رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15 شعبان 1425هـ - 29 سبتمبر 2004
العدد 1647

���� �������
رياح التغيير تهب علينا من كل جانب من الشمال والجنوب الغربي والشرق ومحملنا (سفينتنا) لا يدري أحد الى أين يتجه نتيجة للعجز بقوة الدفع الذاتية·· في الشمال هناك رياح شديدة السرعة قد تنقلب الى إعصار نتيجة لدائرة العنف القائمة حاليا، وفيما يواصل القائمون "بصفة موقتة" على الأمر في الشمال مع "مستشاريهم" إرساء القواعد الأساسية لبناء دولة عصرية حديثة تكون نموذجاً لدول المنطقة، يقوم البعض بنسف هذه القواعد الأساسية حتى لا يتم البناء،
قلمــــي
(1)
أيام قليلة وندخل في غمار افتتاح الدور الانعقادي المقبل للفصل التشريعي العاشر، ويزاول نواب الأمة الممثلون للشعب الكويتي أعمالهم ويتبادلون القضايا المتنوعة المختصة بهذه الأرض الطيبة سواء كانت هذه القضايا داخلية أو خارجية،
الكثير منا يهتمون بمراقبة الأرصاد الجوية، ولاسيما مرتادي البحر أو البراري، في الدول الغربية، مسألة متابعة الأخبار الجوية من الضرورات القصوى، ويمكننا أن نلحظ ذلك جيدا، حينما نكون في دولة أوروبية كبريطانيا المعروف عنها بالتقلبات الجوية السريعة والمباغتة، عندما نتحدث عن الطقس وتقلباته، هذا الأمر بديهي ومتوقع، ويرجع السبب في ذلك للمتغيرات المناخية في طبقات الجو العليا والسفلى وفصول السنة·
عندما يخرج الطبيب الجراح من غرفة العمليات يهب الأهل إليه وكلهم ترقب لنتيجة العملية التي أجراها فإن استبشر وابتسم استبشروا وابتسموا و إن تجهم وعبس تجهموا وبكوا بكاء شديدا وهذا ناتج من كون الطبيب الجراح أعلم بنتائج العملية ما لم يكتب الله أمرا مخالفا، تذكرت هذا المثل عندما أجرى الشيخ صباح الأحمد مجموعة من اللقاءات الجماهيرية مع بعض الوزراء
"إن ما يعول عليه حقا ليس الأمة، بل الفردية الخلاقة الحساسة، بل الشخصية، بل كل ما يحقق الأمر النبيل الرفيع، بينما سائر القطيع لهم أحلام العصافير، و لا حساسة فيهم!" - آلبرت أينشتين· الإنسان العربي اليوم بحاجة ماسة، أكثر من أي وقت مضى، إلى تبني نزعة فردية مكثفة في محاولة لإعادة التوازن بين قوى التجاذب بين الفرد و الجماعة·
ليس القصد هنا التقليل من قدر الشيخ سالم كما قد يبدو من العنوان، فلسنا معنيين هنا في الانتصار لهذا الطرف أو ذاك في الصراع الدائر بين أقطاب وأفرد الأسرة الحاكمة، كما أننا بالضرورة نكن للشيخ سالم بالذات، وفي الواقع لكل شيوخنا ما يستحقونه من التقدير والاحترام، لكننا أولا وأخيرا معنيون بالانتصار للدستور ولإرادة الأمة وللنظام الديمقراطي ولكل ما تم تجاوزه أو تعليقه من قواعد النظام السياسي أو تقاليد وأعراف الحكم الكويتية من قبل الأسرة الحاكمة بكاملها وليس من قبل الشيخ سالم العلي فقط·
"دوختونا" كلها "دينارين"! هذه هي الجملة التي طرحها مستظرف على مسامع الشاكية موظفة الاستقبال للرد على المكالمات الهاتفية بل يضيف اعتبريها "دفعة بلاء" عنك حق البنك!! "كلها دينارين" جعلت كثيرين يستنكفون من مراجعة أفرع البنوك أو حتى الاتصال للاستفسار عن السبب الذي جعل البنك يغير في رسوم التحصيل ويرفعها من غير أن يكون للزبون حق الاعتراض لأنه ألزم بتوقيع ورقة يتعهد فيها بدفع رسوم تحويل الأقساط بالسعر المعلن!
