رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 ديسمبر 2006
العدد 1753

إرادة الإنسان هي الأقوى!!
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

كانت البداية صعبة جدا، ويحيط بها الكثير من التساؤلات خاصة في تلك المرحلة من مراحل تطور المجتمعات العربية، وبعد تجارب عديدة، من محاولات الوحدة، والشروع في تخطيط علمي-إلى حد ما- للتنمية في معظم المجتمعات العربية،وعلى اختلاف التوجهات الإيديولوجية،وفي ظل قمة الحرب الباردة، والحديث هنا في مرحلة السبعينات من القرن الماضي· والأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للخليج العربي تزداد يوما بعد يوم، كان الإقدام على طرح قيام دولة اتحادية بين الإمارات حلما، خيل للبعض أنه حلم عربي قديم لايمكن تحقيقه، وخاصة في منطقة ظلت تحت الاستعمار البريطاني ما يزيد عن قرن من الزمان، تم خلاله استخدام سياسة فرق تسد،وفي الوقت نفسه حاولت كل القوى أن تعزل هذه المنطقة عن مجتمعها العربي والإسلامي·

إلا أن حلم الوحدة،ظل كامنا في نفوس أبناء المنطقة، وظلت القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تنتظر اللحظة المناسبة للإعلان عن تحقيق الحلم،على الرغم من كل المعوقات، وربما حالات الإحباط، والخوف من الانتقال من مجتمع القبيلة إلى مجتمع الدولة،ومن مرحلة الرعايا إلى مرحلة المواطنة،ومن الاعتماد على الأعراف والتقاليد إلى الاعتماد على الدستور،آخذين بعين الاعتبار أن نسبة المتعلمين ضئيلة جدا، إلا من أولئك الذين كانت لديهم رؤية بعيدة المدى،سواء أكانوا من الأسر الحاكمة أم من أبناء الشعب· وحينما تلتقي إرادة السلطة السياسية مع إرادة النخبة الاجتماعية الواعية،حينذاك لا يكون هناك مجال للشك في قدوم حدث هام سيكون له أكبر الأثر في مسيرة المجتمع نحو الغد·

ستظل الأجيال الاتحادية،تحتفظ في ذاكرتها وعلى المدى الطويل ، بذكريات عطرة لتلك القيادات التي أدت دورا أساسيا في العمل من أجل قيام الدولة الاتحادية، وقد كانت البداية بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله،وبين أخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، وقد كان ذلك قبل الانسحاب البريطاني،حين قاما بإعلان اتفاقية السميح في 18/2/1968، وكانت البداية حين تلاحمت العقلية السياسية  بالعقلية التجارية، ومما لاشك فيه أن هناك العديد من الشخصيات القريبة والفاعلة في الإمارات،والتي كانت  لها مساهمة فعالة في ترسيخ  فكرة الاتحاد ومن بين الشخصيات نذكر ذلك الإنسان الذي ظل يعمل بصمت طوال أربعة عقود من أجل الوحدة،إنه السيد أحمد خليفة  السويدي - مستشار حضرة صاحب السمو رئيس الدولة، وغيره ممن كانوا من الرعيل الأول من المتعلمين الذين آمنوا بالوحدة·

كانت الرحلة طويلة في بعض جوانبها، وقصيرة بعمر التجارب لدى الشعوب والأمم·

واستطاعت قوى المؤسسين وإرادتهم الصلبة أن تخلق من أمواج البحر ورمال الصحراء نموذجا للدولة الحديثة، وفي الوقت ذاته حافظت على الوحدة والاستقرار والأمن، في منطقة مرت بالعديد من الاضطرابات، سواء أكانت متعلقة بالحرب الباردة وصراع المعسكرين أم في مغامرات عسكرية جرّت المنطقة إلى الدمار في أجزاء منها· وقد كان التوازن وعدم التدخل في شؤون الآخرين هما الخط العام للسياسة الخارجية للدولة·

