1 - يتفق الجميع على أهمية تطبيق القانون على الجميع من دون استثناء كما قال الشيخ صباح الأحمد في مجمل تعليقه على كلمة وكيل وزارة الداخلية الفريق العثمان حول المشاريع الأمنية المهمة التي تصب في خانة صيانة الأمن الداخلي من احتمالات انعكاس الأحداث السياسية والأمنية في المنطقة على الوضع المحلي· تطبيق القوانين الموجودة - وما أكثرها - يتقدم على تنفيذ المشاريع الأمنية المزمع إنجازها على حساب خصوصيات المواطنين والمقيمين، كما هي الحال في مشروع البصمة الوراثية· مشروع تحديد الهوية البيولوجية للناس أمر في غاية الحساسية من المنظور الاجتماعي (خصوصا أنه قد يؤدي الى تفكك الروابط الأسرية والاجتماعية!)·· ثم إنه وفي جميع الأحوال عديم الجدوى إن لم يطبق القانون على الجميع من دون استثناء·
2 - ليت النائب المحترم د· ضيف الله بورمية اكتفى بالمقارنة بين جهود الحكومة في موضوع إسقاط المديونيات الصعبة عن فئة التجار والمتنفذين من جهة والتلكؤ الحكومي في موضوع إسقاط المديونيات الصعبة عن الفقراء وأصحاب الدخل المحدود من جهة أخرى·· لو اكتفى بتلك المقارنة لقلنا وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب·· لكن قوله "التهديد بالحل لن يثنيني ويثني الشرفاء عن المطالبة بإسقاط الديون" لنا عليه الكثير من الملاحظات· أولا لأن التهديد بالحل لن يثني الشرفاء أو غيرهم! عن المطالبة بما يرون أنه حق لأن الحل أمر محسوم دستوريا· ثانيا وصف المطالبين بإسقاط الديون بالشرفاء يسيء لأصحاب الرأي الآخر المعارض!
3 - عن أعمال الشغب التي حصلت في فرنسا تقول صحيفة السفير اللبنانية "·· وما حصل خلال الأيام الماضية ليس جديدا، وإنما حجمه هو الجديد، وذلك أن فرنسا عرفت على مدى الأشهر العشرة الماضية إحراق أكثر من 28 ألف سيارة، وألف عمل عنفي، و442 اشتباكا مع رجال الشرطة و3832 اعتداء على أجهزة الأمن وقوات النجدة" انتهى· هذا التعليق يشير الى أن أحداث الشغب لم تكن جديدة على المجتمع الفرنسي ولكنها بدأت بالتصاعد بشكل حاد بعد التصريح الشهير لوزير الداخلية ساركوزي عن عزمه على تنظيف الضواحي من "الأوباش والحثالة" - كما تناقلته الصحف العالمية، تصريح السيد الوزير خلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح في تلك الضواحي الفقيرة التي يقطنها المهاجرون العرب والمسلمون والأفارقة الذين يعانون من البطالة والتهميش والعنصرية والتي ساعدت بدورها على انتشار المخدرات والعنف والسرقة والانفلات الأمني بشكل عام· بطبيعة الحال لا يمكن أن يكون أكثر من 5 ملايين مهاجر كلهم من الحثالة ولا بد أن تكون الغالبية العظمى منهم من المواطنين الفرنسيين الصالحين الذين يرفضون أعمال الشغب كما أنهم يدركون في الوقت ذاته أن الحل الأمني وحده لن يكون مجديا ما لم ترافقه الحلول الجدية للحد من البطالة والتهميش والعنصرية· هذه الأحداث تلفت الانتباه الى معاناة ما يسمى بالبدون وبعض العمالة الوافدة التي بدأت منذ مدة بالتعبير عن سخطها على ما يمارس ضدها من هضم للحقوق وبطالة وتهميش وعنصرية· ولنا في أحداث فرنسا عبرة لأولي الألباب!·
4 - قالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للدبلوماسية والشؤون العامة كارين هيوز (المكلفة بتنفيذ الاستراتيجية الشاملة لتحسين صورة أمريكا في العالم): "الاستراتيجية الشاملة للتصدي للجهود الرامية لتشويه سمعة الولايات المتحدة تركز على وضع رؤية تفاؤلية للمستقبل وللترويج لنشر الحريات والديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي"· انتهى· كلام جميل ولكن·· ألا يجدر بأمريكا بعد مرور 4 سنوات من بدء حربها على "الإرهاب" أن تعمل على صيانة مبادئها وقيمها الديمقراطية والتخلص من وصمة "غوانتنامو وأخواتها!" أولا حتى لا تستخدم كذريعة للتشكيك بمصداقيتها·
wejhat-nazar@hotmail.com |