"الإرادة الحقيقية للأمة" هي بالتأكيد مغيبة وفق الـ 25 دائرة انتخابية وغيرها من أساليب التغييب التي تمارس على هذه الأمة، والـ 50 "نائب" الذين يأتون الى مجلس الأمة وفق هذه التقسيمة لا يمثلون سوى الفئة أو القبيلة أو الطائفة التي سهلت لهم الوصول الى المقعد النيابي ولا يمكن - بحال - وصفهم بأنهم ممثلون عن الأمة بأسرها (مع احترامنا للبعض)· لمصلحة من يتم تغييب إرادة الأمة؟! ولماذا تعجز الأمة عن استعادة وعيها وإرادتها؟· لاشك بأن قوى الفساد والاستبداد هي المستفيد الرئيسي من تغييب إرادة الأمة لتستطيع أن تعيث بالأرض فسادا، فتميز بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وتعبث بالثروات وتصادر الحريات·· وتختطف الوطن، عندما تصبح الواسطة هي الأصل والقانون هو الاستثناء فقد تم التمييز في الحقوق والواجبات، وعندما يبدأ التصرف بالثروات الوطنية مع مجلس فاقد للشرعية الدستورية فقد تم العبث بالثروات، وعندما لا تكون الأمة هي بحق مصدر السلطات جميعا فقد تمت مصادرة الحريات·· وعندها يكون قد تم - بالفعل - اختطاف الوطن!!·
لماذا - والحال كذلك - تعجز الأمة عن استعادة وعيها وإرادتها؟ لا شك بأن بعض الموروثات الاجتماعية البالية والتأويلات الدينية "الضيقة" تضعف الأمة وتحد من عزيمتها، لكن الأموال "الريعية" الحكومية والممارسات الرمادية لقوى الفساد تكاد تصيب الأمة بالشلل وتسلب إرادتها وهويتها الدستورية· "انتفاضة الدوائر" في ساحة الإرادة أعادت الأمل في استرجاع الإرادة والهوية، فقد وقف الكبير مع الصغير والتاجر مع الفقير والمرأة مع الرجل والحضري مع البدوي والسني مع الشيعي وهتفوا: "نبيها إصلاحية"·· فرحل المجلس وبقيت الإرادة والهوية·· والأرجح أن للانتفاضة بقية·
wejhat-nazar@hotmail.com |