رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 مايو 2007
العدد 1775

بوش: انقل تمثال الحرية!!
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

·    فوكوياما تنازل عن أطروحاته و ماركس تراجع عن الحتمية الاقتصادية و بوتين أصبح رأسمالياً

يتجه العالم في الوقت الراهن نحو الهاوية، وبشكل سريع جداً، وكأن العداد العالمي يقترب من الوصول إلى النهاية، وأية نهاية التي يساهم فيها متخذو القرار قرارهم النهائي لجر العالم نحو حرب باردة عالمية جديدة؟ إن أولئك لا يتذكرون أن العالم يعيش في القرن الحادي والعشرين، قرن قمة التقدم العلمي والتقني، في كل الحالات عالم بلا رحمة للبشرية، فقد وصلت البشرية إلى عالم لم يكن يرد حتى في الخيال، سواء في التقدم العلمي، أو التطور في عالم الاتصالات والمواصلات بل والأهم من هذا وذاك عالم الأسلحة الفتاكة تحت مسمياتها المختلفة من أسلحة فراغية إلى أسلحة ذكية، وكأن الذكاء في العالم لم يجد مجالاً يعبر فيه المبدعون عن إبداعهم إلا عبر تلك الأسلحة التي تحرق الزرع والضرع·

 لقد اعتقد كثيرون أن العالم وصل إلى ما بعد الاستعمار، وإلى عالم ما بعد الحرب الباردة التي عاشها العالم في النصف الثاني من القرن الماضي، وفي عالم ما بعد القيم المثالية، عالم الصراع من أجل البقاء، لا عالم الهيمنة، وخلق الأعداء حتى الوهميين منهم سواء من منطلق نهاية التاريخ أو صراع الحضارات، ومن سيكون المنتصر في نهاية المطاف، إلا أن المؤكد أن الخاسر الأول هو الإنسان، سواء ذلك المسحوق، أو ذلك الواقف على قمة الهرم الاقتصادي، سواء في الغرب المتقدم قيمياً وعسكرياً واقتصادياَ، أم ذلك في الشرق الذي يبحث عن سبيل حياة تليق بالإنسان وبعالم القرن الجديد بحدها الأدنى، والحالم بمجتمع الثورة الفرنسية، وبامتيازات الثورة الصناعية في زمن جديد، إنه حلم الإنسان الساعي نحو حياة تجمع بين المثل والواقعية·

وهل يعقل أن يقوم الإنسان من جديد بطرح الأسئلة التي طرحها قبل قرنين من الزمان، وهل من المنطق أن يعود إلى تلك العهود السحيقة، أياً كانت تلك الأسئلة، وليدة التطور في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية· هل عادت الحياة والتطور من جديد إلى مرحلة بداية النهضة؟, أم أن الإنسان المتحرر يحتاج إلى ثورة جديدة، ضد الاستبداد وكسر القيود التي تكبل إرادته واندفاعه نحو الحرية والتقدم؟، هل تحتاج الشعوب والأمم إلى إعلان جديد لتتحرر من قيود القوى المسيطرة، وهل تدفع الشعوب الأمم الساعية إلى التقدم والتحرر من قيود مصالح القوى الأعظم، التي تساهم في فرض تلك القيود؟، وهل سنعود من جديد إلى عهود أسطورة القراصنة؟!! وهل يشكل خلق نموذج جديد في العالم الثالث خطراً على العالم المتقدم؟ ذلك العالم الذي يرى أن اتخاذ الخطوات نحو تنمية من خلال النموذج الرأسمالي غير مسموح به، إلا من خلال السداسية المقدسة، وما عدا ذلك فهو يدخل في الثالوث السياسي والاقتصادي المحرم، أوليس هذا عالماً غريباً، ويدخل العالم النامي في الدعوة إلى التمرد؟

ألا تدرك القوى السائدة، أن تلك دعوة تحمل في طياتها دعوة إلى قادة التمرد من القوى المضادة إلى استخدام الأيديولوجية الغيبية للتدخل في هذا الصراع؟

هل من المقدر، بل من المكتوب على هذه المنطقة وعلى مدى أربعة قرون، أن تكون بؤرة للصراع العالمي، وأن تدفع شعوب وقيادات هذه المنطقة ثمن الصراع الدولي، على الرغم من أن قيادات وشعوب هذه المنطقة هي التي تدعو إلى السلام، وتعطي نموذجاً للسلام والتعايش السلمي كنموذج للتسامح على مر العصور، إن هذه البقعة من العالم هي التي انطلقت منها الدعوات إلى السلام، إلا أن القوى العظمى لا تريد لها الاستقرار؟!، تساؤلات كبيرة تطرح حينما يكون الحديث عن منطقة تمتلك مفاتيح الطاقة لهذا العالم في الحاضر كما في المستقبل·

هل المطلوب لمنطقة في مثل هذه الأهمية الاستقرار، أم الاضطراب والفوضى، وهل الفوضى هي التي تحفظ هيمنة قوة بعينها لتتحكم من خلال تلك الفوضى على مصدر الطاقة· بل وأن تنفرد في الهيمنة؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة صريحة وواضحة·

