رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 فبراير 2007
العدد 1763

مهلا سيد بلير!!
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

هل هي عودة إلى أجواء، وبداية جديدة، لطرح قضايا ساخنة على الساحة الفكرية، واللجوء إلى إثارة الآخر من جديد، أم أنها إعلان عن موت سياسي مثل مرحلة من مراحل الحرب الباردة السابقة، أم أن تلك المقالة التي نشرت في أحد أهم الدوريات العالمية، إعلان جديد، لنهاية حزب كان يمثل النقيض للرأسمالية المتوحشة، أم أنه يطلب صكوك الغفران من أعداء الأمس، ويعلن الحرب على حلفاء الأمس، في الحقيقة إن الإنسان حينما يطلع على مقالة السيد توني بلير في دورية "الشؤون الخارجية" في عددها الأخير، يشعر وكأنه يقرأ تناقضات الإنسان المفكر في القرن الجديد، وكأن ذلك الإنسان قد فقد البوصلة، بل لعله يدرك الأزمة التي يمر بها إنسان القرن الجديد، ذلك الإنسان الذي تربى على احترام الآخر، والذي وقف أمام عجلة المنظومة القيمية للرأسمالية بصورتها البشعة، والتي كانت توجه سهامها نحو دولة الرفاه، أو ما تعرف بالدولة التي تناضل من أجل توفير الحياة الكريمة للإنسان، تلك المجتمعات التي جمعت بين المتناقضات، إلا أن هدفها الأساسي كان عدم المساس بحقوق الإنسان، في التعليم والصحة، والعمل، والضمان الاجتماعي·

إلا أن مقولة مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون تنطبق تماما في هذه المرحلة حينما يقرأ الإنسان أطروحات توني بلير "معركة في سبيل قيم عالمية" وهو ليس ذلك الشخص العادي، بل إنه رئيس وزراء بريطانيا، وهو قمة من قمم حزب العمال البريطاني، وليس من حزب المحافظين، تكون القراءة المتعمقة للمقالة تؤكد أن التبعية للغالب يكون ثمنها غالياً، وخاصة على تلك الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس ذات يوم!!·

 إن التبريرات التي اعتمد عليها بلير في ترسيخ أهمية القيم الجديدة، تؤكد مجريات الأحداث اليومية في العراق، وفلسطين، وأفغانستان، وحتى في الدول المتقدمة، تؤكد على أن القيم السائدة لدى الساسة في الغرب القديم والجديد (إلى حد ما) هي خروج من جنة الإنسانية الرحيمة، إلى جحيم مبدأ سيطرة القوة، وقانون الغابة الذي ساد في العصور السحيقة والذي يقوم على أن يأكل القوي الضعيف، ولا أعتقد أن السيد توني بلير لم يطلع على كتابات فوكوياما الأخيرة، والتي اعترف بها بخطأ النتائج التي وصل إليها في مرحلة ما بعد سبتمبر، أو ربما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينات من القرن الماضي·

ألا يدرك السيد الفاضل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا أن الموجة الثانية للإرهاب نتاج أساسي من نتائج الحرب الباردة·

إن تعزيز الأصولية والتطرف الديني، كان من صنع الرأسمالية نفسها، بل نتيجة لمرحلة المواجهة بين الرأسمالية والاشتراكية المشوهة في الاتحاد السوفييتي، وكانت ساحة المعركة، أضعف حلقات المجتمع الإسلامي، (أفغانستان)، تلك التي هزمت استراتيجية القرن التاسع عشر، وكانت الخط الفاصل بين عالمين، ساهم الجميع في خلق التخلف القيمي والأخلاقي بين عصور ما قبل الثورة الفرنسية والصناعية وبين القرون الوسطى، كانت المعركة الخطأ والمكان الخطأ، وحسب مقولة هيجل الظاهرة فإن الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية تحمل النقيض لها، قد يكون البيدق في لعبة الشطرنج بطلاً في مرحلة ما، إلا أنه قد يكون العدو في مرحلة أخرى·

