رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 محرم 1426هـ - 2 مارس 2005
العدد 1667

كلمات وعلامات!
أحمد حسين

تظهر في بعض أجهزة الإعلام صور لأناس يقدمون على أنهم من القيادات "الإسلامية" ويستخدم هؤلاء تعابير ومصطلحات إسلامية في أحاديثهم الإعلامية منتزعة من سياقها الزمني، وملقاة على الحاضر· أي أنهم بالتعبير القرآني يحرفون الكلم عن مواضعه، أي يأخذونه من موضعه الذي خصص له، ويضعونه في موضع وسياق آخر·

والمنطق الذي يستخدمه هؤلاء في تأييد دعوتهم الى استخدام الأعمال الإرهابية ضد الناس بسيط، ولكنه منطق فيه مغالطة، يقول هذا المنطق "إن المسلمين حاربوا الكفار" أي المسلمين الأوائل· وبما أن مسلمي اليوم وبقية سكان العالم كفار، إذن يجب محاربتهم· المغالطة تكمن في المقدمة المنطقية الثانية وهي "إن مسلمي اليوم كفار وكذلك بقية سكان العالم"· من يقول هذا؟ أصحاب هذه الدعوة ومن شايعهم وانخرط في سلك تعاليمهم بالطبع لا تعاليم الدين الحنيف·

ولا يقتصر الأمر على استخدام الكلمات ونقلها من سياق زمني الى سياق زمني آخر، بل ترافق هذا علامات تنطق أيضا مثلما تنطق الكلمات· وهذه العلامات تتمثل في ارتداء هؤلاء ملابس من عصور قديمة يظن أصحابها أنها تماثل ما كان يرتديه المسلمون الأوائل، وتتمثل في استعارة الأسماء أيضا، فهذا أبو مصعب وهذا أبو حفص، وذاك المقداد·· وهذا أمير المؤمنين وذاك أمير الجماعة· وبهذه الطرق يحقق هؤلاء تماهيا زائفا بأصحاب الرسالة الإسلامية، والجيل الذي حملها في البداية·

البسطاء فقط هم الذين ينخدعون بهذا التحايل، باستخدام الآيات في غير موضعها، وتوزيع الألقاب والأسماء على من ليسوا أصحابها، وارتداء لباس عصور مختلفة عن لباس عصرنا الراهن·

ولكن هناك أخطر من هذا الخداع الذي يمكن أن يكشفه مثقفون وكتاب وعلماء، هناك الوظيفة التي يقوم بها هذا الانتحال في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في نظر العالم، حين يظهر هؤلاء المنتحلون بصور تثير في ذهنية الشعوب الأخرى ذكريات القرون الوسطى، وأسلحتها من سيوف وخناجر، فيعتقدون فعلا ما يريد بعض الإعلام الغربي والصهيوني منهم اعتقاده، من أن هذا هو الإسلام: دعوة للقتل والغزو يحملها أناس ينتمون الى تلك العصور ومخاوفها وحروبها ودمارها·

ولعل أذكى استغلال لصور ومظاهر هؤلاء المنتحلين، هو ذلك الشخص الذي دأبت الفضائيات على تقديمه، وقد وضع على رأسه طاقية، وألبس يده حديدة معقوفة، واعتاد إصدار الأقاويل بضرورة ذبح هذا، وإبادة ذاك، وكل ذلك، الصورة والكلام، باسم الإسلام·

إنها صورة "قرصان" بالتمام والكمال، ولا يفوت أي ملاحظ إدراك أن الهدف منها استثارة ذاكرة ومخيلة الغربي التي تعرف صورة القرصان صاحب الحديدة المعقوفة (Hook) وما تعنيه في ثقافتها·

علامات للخداع وعلامات لتشويه صورة المسلم، هذا هو ما دأبت على استعارته هذه "القيادات" التي تنتحل أسماء وملابس وكلمات وتعابير إسلامية· لتصنع لها إسلاما خاصا لا يمت للتاريخ الماضي بصلة، ولا يمت للحاضر بصلة أيضا·

�����
   

كلمات وعلامات!:
أحمد حسين
ماء الحكومة الراكد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
صحوة في الاتجاه الصحيح:
سعاد المعجل
ابتعدوا عن أتون السياسة!:
صلاح مضف المضف
طموح الكهفيين الوصول إلى السلطة!!:
محمد بو شهري
أحداث الكويت وإمارة طالبان الخفية!!:
بدر عبدالمـلـك*
معركة "الحواسم".. الكويتية:
مسعود راشد العميري
الزحف نحو التغيير الجديد:
عبدالخالق ملا جمعة
ماذا لو...؟!:
فهد راشد المطيري
الأعياد الوطنية واستحقاقاتها!:
عامر ذياب التميمي
التميمي وتاريخ الناس في الخليج العربي(2):
د. محمد حسين اليوسفي
هل نحن إزاء إصلاح وطني أم إزاء شكل جديد من الاستبداد السياسي المستنير؟:
عبدالعظيم محمود حنفي*
العدالة بين أمريكا والعرب:
فيصل عبدالله عبدالنبي
قال الطبطبائي:
على محمود خاجه
فساد للاستهلاك الآدمي:
عبدالحميد علي
قضية المرأة البحرينية:
رضي السماك