1 - الكويت اليوم تحاول إنعاش "روح الدستور" الأصيلة بعد أن مرت على البلاد رياح غير مستقرة كادت أن تعصف بأمن واستقرار البلاد والعباد لولا عناية الله ثم وجود الدستور وتمسك الكويتيين - حكاما ومحكومين - بهذه الوثيقة الوطنية التي تشكل حجر الأساس لأمن الوطن، وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة التي بذلت منذ ما يزيد عن الـ 43 سنة لإبقاء هذه الوثيقة المهمة بعيدة عن بؤرة الاهتمام الشعبي إلا أن الأحداث الأخيرة جاءت لتسلط الأضواء عليها من جديد ولتؤكد المرة تلو الأخرى على دورها الأساسي في حياة الأمة· المطالبات الشعبية الحالية مثل تكريس مبدأ فصل ولاية العهد عن رئاسة الحكومة، إشهار الأحزاب تمهيدا لتشكيل الحكومة الشعبية، المزيد من ضمانات الحرية والمساواة، كل هذه المطالبات يمكن اعتبارها مطالبات لإعادة الروح الى الدستور· المذكرة التفسيرية تقول في ختام تفسيرها للتصور العام لنظام الحكم في الكويت: "وفي النهاية فالمسألة قبل كل شيء مسألة ملاءمة سياسية، تعبر عن واقع الدولة وتتخير أقدر الأصول النظرية على التزام الحد الضروري من مقتضيات هذا الواقع" انتهى، وحتى تبقى هذه الجملة صالحة لواقع اليوم أكد المشرع على أن "الأحكام الخاصة بالنظام الأميري للكويت وبمبادئ الحرية والمساواة المنصوص عليها في هذا الدستور لا يجوز اقتراح تنقيحها، ما لم يكن التنقيح خاصا بلقب الإمارة أو بالمزيد من ضمانات الحرية والمساواة" المادة (175) من الدستور·
2 - لا يوجد إنسان عاقل يرضى بالإساءة الى مقدسات إنسان آخر، فما بالك إذا كانت الإساءة موجهة الى دين بأكمله يعتنقه الملايين من البشر، هذا بالضبط ما فعلته الرسومات الكاريكاتيرية الدنماركية، ومهما تكن الدوافع أو المبررات لمثل هذه "الفعلة"، تبق (المبررات) ناقصة وغير مقبولة· الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - والإسلام شيء وما يفعله بعض المسلمين! "الزرقاويين" شيء آخر، يبقى التذكير بأن الدعوة الى مقاطعة البضائع الغربية غير مجدية على المدى البعيد لأنها بكل بساطة لن تغير تفكير الغرب بالإسلام والمسلمين والأجدر بنا كمسلمين توضيح الرسالة المحمدية للبشرية بالحكمة والقدوة الصالحة·
3 - يبدو أن الجميع يطلب من "حماس" التخلي عن ثوابتها حتى يستطيع العالم التعامل معها متناسين أن حماس لا تستطيع أو بالأحرى لا يحق لها تغيير الثوابت التي تم انتخابها من أجلها ولو فعلت ذلك لفقدت المصداقية وبالتالي الشرعية· حماس تقول إنها لن تعترف بإسرائيل ولكنها مستعدة لمناقشة "هدنة طويلة" حتى تتمكن من معالجة المشكلات المعيشية الطاحنة للشعب الفلسطيني وما أكثرها· إسرائيل تدرك تماما هذا التوجه "الحماسي" بل لربما التقت مع حماس في رغبتها في الهدنة الطويلة لالتقاط الأنفس، لكن شكل هذه الهدنة - إن تمت - سيحدد ما إذا كانت حماس ستفشل ويذهب ريحها أم تنجح وتنتصر إسرائيل!
wejhat-nazar@hotmail.com |