أدركت القوى السياسية الإسلامية لعبة الديمقراطية، وفازت بها حسب الأصول الغربية، وكان التعامل معها ذا اتجاه مزدوج، وهذا ما حصل في أرض الصراع الدولي في فلسطين، (وأرجو أن لا أكون مخطئا) كما حصل في الجزائر، وكانت النتيجة كارثة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، إذ تناسى السيد توني بلير أن العالم في الألفية الثالثة هو عالم الصراع الإعلامي، سواء من خلال التلفزيون، أو الوسائل الأخرى، وخاصة الإنترنت، ولا أعتقد أنه لا يدرك أن هنالك اتفاقيات بين ما يجري على الواقع العالمي، وبين ترك هامش من الحرية لوسائل الإعلام لستر العورات!!!·

إلا أن الحقيقة الأساسية أن القيم العالمية، تطلب العودة إلى أن من حقوق الشعوب العالمية أن تعيش بسلام دائم، وخاصة في بؤر التوتر، سواء في العراق العريق في جذوره الحضارية التي تعود إلى حمورابي، أو في فلسطين والتي لا يريد فيها البشر أكثر من العيش بسلام في دولتين مستقلتين وقابلتين للحياة، مع تأجيل عملية الصراع، فالإنسان في غزة والقدس يرغب في أن ينام من دون خوف ورعب، والقوى التي خلقت الإرهاب، وعدم الاستقرار، لا تدرك أن الإنسان الأعزل، قادر على خلق ثورة جديدة، تمتد جذورها إلى ثورة سبار تكوس وإلى العودة إلى مرحلة ثورة الزنج، وإلى تاريخ البشرية التي وقفت ضد الظلم، وساهمت في انهيار الإمبراطوريات الظالمة المتغطرسة، فهل المعركة في سبيل قيم عالمية ستتحقق سلماً، وهذا ما تطلبه الشعوب، أم أنها بحاجة إلى ثورة جديدة ضد الغطرسة، لأن القوة الحقيقية هي قوة حقوق الإنسان، وإن البداية الأولى هي في العودة إلى القيم الإنسانية والقضاء على مبدأ القوة الغاشمة، فالقوة هي في حقيقة الأمر هي الإيمان بالحق والعدالة·

إنها مجرد تذكرة نقدمها إلى السيد بلير، لأننا لا نعتقد أن مثل هذه الحقائق تغيب عن شخص في ثقافته ،عاش وتربى في حزب عريق، وقرأ من دون أدنى شك عشرات المجلدات عن حقوق الفئات الاجتماعية، وعن حقوق الشعوب، وهو أيضاً عالم ولا يغيب عن باله أن إمبراطورية بريطانيا العظمى التي لم تكن تغيب عنها الشمس اضطرت أمام ضغوط الشعوب أن تخلي مواقعها في الشرق والغرب (بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها)، وقد لا تكون الولايات المتحدة حليفة بلير والتي تتربع على عرش الهيمنة على العالم أوفر حظاً من بريطانيا العظمى، لأن الشعوب لن تتخلى عن حقوقها وسيادتها مهما طال الزمن·

 malmutawa@albayan.ae

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

حكاية شاعر عاشق لمصر(2-2):
سليمان صالح الفهد
لماذا يمجدون الطاغية؟ :
د.عبدالمحسن يوسف جمال
نحن جميعا ألكساندرا!!:
سعاد المعجل
مهلا سيد بلير!!:
د. محمد عبدالله المطوع
شكرا كرة القدم:
ياسر سعيد حارب
سفارات وسفراء:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
تسمم صحافي!!:
الدكتور محمد سلمان العبودي
"التفكير الخالق للمعرفة":
عادل رضـا
هوية في مهب الريح:
د. لطيفة النجار
أين وزارة التربية من مدارس التعليم الخاص؟:
محمد بو شهري
مقبرة للحاضر وأخرى للتاريخ:
مريم سالم
هلا فبراير.. دعوة فرح حزينة:
على محمود خاجه
السلطة الذكورية في حضرة الموت:
د. فاطمة البريكي
النفوذ اليهودي في ألمانيا:
عبدالله عيسى الموسوي
دواوين الظل ولوبيات الناخبين.. ونواب بوطقة!:
خالد عيد العنزي*
لا يتعلم جورج بوش من تكرار أخطائه:
د. نسرين مراد