الكثير منا يهتمون بمراقبة الأرصاد الجوية، ولاسيما مرتادي البحر أو البراري، في الدول الغربية، مسألة متابعة الأخبار الجوية من الضرورات القصوى، ويمكننا أن نلحظ ذلك جيدا، حينما نكون في دولة أوروبية كبريطانيا المعروف عنها بالتقلبات الجوية السريعة والمباغتة، عندما نتحدث عن الطقس وتقلباته، هذا الأمر بديهي ومتوقع، ويرجع السبب في ذلك للمتغيرات المناخية في طبقات الجو العليا والسفلى وفصول السنة·
السؤال المهم الذي يطرح نفسه، هل يوجد هناك أشخاص لديهم تقلبات وتغيرات مفاجئة وشديدة في سلوكياتهم وتصرفاتهم بين حين وآخر كأحوال الطقس؟ لا شك في ذلك، ففي كل مجتمع وفي كل مكان هنالك أناس متقلبون متلونون، تتبدل مواقفهم بشكل ملفت وغريب من حال الى حال، ويعود الأمر في ذلك للعوامل التالية: إما لمصلحة مادية، أو من أجل الحصول على مركز مرموق ومتقدم في المجتمع، أو بسبب الخوف والرهبة من بعض الأفراد أو الأطراف المستبدة، والتي تتربص بهم·
وإليكم المزيد من الأمثلة:
من عجيرة المتلونين، العزف على كل الأوتار، وكذلك اللعب على كل الأطراف، سعيا منهم للحصول على المزيد من المكاسب الشخصية والفئوية، سواء على مستوى الجماعة أو الطائفة·
المتلونون هم جماعة من المنبطحين والبصامين، وهم يقفون حائلا ضد أي عملية تنموية، بسبب نرجسيتهم ونفسياتهم المضطربة والسقيمة·
المتلونون دنيئو الهمة، ومن دنت همته فلا تصاحبه، المتلونون من السهل جدا شراء ذممهم، كي يتحولوا الى أدوات وأبواق بيد الآخرين، لاسيما لدى أي قوى داخلية أو خارجية مهيمنة على الأرزاق وعلى عقول الأحرار، المتلونون أناس هائمون على وجوههم، فلا قرار لهم، "لا في العير ولا في النفير" فهم ينعقون مع كل ناعق، ويصفقون ويشيدون بكل فساد، المتلونون لا يمكنك أن تأخذ منهم ذرة حق، وكذلك لا يمكنك أن تثق بهم أو تعول عليهم في الشدائد، فلا صاحب لهم وهم ألد الخصام·
المتلونون حياتهم هزل ومسخرة، فإياك أن تضيع وقتك في النقاش والحوار معهم، حتى لا تصطدم بألاعيبهم الماكرة، فهم شرذمة من الأفاكين والخراصين، يعطونك من طرف اللسان حلاوة، ولا يتحرجون من القسم والحلف كي تطمئن لهم، وعلاوة على ذلك يدعون أن قلوبهم معك بيد أن الحقيقة تبين أن سيوفهم عليك·
يقول زيغلر: عليك أن تفر من الكسالى والمنحرفين كما تفر من الأسد·
المتلونون مسيرتهم فاشلة، وسفنهم لا ترسو إلا على الشواطئ الآسنة، حيث الفساد والرشوة، فلا صلاح إلا بالخلاص من هؤلاء، ومن يحاول التصدي لهم ومحاربتهم، فهو ميت ولا وجود له بين الأحياء·
freedom@taleea.com |