رياح التغيير تهب علينا من كل جانب من الشمال والجنوب الغربي والشرق ومحملنا (سفينتنا) لا يدري أحد الى أين يتجه نتيجة للعجز بقوة الدفع الذاتية·· في الشمال هناك رياح شديدة السرعة قد تنقلب الى إعصار نتيجة لدائرة العنف القائمة حاليا، وفيما يواصل القائمون "بصفة موقتة" على الأمر في الشمال مع "مستشاريهم" إرساء القواعد الأساسية لبناء دولة عصرية حديثة تكون نموذجاً لدول المنطقة، يقوم البعض بنسف هذه القواعد الأساسية حتى لا يتم البناء، والأسباب متنوعة ليس المجال لذكرها الآن، ولكنها حتما تنقصها المصداقية من جميع الأطراف نتيجة للتخبط في السياسات والممارسات·
أما في الجنوب فالرياح الهوجاء المقبلة تنذر بتشكل إعصار لا يبقي ولا يذر وقد يغير وجه المنطقة برمتها ويصل تأثيره الى أبعد من ذلك، ومع أن الوقت لا يزال في صالح الإخوة في الجنوب لتفادي تشكل الإعصار أو على الأقل الحد من سرعته إذا ما سارعوا بالإصلاح واستخدموا الطرق العلمية الحديثة لبناء دولة المؤسسات إلا أن الجماعة مصرون على أخذ وقتهم في الإصلاح والاستمرار بالطرق التقليدية القديمة التي عفا عليها الزمن مما يعني أن الإعصار مستمر بالتشكل·
الرياح الشرقية التي تهب علينا من وراء البحار لم تكن مستقرة منذ أمد بعيد إلا أنها بدأت تشكل هي الأخرى إعصاراً ولو بدرجة أقل من الجنوب ولكن ما تحمله الرياح من "إشعاعات" تجعلها غاية في الخطورة·
نرجع الى العجز في قوة الدفع الذاتي الخاصة بنا، ففي ظل ما ذكرنا عن المناخ السياسي المحيط بنا من جميع الاتجاهات أصبحت الحاجة ملحة لعمل الصيانة اللازمة لقوتنا الذاتية التنفيذية والتشريعية والقضائية حتى يمكن للسفينة الوصول الى بر الأمان في خضم كل تلك الأحداث· |