رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 يوليو 2006
العدد 1738

���� �������
في البداية أود أن أعبر عن عميق الحزن والأسى لما يحصل في بلدنا الشقيق لبنان من انتهاك وتدمير لهذا البلد الجميل هذا البلد الذي تركته منذ شهرين حيث الجمال والإبداع لخلق مناطق حسنة تسر الناظرين·
أما اليوم يشهد لبنان القتل لنفوس بريئة والتدمير لبنيان جميل عمرته سواعد ونفوس قوية لوضع لبنان كدولة حضارية يستنشق منها عبير الحرية المفقودة في الكثير من بلداننا العربية اليوم لبنان يواجه الآلة العسكرية الإسرائيلية بكل وحشيتها وجبروتها،
كمواطنة كويتية كنت فرحة بالموقف الأمريكي إزاء الغزو العراقي الغاشم على الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 م، فهذا الموقف جعلني أغفر للسياسة الأمريكية الخارجية كل خطاياها في وطننا العربي الكبير· لكن بعد أحداث سبتمبر عام 2001 م، بدأت أعيد النظر بالإعجاب بهذه السياسة بعد عدوانها الوحشي واللا إنساني على أفغانستان حيث أصبحت بنظري دولة إرهابية فالإرهاب سياسة.
دوي الأفكار
بمختلف مذاهبها ومشاربها وتياراتها وانتماءاتها نلاحظ في الكثير من التظاهرات التي خرجت مؤيدة للمقاومة اللبنانية، أنها ترفع صور السيد حسن نصر الله وأعلام حزب الله، وهذا أمر طبيعي في أمة تفتقد للقائد الذي يحقق لها النصر ويرسم لها استراتيجية النهوض من حالة الانكسار والهزيمة،
بعدما كانت اللحية دليلا على الوقار والتدين أصبح البعض وللأسف الشديد يستغلها كستار للكذب والتزييف والنفاق والتناقض، وما زال الكثيرون يخدعون بهذا الستار الزائف الذي يتغطى به البعض لنفث سمومهم وشرهم في النفوس، ولكي لا يفسر كلامي بأنه هجوم غير مبرر فسأسوق بعض الأمثلة التي تثبت وجهة نظري.
هل من الممكن أن يتحقق المستحيل ويرفض مجلس الأمة الكويتي الذي انتخب لتعزيز الإصلاح والقضاء على الفساد، هل من الممكن أن يرفض منحة المائتين دينارا التي ستدفعها الخزية العامة -وليس الحكومة كما يقال - للمواطنين، هل يملك أعضاء مجلس الأمة الذين نجحوا في انتخابات حامية ضد سراق المال العام ومبددي ثروة البلاد أن يحافظوا كما ادعوا على الثروة الوطنية وان يحموها من العبث والاستغلال.
* انهالت على العبدالله المكالمات و"المسجات" المتمحورة حول ضرورة مغادرته لبنان المجاهد الصامد فورا ومن دون تلكؤ أو تردد!
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما جدوى النصيحة الجاهزة، والموعظة الوارمة بالحكمة، إثر وقوع البلية والمصيبة والمحنة؟! والسؤال موجه - بالتحديد - الى أولئك الذين شرعوا بمطالبتي بالخروج من لبنان في التو والحين!
إن أهم ما يميز الإنسان، كما يقول أحد فلاسفة المغرب العربي، هو قدرته على ممارسة فعل التجاوز؛ ويقصد هنا بالتجاوز قدرة الإنسان على الاختزال، الفحص والمعاينة، الترميز والتفاعل الرمزي، بمعنى آخر قدرته على التفاعل الثقافي وخلق أرثه الثقافي الذي يميزه عن غيره ممن يقيمون في هذا العالم، أي ما يجعله يتخطى ويتجاوز الشروط الحيوانية للبقاء،
آفاق ورؤيـــة
كان العالم مخدوعا بما يسمى بالشرعية الدولية ومخدوعا بأن هناك نظاماً دولياً حقيقياً يدير العالم من خلال احترام القوانين والمواثيق وحقوق الإنسان، ولكن الاعتداء الصهيوني على لبنان وقيام الطائرات الإسرائيلية وبدعم سياسي وعسكري كامل من الولايات المتحدة ويهدم البنية التحتية للبنان والعالم ساكت ومجلس الأمن لا يستطيع أن يقرر شيئا وبوش يعطي ضوءاً أخضر لإسرائيل لمواصلة اعتداءاتها
في هذه اللحظات التاريخية من الصراع العربي - الإسرائيلي والتي تؤكد على أنه سيستمر لفترة طويلة، ما لم يدرك الجميع ان أرواح الأبرياء ليست للبيع، وان الخمسة عقود من الحرب، قد تستمر إلى ما لا نهاية، فلا العرب أو الإسرائيليون قادرون على وضع نهاية لها من خلال نصر مؤكد وحازم يحققه طرف على الطرف الآخر.