في معرض دحضه لاتهامات برلمانيين كويتيين بوجود تجاوزات مالية وإدارية أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الخليج للاستثمار وهي مؤسسة خليجية تساهم فيها الكويت في إطار عضويتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، انتهاجها مبدأ الشفافية في أداء العمل·
نتفق جميعا بأن الكويت تتمتع بخصوصية تتميز بها عن سائر دول الخليج الأخرى وهي توفر هوامش ديمقراطية وإبداعات ثقافية ومصارحات ونقاشات تشهدها الديوانيات في الكويت، كما أن في دولة قانون تحكمها مؤسسات ديمقراطية يصبح أي تغيير قادم في شؤون بيت "الحكم" الكويتي سيكون له توابعه على مصير بيت "الأمة" الكويتي،
لو علموني هلي في مصر أو بيروت
لأبدع عجايب لكم تذكر بعد ما موت
لكن ويا للأسف كم واحد منعوت
يعرف من العلم أبوابه ولا ينفع
ولا فتح باب لأبناء الوطن ينفع
ولا قصد يألف له كتاب ينفع
هذا وعندي مثل هذا عساه يموت
"مو بس بالكلام" مع لكنة هندية أو باكستانية لست متأكدا، بذلك تصبح العبارة جدا مشهورة، وذلك بسبب "غلام" تلك الشخصية التي أمتعتنا بهذه المقولة إلى يومنا هذا في مسلسل "درب الزلق" الشهير، والكلام هو ما يعنيني في هذا المقال، حيث إنني أرى كما يرى بيل جيتس أن "الطريق إلى القمة يبدأ بالكلمة" وربما كما يرى صديقنا "غلام" لاحقا أنه "موبس بالكلام" ولكن البداية هي الكلام يتفق على ذلك بيل جيتس وغلام وأنا كما أحب أن أنوه وبكل إعجاب أن الذين صنعوا التاريخ··
بعد أن كان مكان هذه الطيور قبل الاستقلال عام 1961 ما بين الدائرين الثالث والسادس قام المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح بوضع شباك على الدائري السادس، لكي لا تعبر الى ما وراء ذلك، حيث انتهى وولى زمن الاستيلاء على أراضي الدولة ولو لم يفعل المغفور له الشيخ عبدالله السالم ذلك لأصبحت أراضي الدولة كلها ملكا لأشخاص لا يتعدى عددهم أصابع اليد، ولهذا السبب أصبحت أسعار عقارات السكن الخاص تضرب أعناق السماء، والمعاناة تقع على رأس المواطن الذي يرزح تحت وطأة المديونية وفساد الدولة·
عزيزي القارئ كلنا يتساءل: ما الأداء الذي قدمه مجلس الأمة لمواطنيه ولقضاياه الاقتصادية والتي منها زيادة رواتب موظفي الدولة التي أقرها الدستور الكويتي، وأيضا قضايا التوظيف التي يطمح إليها الشباب الكويتي الواعد والمتلهف للوظيفة لتكوين مستقبله الوظيفي والأسري؟
نقابة العاملين في وزارة العدل تقدمت من الوزارة بعدة مطالب منها وقف الممارسات العنصرية والتنفيعية والاستفزازية التي يتبعها بعض المديرين وإذا كانت صحيحة فإنها لاشك ممارسة خطيرة لا يجب أن تمر دون عقاب،
قضيتنا المركــزية
بالتزامن مع حالة الانهيار النفسي والاقتصادي والعسكري داخل الكيان الصهيوني نتيجة ضربات المقاومة الموجعة، فإن دولة العدو تواجه تحديا من نوع آخر، يتمثل في ذلك التدهور الخطير في القيم الأخلاقية والاجتماعية التي سنوجزها بالتالي·
