بعد أن أدخلت الحكومة ووزراء التأزيم "إياهم" البلاد بأزمة حقيقية نتج عنها حل مجلس الأمة وتعطلت الحياة السياسية دستوريا ولفترة بسيطة، ووقف الشارع الكويتي بجميع فئاته مع نواب الشعب الإصلاحيين إلى أن تم إقرار "الدوائر الخمس"·· فمن الطبيعي والمنطقي أن يتبادر الى الذهن·· السؤال المهم ماذا بعد تعديل الدوائر؟ وما هو المطلوب من الحكومة والمجلس في الأيام القادمة؟·· وهل انتهت المشاكل التي تعاني منها البلاد بعد أن "خلصت" الدوائر أم لا؟!
في تقديري إنه بالطبع لا·· فالجميع كان ينادي ويقول إن تعديل الدوائر هو المدخل الرئيسي للإصلاح·· إذا هو "المدخل" يعني أن هناك قضايا وملفات أخرى عالقة يجب إصلاحها لكن المهم في هذه المرحلة هو تعديل الدوائر·· وقد تم·
الحكومة باعتقادي لا يجب التعويل عليها في شيء نهائياً ولا يمكن أن نترجى من مثل هذه حكومة شيء على اعتبار أنها لم تتغير فهي الحكومة المشؤومة نفسها التي عارضت التعديل وذهبت الى المحكمة الدستورية·· ونحن شخصيا لا نثق بهكذا حكومات ليس لديها خطة ولا منهج ولا برنامج عمل تسير عليه وأجزم بأنها ستدخل البلاد أيضا وبعد فترة ليست بقصيرة بأزمة أخرى، فهناك عناصر من داخلها وخارجها تريد تخريب البلد والديمقراطية بل تريد أن نكفر الناس بشيء اسمه "مجلس أمة" وما قصة الموافقة على تعديل الدوائر الى خمس إلا لذر الرماد في العيون وهو قربان قدمته الحكومة للمجلس وإلا ما الذي تغير في ليلة وضحاها لتوافق الحكومة وبتلك العجلة وهذه الأريحية على ذلك التعديل؟!
أما مجلس الأمة فعلى الرغم من وجود أعضاء "وهم قلة" محسوبين على بعض رموز الفساد ووزراء التأزيم سابقا والشعب والشارع يعرفونهم جيدا إلا أن الغالبية العظمى من أعضائه صالحون والمطلوب منهم الكثير على اعتبار أنهم جاؤوا وفق رغبات وطموحات وآمال الشارع ويقع على عاتقهم تنشيط وإعادة عجلة التنمية الى البلاد·· فهناك ملفات قادمة وساخنة فمشاريع مثل حقول الشمال والبدون وتنشيط الاقتصاد والاستثمار والبطالة والتوظيف والاهتمام بالبنية التحتية والإسكان كلها ملفات عالقة يجب معالجتها على أسس سليمة تحقق مصلحة البلد والشعب في آن واحد وتعود بالفائدة والنفع على الجميع·
وأخيرا وهو الأهم إن على رئاسة مجلس الأمة دوراً عظيماً وعلى السيد جاسم الخرافي أن يتعامل بطريقة وآلية عمل مختلفة عن السابق وعليه أن يقرأ ويراجع نفسه كثيرا فهناك مجاميع عديدة وناس كثر كانت ضده وهناك "28" نائباً ضد ترؤسه لتلك المؤسسة وهم ليسوا ضد جاسم الخرافي كجاسم الخرافي فهو ابن أسرة عريقة وكريمة ولكنهم ضد طريقة وأسلوب عمل جاسم الخرافي في إدارة الجلسات وضد معالجته لبعض القضايا المهمة والجوهرية مع الحكومة·
* * *
هاليبرتون
على عاتق أعضاء مجلس الأمة مهمة جسيمة فيما يتعلق بقضية هاليبرتون ويجب متابعة هذا الملف وعدم إهماله ومحاسبة من ضيع وبدد وأهمل وتصرف من دون وجه حق وأعطى الأوامر الى القائمين على التسويق العالمي بالتعاقد مما نتج عنه ضياع أموال عامة ومبالغ ضخمة من ميزانية المؤسسة والدولة ويجب ألا يغلق هذا الملف بخروج الوزير المعني· |