بات من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية وهي القوة التي تسيطر على العالم، سواء من الناحية العسكرية أو العلمية، قد ارتكبت العديد من الأخطاء الفادحة، خاصة في سياستها الخارجية، وتعاملها مع الأصدقاء بالدرجة الأولى، وخلقت لها أعداء في العديد من المناطق، وحتى في الداخل الأمريكي، كان العالم يعتقد إلى وقت قريب، أن مشاكل العالم ناجمة عن الصراع بين القوتين العظميين في القرن العشرين، إلا أن القرن الجديد، أكد أن ذلك الاعتقاد غير حقيقي، وأن خلق الأعداء هو وسيلة من وسائل أدوات حركة الرأسمال العالمي، وأن نظرية التسامح والعيش بسلام بين البشرية غير مرغوبة أو مطلوبة لدى ذوي الجشع، والطمع، وأن الإنسان في صورته المثالية، جزء من الحلم، أو السراب الذي يجري وراءه الحالمون في التاريخ·

ألم يقدم الإنسان الفلسطيني الفرصة لأولئك الساكنين في تل أبيب وواشنطن لإحلال السلام في المنطقة ولأكثر من مرة؟ إلا أن أولئك ظلوا رافضين، حتى لأدنى المطالب التي وصل إليها، وهي حلمه في إقامة دولة على جزء من وطنه مقابل سلام دائم، وكذلك الحال للإنسان العراقي والذي كان يحلم بوطن ما بعد صدام حسين، في كلتا الحالتين ظل القهر والقمع والاضطهاد نصيب أولئك الذين رفعوا راية السلام والاستقرار، هل المطلوب من هؤلاء أن يرفعوا راية الحرب على الرأسمالية المتوحشة، إن خلق اتجاهات متعصبة بسيط، إلا أن التحكم بها هو بمثابة المعادلة الصعبة·

لم تعد المنطقة سواء في الخليج العربي أو الوطن العربي عامة، تحتمل نزوات دعاة الحرب والدمار، ومن هنا جاءت قرارات زعماء مجلس التعاون الخليجي في الرياض لنبذ فكرة حرب جديدة في الخليج، وإن الأهم وصمام الأمان المحافظة على المصالح المشتركة لشعوب وحكومات القاطنين على ضفتي الخليج، بالرغم من كل المحاولات للدخول في أجواء حرب جديدة، ألا تدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن رايات السلام، والتعايش بين مختلف الحضارات والديانات والأمم، هي صمام الأمان في ظل السلاح النووي، وأن لا طريق للسلم العالمي إلا في أن يتم ردم الفجوة بين الشرق والغرب·

ويبرز في هذه اللحظة الصديق اللدود، رافعاًَ كارته الأحمر في وجهي، قائلاً، ماذا تريد أن تقول بعد؟· جوابي على هذا الإنسان المزعج دائماً، هو أننا نريد أن تعيش البشرية بسلام، وأن تدرك الرأسمالية المتوحشة أن "فوكوياما" قد تنازل عن أطروحاته، وأن ماركس قد تراجع عن الحتمية الاقتصادية، وأن بوتن أصبح رأسمالياً، لكنه يحارب هيمنة الصهيونية على العالم، وهو بذلك قارئ جيد لشكسبير· ذلك الأديب الانجليزي الرائع، وأن الخليج العربي هو النموذج للتعايش بين مختلف الثقافات والأمم والديانات·

لا نريد للإنسان العربي، أن يترحم على أيام الدكتاتورية، بكل الأشكال، ولا نريد للإنسان أن يتعلق بحلم عالم الصراع بين المعسكرين، بل المطلوب أن تتوفر كسرة الخبز للجميع، وأن يقول الإنسان رأيه بحرية، وأن يعود إلى أسرته في نهاية اليوم، وأن يتحقق حلم الفلسطيني في أن يحمل جواز سفر عليه شعار دولة فلسطين، وأن ينام الأطفال في تل أبيب من دون خوف، وأن يتعايش العراقيون بسلام بعيداً عن الطائفية والعرقية في دولة واحدة يقتسم مواطنوها ثرواتهم بعدل وإنصاف، فهل هذا الحلم مستحيل يا سيد بوش!! أم أن تمثال الحرية بحاجة أن ينقل إلى مكان آخر·

*رئيس وحدة الدراسات - البيان

 malmutawa@albayan.ae

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

الحالة الفلسطينية: من الثورة إلى الرضوخ لشروط مميتة:
د. نسرين مراد
المواطنة الاقتصادية الخليجية:
مريم سالم
الغارقون في السياسة:
ياسر سعيد حارب
نحن لانستحق صفة الإنسانية:
الدكتور محمد سلمان العبودي
إشكالية الثقافة:
د. لطيفة النجار
كيف نسكت ضوضاء نفوسنا:
د. فاطمة البريكي
لبنان.. لا تتركوه وحيدا!:
سليمان صالح الفهد
النضج السياسي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
"إلا المجلس"!:
سعاد المعجل
النائب "أبو القنادر":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
أبحري يا سفينة الحمقى!:
فهد راشد المطيري
لقد اقترب الفرج:
فيصل عبدالله عبدالنبي
عندما يتحرك الشباب:
محمد بو شهري
خليفة علي:
على محمود خاجه
اتحاد عمال البترول:
المحامي نايف بدر العتيبي
الأمم المتحدة بين الأمس واليوم:
آلاء عادل الهديب
59 عاما على نكبة فلسطين(1):
عبدالله عيسى الموسوي
مجتمع منزوع الدسم:
علي عبيد
وزراء الكويت..
تحية إلى شرفاء الأمة..
على الإصلاح السلام..:
محمد جوهر حيات
بقالات..
ثنائية اللغة!:
علي سويدان
بوش: انقل تمثال الحرية!!:
د. محمد عبدالله المطوع