قد أكون متعجلا ولكنني أتوقع أن تتعقد مسائل الإصلاح الاقتصادي في ظل الارتفاع الراهن في أسعار النفط، وكما هو متوقع فإن إمكانية تحقيق فائض في الميزانية لم تعد أمرا متوقعا بل هي واقع فعلي·· هل يمكن أن نتوسم في الحكومة الحالية في الكويت القدرة والشجاعة الأدبية لطرح مشاريع إصلاح الاقتصاد وإعادة هيكلته عندما تكون خزائن الدولة متخمة بالأموال وعندما يعلم السياسيون في مجلس الأمة بذلك ومن ثم يستخدمون هذه الوقائع لتقديم مشاريع شعبوية تخدم أغراضهم الانتخابية؟
أعرب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد عن اعتزازه بالصحافة الكويتية وبالحرية التي تتمتع بها، وطالب بالتركيز على أن تكون الرقابة ذاتية لكل رئيس تحرير وصحافي، وأكد بأنه يتقبل النقد وهو شخصيا لا ينزعج منه مادام موضوعيا!! تفضل سمو رئيس مجلس الوزراء بهذا الكلام الجميل الذي ساندنا وشجعنا ككتاب أن نستمر بالنقد البناء والموضوعي الذي يساهم في مصلحة الكويت والمحافظة عليها وكلنا جميعا في قارب واحد·
بلا حــــدود
للنفط أهمية استراتيجية لا جدال حولها، وللنفط حصته الثابتة في سوق الطاقة، وله أيضا سوقه الأساسية في قطاع النقل والمواصلات حيث لا توجد الى الآن سوى منافسة ضئيلة لهذه السلعة الحيوية· النفط الآن أصبح تحت المجهر بشكل متواصل في ظل الارتفاع القياسي لأسعاره أخيرا، وفي كل مرة يقفز فيها مؤشر أسعار النفط، تتجه أنظار العالم الى العاصمة النمساوية، فيينا مترقبة ما قد تصدره منظمة الأقطار المصدرة للبترول "أوبك" من قرارات قد تعيد الهدوء الى أسواق النفط الملتهبة، آخرها جاء في منتصف شهر سبتمبر حين عقدت الأوبك مؤتمرا وزاريا عاديا في ظل مستويات أسعار نفط تجاوزت ومنذ أكثر من ستة أشهر معدل 35 دولارا للبرميل!!
لا يختلف اثنان اليوم على أن اللغة العربية باتت تواجه أزمة حقيقية آخذة في التفاقم، ومنذ مطلع العقد الأخير من القرن الماضي الى يومنا لم يشهد الإعلام العربي طوال تاريخه الحديث هذا السيل المتدفق من الدراسات والبحوث والكتابات التي تستغيث بالغيورين على اللغة لإنقاذها من الضياع أو من أجل تطويرها لتواكب تحديات وروح العصر والاحتياجات اليومية المستجدة والمتغيرة كما شهده الإعلام خلال هذه الفترة·
ألفـــاظ و معـــان
من المعروف تاريخيا أن الرأسمالية تستفيد من أي حرب تشنها الدولة التي تنتمي إليها، والوجه الأول للفائدة هو توريد الأسلحة والذخائر والمؤن اللازمة للقتال، وقد زادت الفائدة أضعافا مضاعفة بظهور الطيران ثم الأسلحة الإلكترونية، ومن المعروف أن الولايات المتحدة ليس بها صناعات حربية خالصة، وإنما تتعاقد القوات المسلحة على تصنيع المطلوب مع شركة مدنية كما هو الوضع مثلا في توريد الطيارات وحتى تصميم وبناء طرز حديثة منها الذي تتولاه على سبيل المثال شركة بوينغ·· إلخ،