في أحاديث مختلفة في الفترة الأخيرة لعضو مجلس الأمة المحترم وليد الطبطبائي التي تحدث فيها عن موضوع شغل الساحة الكويتية في الآونة الأخيرة ألا وهو موضوع الإرهاب وتبعاته، فقد تفضل النائب المحترم سواء في بعض مقالاته أو تصريحاته بأشياء عدة منها على سبيل المثال لا الحصر المطالبة بالتعويض المادي لذوي الأفراد الذين اعتقلوا في منطقة الصليبية مؤخرا وثبتت براءتهم من التهم الموجهة إليهم، مما ترتب عليه الإفراج عنهم! وقد استند الطبطبائي في مطالبته بالتعويض المادي لذوي المعتقلين الى الضرر النفسي الواقع عليهم نتيجة لاعتقال أبنائهم؟! أما المطالبة الأخرى فتمثلت في مناشدة النائب الفاضل جميع الكويتيين ألا يلقى اللوم على التيارات الدينية نتيجة للأعمال الإرهابية التي جرت في الفترة الأخيرة، مستشهدا بأن هنالك الكثير من الأعمال التخريبية التي جرت في السابق على أيد أناس ليبراليين إضافة الى أعمال أخرى في الثمانينات كانت بتحريض من دولة أجنبية ولم تلق باللائمة آنذاك على الليبراليين كافة ولا على جميع أبناء الطائفة التي كان مخربو الثمانينات ينتمون لها، إضافة الى الكثير من المواضيع الأخرى التي لست بصدد الحديث عنها في هذه المقالة لأنها وبأمانة شديدة تحتاج الى سلسلة من المقالات للتعليق عليها·
فبالنسبة إلى ما تفضل به النائب الطبطبائي بشأن التعويض المادي لذوي المعتقلين مؤخرا في الصليبية، فإن هذه المطالبة يصعب على العقل أن يصدق أنها نبعت من نائب لمجلس الأمة استمر في تمثيل الأمة في مجالس تشريعية عدة، فنحن لم نسمع منه قط بأنه طالب بالتعويض المادي أو حتى المعنوي لشهدائنا الأبرار الذين يضحون بحياتهم لمكافحة ورم الإرهاب ولا حتى المصابين من جراء تلك الأحداث وكأن هؤلاء لم يدافعوا بأرواحهم فداء لهذا الوطن ولم يقع على ذويهم ضرر نتيجة لفقدانهم أبناءهم أو إصابتهم، إضافة الى أن هنالك الكثير من المعتقلين لقضايا عدة ثبتت براءتهم في أوقات سابقة ولم يكن للنائب الفاضل أي مطالبة بتعويضهم، فهل معتقلو الصليبية هم الوحيدون الذين ثبتت براءتهم من تهم كانت موجهة لهم؟
الحق يا نائب الأمة لا يقسم ولا يجزأ بل يحكم به على الجميع فلماذا هذه الانتقائية التي تنتهجها في مطالباتك؟
أم بالنسبة الى الموضوع الآخر وهو ما طالب به النائب الموقر بأن لا يقع اللوم على التيار الديني في ما آل إليه حال أولئك الفتية الذين تمردوا على قيمنا، فبالتأكيد إن اللوم لا يقع على كل التيار الديني فمثلما يوجد أناس يأخذون من الدين منهجا ومسارا فهنالك أيضا من يتستر بالدين للوصول الى مآربه وهم الثلة الفاسدة والمعنيون في هدم عقول الشباب، إلا أن ما أختلف به وبشدة مع النائب الموقر هو ما استشهد به بأن اللوم لم يقع قط على التيار الليبرالي بكامله نتيجة لأعمال تخريبية سابقة! وهذا ما هو عار عن الصحة تماما، فتبعات الحوادث التي مضى عليها أمد بعيد ما زالت مستمرة وبالتحديد من التيار الديني الذي دائما ما يرجع الى موضوع تلك الأعمال في أي قضية خلافية مع التيار الليبرالي· |