إن المتابع لتطور الدولة الاتحادية على مدى الخمس والثلاثين سنة، حينما يقارن بين أيام البداية وهذه الأيام يدرك أن الإصرار على الحياة والعمل المستمر هما اللذان خلقا هذا النموذج من المجتمعات التي سخرت العائدات المالية من النفط، لنمو المجتمع ولتوفير سبل الحياة المختلفة، التعليم والصحة والسكن، والعمل، وقد ساهم الجميع  في ذلك سواء أكانوا من المواطنين أم من غيرهم من أبناء الدول العربية والإسلامية أو الصديقة·

ولعل الاحتفالات بالعيد الوطني الخامس والثلاثين, تعتبر تأكيدا للقضاء على تلك المخاوف التي برزت في البداية، وتأكيدا على أن الإماراتي بات شخصا مختلفا عما كان عليه في القرن الماضي · وإن المرحلة الجديدة من عمر الاتحاد والإنسان, تواجه تحديات جديدة، ومواجهتها مهمة من مهام القيادات  الجديدة لهذه الدولة سواء لأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد،أو لتلك القيادات الشابة من التكنوقراط، وفي الوقت نفسه للنخب  سواء السياسية أم الاقتصادية أم الاجتماعية، ومن المؤكد أن قرارات وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -رئيس الدولة، وتوجيهات وتعليمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء هي الخطوات الأولى نحو المرحلة الجديدة من المسيرة الاتحادية، نحو حياة جديدة، ومفاهيم جديدة،ودماء جديدة، هي في نهاية المطاف نتائج وثمار المؤسسين الأوائل للدولة الاتحادية·

إن الاحتفال بالعيد الوطني للاتحاد في هذه السنة يحمل في طياته الكثير من المعاني فلقد عزز الاتحاد وجوده كدولة مؤسسات متكاملة· مؤسسات عصرية بكل ما للكلمة من معنى، ولعل السعي نحو انتخاب المجلس الوطني يأتي خطوة جادة نحو إكمال المؤسسات في الدولة التي تبنى على أسس ديموقراطية تضمن مشاركة قطاعات واسعة من أفراد المجتمع بما في ذلك المرأة التي تشارك في هذا المجلس للمرة الأولى·

إن الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي، هو السمة الأساسية للشعوب التي تعمل من أجل غد أفضل، والتي تسعى لردم الفجوة بين الجميع، وإن الوطن والإنسان هما الباقيان للأبد وإن طموح إنسان الإمارات لاحدود له فهو مستمد من صحرائنا الممتدة على مد النظر، وبحارنا التي علمت إنسان الإمارات على الغوص باستمرار بحثا عن اللآلئ التي تكتنزها مياه الخليج والتي لايمكن الحصول عليها إلا بالجهد والتعب، وإنسان الإمارات آلى على نفسه أن يبذل الجهد وأن يطرق جميع أبواب العلم والمعرفة والتقدم  من أجل مستقبل أفضل له ولأبنائه وللأجيال القادمة·

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

بحرين 2006:
سعاد المعجل
المستشار الضائع:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الجمعيات الخيرية التعاونية والمراقبة الواجبة:
المهندس محمد فهد الظفيري
محطة الغاز رقم "131":
المحامي نايف بدر العتيبي
شفتوا..؟:
على محمود خاجه
رؤية جديدة:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
إرادة الإنسان هي الأقوى!!:
د. محمد عبدالله المطوع
هل تتكرر لعبة التنين؟!:
بدر عبدالمـلـك*
أمريكا.. نحلة دموية:
باقر عبدالرضا جراغ
أحلام البدون...:
طالبة حالمة
ليست "عبثية" بل "منطقية":
عبدالله عيسى الموسوي
قطر.. الجزيرة وشبه "الجزيرة" ودبلوماسية الاتجاه المعاكس:
خالد عيد العنزي*
الاستجواب والمحاسبة..:
محمد جوهر حيات
من هنا وهناك:
يوسف الكندري