مازلنا والعالم نتابع بذهول جرائم إسرائيل المنكرة على أرض لبنان وفلسطين، فإسرائيل تواصل مجازرها وعربدتها بما جبلت عليه من استهانة لا نظير لها بردود الفعل العالمية الرسمية والشعبية؛ مدعومة بمباركة أمريكية، ومحمية بفيتو أمريكي يعطيها أنى شاءت الضوء الأخضر لتواصل جرائمها على مرأى من العالم ومسمع،
اتسعت خارطة العدوان "الإسرائيلي" البربري، وتجاوزت عملياته العسكرية حدود فلسطين التي صرخت وصرخ من فيها مستغيثين بشعوب العالم وحكوماتهم ليقولوا كلمة حق توقف العدوان الغاشم عليهم ولكنهم لم يسمعوا سوى صوت الصمت، وها هم أولاء إخواننا في لبنان الآن يشربون من الكأس ذاتها التي شرب منها إخوتهم الفلسطينيون قبلهم دون أن تطرف عين أحد وهو يرى ما حلّ بهم من ظلم وقهر ودمار لا حدود له.
رغم أن الإعلام الغربي والساسة الغربيين، وحتى بعض المؤسسات الإعلامية العربية والساسة العرب، قد تذرعوا بأن الحرب الدائرة في لبنان هذه الأيام قد تسببت فيها حادثة اختطاف الجنديين الإسرائيليين، إلا أن العارف بالمخططات الإسرائيلية والغربية يعرف أن هذه ذريعة غير حقيقية وأن إسرائيل قد تحججت بها لتمرير مخططاتها،
يقول الحق تبارك وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله، لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم" صدق الله العظيم (174 - آل عمران)·
بعد أن أدخلت الحكومة ووزراء التأزيم "إياهم" البلاد بأزمة حقيقية نتج عنها حل مجلس الأمة وتعطلت الحياة السياسية دستوريا ولفترة بسيطة، ووقف الشارع الكويتي بجميع فئاته مع نواب الشعب الإصلاحيين إلى أن تم إقرار "الدوائر الخمس"·· فمن الطبيعي والمنطقي أن يتبادر الى الذهن·· السؤال المهم ماذا بعد تعديل الدوائر؟ وما هو المطلوب من الحكومة والمجلس في الأيام القادمة؟·· وهل انتهت المشاكل التي تعاني منها البلاد بعد أن "خلصت" الدوائر أم لا؟!
"أبو شميس" ما غيره صاحبنا اللي عنده مزرعة، ويطلب بدعم الأعلاف لأغنامه، طبعا إلى الآن لم يتلق الدعم، ولكنه مسرور من ذكر اسمه وطلبه في الجريدة، ويبدو أنه مستمتع بنشر شكواه، كلمني مرة ثانية ويريد أن ننشر له بعض مطالبه وملاحظاته،
قضيتنا المركــزية
تعتبر مسألة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من قراهم ومدنهم في الفترة ما بين عامي 1947م و1967م من أهم القضايا الشائكة في أية مفاوضات تتعلق بالحل النهائي للصراع العربي - الإسرائيلي·
فالعصابات الصهيونية ومن بعدها الجيش الإسرائيلي مارست أبشع صنوف الإرهاب وطردت قرابة مليون فلسطيني من أرضهم التاريخية في واحدة من أبشع جرائم التهجير الجماعي في القرن العشرين.