أن يذهب بعض "المستقلين" أو غيرهم من أعضاء المجلس الى حضرة صاحب السمو الأمير للمشورة أو غيره أمر مفهوم باعتبار أن سموه رئيس الدولة، لكن أن يذهبوا (المستقلين وغيرهم) الى رئيس الحكومة لترتيب الأمور أو غيره أمر غير محمود خصوصا مع وجود رئيس للمجلس ولجان مختصة في المجلس فضلا عن صحافة - في مجملها - تعكس الرأي العام الشعبي السائد مما يعني أن جميع القنوات الرسمية ميسرة وبالتالي لا حاجة لمثل هذه الاجتماعات "الضيقة" خارج بيت الأمة· التعاون بين السلطات أمر مطلوب دستوريا (المادة 50)، لكن هذا التعاون لا يكون إلا وفقا لأحكام الدستور الذي حدد اختصاص السلطات بشكل عام، أما الحديث عن ضرورة التنسيق فهو أمر مرده الى مبدأ الفصل بين السلطات حيث لا يجوز لأي سلطة التنازل عن كل أو بعض اختصاصها، الحكومة الجديدة أكدت أنها لن "تشذ" عن الحكومة السابقة وبالتالي فالأولويات واحدة وهي في مجملها تصب في خانة الإصلاح الاقتصادي - كما تراه الحكومة - أما الإصلاح السياسي المطلوب شعبيا فهو ليس من الأولويات الحكومية بالأساس (كما جاء في بيان الحكومة السابقة) وبالتالي فإن الحديث عن موضوع حقول الشمال يبقى مفهوما حتى وإن كان غير مقبول أن يتم خارج بيت الأمة (ناهيك عن حساسية الموضوع)، لكن الحديث في موضوع الصحافة أو تعديل الدوائر أمر غير مفهوم وغير مقبول في الوقت ذاته كما أنه يثير الكثير من علامات الاستفهام حول تحركات الحكومة ونواب الموالاة!·
الإخوة المستقلون - هداهم الله - لم يكتفوا بالممارسات غير الحميدة المذكورة آنفا بل راحوا يزايدون في شأن توزيع المقاعد النيابية في حال تقليص عدد الدوائر الحالية (كما هو مطلوب شعبيا) بحيث يكون التوزيع وفقا للكثافة السكانية·· ونكرر ما قلناه سابقا في هذا الشأن: صغر تعداد السكان، والأخذ بنظام المجلس الواحد، وعدم وجود آلية للحرص على النزاهة، وعدم وجود الإحصاءات الديمغرافية الشفافة للسكان، بالإضافة الى تفشي الفساد بكل صوره، كل هذه المعطيات تقتضي في هذه المرحلة توزيع المقاعد النيابية بالتساوي على الدوائر·
في موضوع قانون المطبوعات والنشر الجديد الذي يقيد حرية الرأي والتعبير "بالمحظورات الضبابية" ويبقى "الشباك" مفتوحا! لإدخال عقوبة السجن (بقانون الجزاء)، ويحول الرقابة من ذاتية مسؤولة الى مادية مقيدة·· ومع كل ذلك يطالب الإخوة المستقلون بإدخال بعض التعديلات التي من شأنها تغيير القانون المذكور الى قانون للمحظورات! بدلا من المطبوعات·
المستقلون عن الأمة وطموحاتها - كما يبدو - لا يجوز لهم استغلال الأمة مرة أخرى في عام 2007·
wejhat-nazar@hotmail.com |