رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15 شعبان 1425هـ - 29 سبتمبر 2004
العدد 1647

يعيش سيبويه.. يسقط الإسفاف!
رضي السماك
* ???? ??????

لا يختلف اثنان اليوم على أن اللغة العربية باتت تواجه أزمة حقيقية آخذة في التفاقم، ومنذ مطلع العقد الأخير من القرن الماضي الى يومنا لم يشهد الإعلام العربي طوال تاريخه الحديث هذا السيل المتدفق من الدراسات والبحوث والكتابات التي تستغيث بالغيورين على اللغة لإنقاذها من الضياع أو من أجل تطويرها لتواكب تحديات وروح العصر والاحتياجات اليومية المستجدة والمتغيرة كما شهده الإعلام خلال هذه الفترة·

إذ لا يكاد يمر يوم دون مقال ينشر في هذه الصحيفة أو تلك، أو دون دراسة تنشر في هذه الدورية أو تلك، أو دون ندوة أو مؤتمر ينظم في هذه العاصمة العربية أو تلك، أو دون برنامج تخصصه هذه القناة الفضائية أو تلك لهذا الغرض·

الأزمة إذن حقيقية وذلك السيل المتدفق من المقالات والدراسات والندوات والمؤتمرات في مختلف وسائل الإعلام وفي مختلف الأماكن يعكس تماما الاستشعار بوجودها والقلق المتزايد من استفحالها·

لكن الإقرار بالأزمة والاعتراف بها من قبل الأدباء والمثقفين وأساتذة اللغة المعنيين شيء وشروع بعضهم بالانفراد في هدم أساسيات منهجها وقواعدها المتعارف عليها منذ قرون دون توافق المختصين والأساتذة اللغويين العرب على إحلال منهج جديد للنحو شيء آخر مختلف تماما حتى إن ابتغوا من ذلك تطوير اللغة·

وعلى سبيل المثال فإن البحاثة التراثي والسياسي العراقي الراحل هادي العلوي كان من بين من أعدوا دراسات وبحوثا رصينة حول أزمة اللغة في طورها الراهن ثم انفرد باتباع نهج لغوي جديد وضعه بنفسه وسار عليه في الكثير من بحوثه وكتاباته لعل الآخرين يقتدون به، لكنه وقع في يد الباحث الفلسطيني المعروف صقر أبو فخر الذي اصطاده في أحد بحوثه وأعد عليه عشرات السقطات اللغوية النحوية وتعجب من قيام المجلة التي نشرت هذا البحث وهو مليء بتلك الأخطاء الكثيرة وبالطبع ما كان هذا الاصطياد أن يتم لولا أن "صقر" يجهل منهج العلوي الجديد أو لا يعترف به·

والواقع أن الأزمة التي تواجهها اللغة العربية ذات ثلاثة وجوه متداخلة ومترابطة:

الأول: جمود طائفة واسعة من أساسيات قواعد النحو والصرف دون تجديد وعجزها عن التكيف مع متطلبات العصر فضلا عن عجز دعاة التجديد اللغويين العرب عن فرض ثورة في بنية اللغة بسبب هيمنة التقليديين المحافظين على زمام أمورها ناهيك عن أسباب سياسية واجتماعية ليس هنا محل تناولها·

الثاني: تدهور متزايد في اللحن والأخطاء اللغوية والنحوية، وشيوع استخدام اللهجات الدارجة في اللغة المكتوبة وتتحمل الصحافة بخاصة والإعلام العربي عامة قسطا كبيرا لشيوع هذه الظاهرة·

الثالث: شروع بعض اللغويين والكتاب في الإساءة الى اللغة الفحصى ليس من خلال الدعوة الى فتح الباب على مصراعيه للتحلل من قواعد اللغة دون ضوابط جديدة متوافق عليها فحسب بل الإمعان في الإساءة الى رموزها وأئمتها وعلمائها التاريخيين الكبار وكأنهم المسؤولون عما لحق بها في عصرنا الراهن من جمود وتخلف·

ولعل آخر هؤلاء شريف الشوباشي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي في كتابه الموسوم "لتحيا اللغة العربية·· يسقط سيبويه" فلماذا يسقط سيبويه وقد انتقل هذا العالم اللغوي الكبير الى جوار ربه منذ ألف عام ونيف؟! وهل يهتف المرء بالسقوط إلا للعائش بيننا؟ وحتى إذا ما كان المقصود بالسقوط تراثه اللغوي وليس شخصه فهل تراثه هذا هو المسؤول عما بلغته اللغة من تدهور وانحطاط؟! هل تعلم يا أخانا الشوباشي أن سيبويه هو أول من ضبط اللغة واستخرج علم العروض وقام بتدوين اللغة وترتيب ألفاظها وأحكامها وقواعدها وأن سيبويه علم من أعلام الله حول اللغة ألا وهي مدرسة البصرة وبفضل جدل هاتين المدرستين - الثانية الكوفة - تولدت لدينا أفضل ثورة في علوم اللغة مازلنا الى يومنا ندين بتراثها في لغتنا الفصحى المتداولة الحالية؟

لكن من سخريات القدر أن تأتي الإساءة الى هذا الرمز - العلم على طريقة هتافات الشارع السياسية الصاخبة: "يسقط سيبويه!"، وما دامت هذه هي اللغة السائدة في مجمل حواراتنا العربية سياسية وغير سياسية لا يسعنا بدورنا سوى أن نهتف مضطرين:

"يعيش سيبويه·· يسقط الإسفاف"!

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

تصريحات الشيخ سالم مثل اجتماع الأسرة كلاهما لا معنى له
نَظَر الأسرة في أمر ولاية العهد تعد على صلاحيات الأمير:
عبداللطيف الدعيج
بيت "الأمة" الكويتي:
د·أحمد سامي المنيس
أوبك:
سعاد المعجل
الشموع التي لا تذوب:
صلاح مضف المضف
طيور "براميل وضع اليد" تهبط في العاصمة:
جليل الطباخ
الشفافية بين الحقيقة والادعاء:
عبدالحميد علي
أداء المجلس.. بين الواقع والطموح:
جابر العلاطي
من وحــي الأحداث
إعصار من كل اتجاه:
مسعود راشد العميري
مجرد طموح:
محمد جوهر حيات
نحو نزعة فردية!:
فهد راشد المطيري
المثرون والقتلى:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
ليس لنا سوى التندر والاستهزاء:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
ارتفاع أسعار النفط والإصلاح!:
عامر ذياب التميمي
العدل يا وزارة العدل:
المحامي نايف بدر العتيبي
رجال أيام زمان:
د. محمد حسين اليوسفي
التقلبات الجوية والمتلونون:
محمد بو شهري
"مو بس بالكلام"!!:
د. سامي عبدالعزيز المانع
الانهيار الأخلاقي:
عبدالله عيسى الموسوي
كلها "دينارين"!:
عبدالخالق ملا جمعة
يعيش سيبويه.. يسقط الإسفاف!:
رضي السماك