واحد هو الحفاظ على أمن وسلامة هذا المجتمع وإنجاز عملية التنمية والتقدم فيه· لأن مثل هذا الأمن يعكس نفسه على جميع المقيمين في هذا المركب الذي اسمه الإمارات، والجميع يلمس مدى حرص أغلبية المقيمين في الدولة على الإمارات وتقدمها، وإن من يعملون غير ذلك ليسوا إلا أقلية قد أعمتهم أغراضهم عن لمس حقيقة هذا الوضع المتميز في دولة الإمارات· إن تجربة الإمارات فريدة من نوعها، وهي تواكب عصر العولمة، على الرغم من كل المخاطر، ولعل من أصعبها المواءمة بين المحلية والعالمية، وفي الوقت نفسه المحافظة على الهوية الوطنية، والتي بات الجميع قلقين عليها نتيجة الظروف الراهنة·

إن معظم الدول، لا سيما المتقدمة منها، والتي لديها قوانين ومواثيق، قد وضعت حدا لما هو مسموح به للتداول الإعلامي، وتلك التي يمنع الخوض فيها، معللة ذلك بالرغبة في المحافظة على هويتها الثقافية، وخصوصية مجتمعها، وبالتالي فإن من حق الإمارات أن تضع ضوابط وقوانين، يتم من خلالها حفظ حقوق المجتمع الإماراتي، ووضع حد لأولئك الذين يحملون أحقاداً على هذا المجتمع الإنساني المتسامح·

ألا يدرك أولئك العابثون بأمن الوطن والمواطن أن ما يقومون به من نشر لثقافة الحقد والكذب والإثارة ما هو إلا عملية صب للزيت فوق النار، وأن العمال والمقيمين على أرض الإمارات سوف يكونون أول المتضررين من أي اضطراب أو خلل في المجتمع، لأن التنمية والاستثمار تتطلبان مجتمعا يتوافر فيه الأمن والسلم الاجتماعي وأن الإقبال على الاستثمار بهذا الشكل غير المسبوق في الإمارات ما كان ليتم لولا توافر هذا الأمن، وأن تلك الاستثمارات هي التي دفعت بالعمالة الأجنبية بكل مستوياتها للقدوم إلى الدولة، بل إن تلك الاستثمارات هي التي استدعت إصدار صحف ومجلات باللغة الإنجليزية ومنها مجلة (سيفن ديز) احتراماً لهؤلاء الأجانب الذين توفر لهم الدولة إعلاماً باللغة التي يعرفونها·

 وأخيراً وليس آخراً هل المطلوب إشعال نار الصراع في مجتمع حافظ دائماً على حقوق الجميع سواء أكانوا من المواطنين أم الوافدين·

إن الإمارات هي نموذج للتعايش السلمي بين الأمم والشعوب كافة، وإن للقيادة السياسية الحكيمة حلماً وصبراً ربما لا يستمر للأبد بوجود أشخاص يحاولون اللعب بمصير المجتمع ولا يعيرون أهمية لمصلحة جميع من يعيشون على أرضه·

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

"عروس المطر" وكيمياء التواصل!:
سليمان صالح الفهد
الإدارة الأمريكية في أضعف حالاتها:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الدم اللبناني الشهيد:
سعاد المعجل
متى سيحدث التعديل؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
أثر الحوار الطيب وثقافة الاندماج والتسامح :
محمد بو شهري
الفراعنة:
على محمود خاجه
"الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح":
المهندس محمد فهد الظفيري
المحافظة على حلم جميل !!!:
د. محمد عبدالله المطوع
يمكن يكون حسد:
المحامي نايف بدر العتيبي
بين العلاج العام والعلاج الخاص:
د. محمد حسين اليوسفي
إسقاط القروض والمواطن غير الصالح..:
محمد جوهر حيات
غباء جيش النخبة:
عبدالله عيسى الموسوي
قلب المفاهيم وتحريف المصطلحات:
د· منى البحر
شيفرة دافنتشي للتدريب المهني :
ياسر سعيد حارب
ثوابت ومتغيّرات:
د. لطيفة النجار
قلة حياء:
يوسف الكندري
حتى المعارضة ورقة بيد الحكومة!:
عبدالخالق ملا جمعة