1 - ديوان المحاسبة: لسنا من القانونيين وبالتالي لا يجوز لنا الإفتاء في مسألة ديوان المحاسبة ومدى استقلاليته عن مجلس الأمة، ويا ليت الإخوة القانونيون يفسرون لنا هذا الموضوع حتى يمكن تشكيل رأي عام "قانوني مستنير"· مسألة إلحاق أو تبعية الديوان للمجلس تحتاج الى توضيح دستوري لمعنى الاصطلاحين (إلحاق، تبعية) وهو ما نعتقد أنه سيوضح طبيعة استقلالية الديوان عن المجلس وعما إذا كانت - الاستقلالية - تامة أو منقوصة· والحق - من وجهة نظرنا - أن كلا الاصطلاحين لا يعنيان استقلالية تامة وإن كان الإلحاق أكثر استقلالية من التبعية، وعلى كل حال ليس هذا بيت القصيد فالموضوع الذي أثير مؤخرا بشأن علاقة الديوان بالمجلس له علاقة وثيقة بموضوع "تضارب المصالح"، قضية تضارب المصالح ربما كانت من أكثر القضايا إثارة للجدل سواء على المستوى البرلماني أو الشعبي، ولعل موضوع عدم جواز الجمع بين عضوية المجلس وعضوية مجلس إدارة الشركات التجارية كان أبرز مثال على قضية تضارب المصالح، وهنا لا بد من الإشادة بموقف بعض النواب الذين طلبوا من المجلس البت في شرعية العضوية والاستماع لآراء دستورية من خارج المجلس للوصول الى الرأي الدستوري السليم، ويبقى - في تقديرنا - رأي المحكمة الدستورية لوضع حد لهذا الجدل غير الصحي·
2 - قرار التربية: بعد التصريح الشهير لوكيلة وزارة التربية المساعدة للتعليم العام بأن "المسألة بسيطة، لا ميزانية لتوفير مدرسين أكفاء"، و"ليقل الإسلاميون والليبراليون ما يشاؤون فالقرار في النهاية للتربويين"، أصدر وزير التربية والتعليم العالي الجديد قرارا بحظر التصريحات الإعلامية والصحافية على جميع المسؤولين في الوزارة سواء كانوا قياديين أو غيرهم واقتصارها على الوزير والوكيل، والسبب - كما يقول الوزير - يتعلق برغبته في إبعاد الوزارة عن التصريحات المتناقضة بين المسؤولين، ما لم يقله الوزير هو أن مثل هذه التصريحات قد تقود الى منصة الاستجواب·
3 - مقاضاة الإرهاب: العم الفاضل يوسف الحجي رئيس الهيئة الإسلامية الخيرية ونائب رئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، شخصية غنية عن التعريف نكن لها كل الاحترام والتقدير، إلا أن تصريحه الأخير في الكلمة التي ألقاها في اجتماع هيئة رئاسة المجلس الإسلامي في القاهرة تحتاج لبعض المراجعة، العم الفاضل قال إن المؤسسات الخيرية الإسلامية ستقاضي من ينعتها بالإرهاب، وأكد على حق هذه المؤسسات قانونيا في المطالبة بحقها في التعويضات المعنوية والمالية·· كلام سليم لكن، ليسمح لنا شيخنا الجليل بأن نقول إن من وصف معظم المؤسسات الخيرية الإسلامية بالإرهاب هو أمريكا وحلفاؤها وبالتالي لا بد من مقاضاتهم وفقا للقوانين الملزمة لهم، فإذا عرفنا أن أمريكا وحلفاءها يشنون حربا ضد الإرهاب - بحسب تعريفهم له - فإن مثل هذا الإجراء قد يؤدي الى المزيد من الخسائر، والأجدر بالمؤسسات الخيرية الإسلامية مقاضاة من تسبب في الإرهاب والإساءة لسمعة العمل الخيري الإسلامي·
4 - مبادرة السلف: بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية أطلقت الحركة السلفية المحلية مبادرة لدعم حماس ماديا ومعنويا تضامنا مع الشعب الفلسطيني (بعد خسارة العلمانيين والليبراليين!)، وهي (المبادرة) شبيهة الى حد كبير لما قامت به الحركات القومية في السابق من جمع للتبرعات والاستقطاعات وخلافه، يبقى أن تفهم السلفية أن حماس وإن قالت إنها لن تغير من ثوابتها إلا أنها تسعى الى هدنة طويلة مع إسرائيل والتي تريد هي الأخرى هدنة - بحسب شروطها - وإن طبيعة هذه الهدنة سوف تحدد ما إذا كانت حماس ستفشل ويذهب ريحها أم تنجح وتفوز إسرائيل، والسبب في ذلك أن حماس تحتاج الى كبح جماح القوى الفلسطينية المسلحة الأخرى في الساحة الفلسطينية (فتح، الجهاد··) حتى تستطيع فرض الهدنة، كما أنها تحتاج الى وقف إسرائيل لمخططها الشاروني في الوقت نفسه، وكلها أمور في غاية الصعوبة إن لم تكن مستحيلة وبالتالي سوف تقترب حماس من موقف فتح إذا ما أرادت الصمود·
5 - الفتنة الطائفية: الفتنة الطائفية والحرب الأهلية في الشمال تكاد تكون قاب قوسين أو أدنى من الاشتعال (إن لم تحدث فعليا) وهي إن اتسعت فلن تبقي ولن تذر وسوف تزعزع أمن واستقرار دول المنطقة (وربما أبعد من ذلك)·· يبقى أن يدرك العقلاء في المنطقة بشكل عام والبلاد بشكل خاص أن الوحدة الوطنية هي طوق النجاة وأن السبيل إليها (الوحدة) يمر عبر الديمقراطية ولغة الحوار بدلا من الخلاف ولغة التكفير والنار·
wejhat-nazar@hotmail.com |