رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 29 ربيع الأول 1424هـ - 31 مايو 2003
العدد 1579

الكويتيون والحقائق الصعبة!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

منذ الاحتلال العراقي للكويت في عام 1990 اتضحت حقائق كثيرة أمام الكويتيين لم يستطع الكثير منهم تفهمها، وعندما بدأت عملية تحرير العراق من قبل القوات الأمريكية والبريطانية انطلاقا من الأراضي الكويتية ازدادت تلك الحقائق وضوحا·· إن من أهم تلك الحقائق أن المجتمعات العربية مازالت تعاني من تقديس الأنظمة المستبدة وعبادة الفرد وكراهية الآخرين، وهذه الحقائق لا يمكن لمسها مهما حسنت النيات الكويتية·

لكن أهم من ذلك أن الكثير من العرب، بمن فيهم الفئات المتعلمة والمدعية الثقافة، صبوا جل غضبهم على الكويتيين منذ أيام الاحتلال الأولى في أغسطس “آب” 1990، وهم ازدادوا غضبا وكراهية للكويت بعد أن اتخذت قرارها التاريخي بتوفير الأراضي الكويتية للانطلاق لتحرير العراق من النظام المستبد الذي هيمن على البلاد والعباد ما يقارب الخمسة والثلاثين عاما·· وبالرغم من وضوح تلك المشاعر، سعت الكويت لمداراة الخواطر ومحاولة تبسيط الأمر والتقارب في المواقف من حرب تحرير العراق مع بقية العرب الآخرين، والأنكى من ذلك حضور مؤتمر الدول الممتدة المجاورة للعراق وتبني قراراته السقيمة·· إن أهم الدروس المستفادة على مدى السنوات الممتدة من 1990 وحتى 2003 هي أن الكويت يجب أن تعي أن عليها رسم سياساتها الخارجية والأمنية في ظل مصالحها الوطنية دون اعتداد بأي نظام أمني عربي، وعليها التواصل مع الدول الكبرى لتحقيق الأمان والاستقرار·· وإذا كان العراق قد تحرر من نظام فاشي مستبد فعلينا، في الكويت، أن نأمل أن يتمكن الحلفاء، الذين قاموا بمهمة التحرير، من إقامة نظام ديمقراطي يقر التعددية السياسية، ويؤمن بحقوق الجوار، ويحترم جميع الاتفاقيات والمعاهدات والقرارات التي أقرت وصدرت بعلم الأمم المتحدة، ومجلس الأمن تحديدا، منذ بداية الاحتلال العراقي للكويت·· كما أن من مصلحة الكويت دعم برنامج إعادة إعمار العراق والمساهمة فيه، والمؤمل أن يشرف عليه الحلفاء وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، كما أقر في آخر قرار صدر من قبل مجلس الأمن الدولي الذي تم بموجبه رفع الحصار عن العراق·· إن تطوير البنية التحتية وإنعاش الاقتصاد العراقي وتحسين مستويات المعيشة هناك يمكن أن تساعد على خلق علاقات طبيعية وصحية بين العراق والكويت وبما يدعم أمن الكويت الوطني··

أهم من ذلك، أن تيارات التطرف في البلدان العربية آخذة في التأجج، ولابد أن تكون الكويت من البلدان المستهدفة في أدمغة المتطرفين، ولسوء الحظ أن هناك بيئة تفرح المتطرفين في بلدان الخليج المجاورة، وفي الكويت ذاتها، تعتمد على الحركة الدينية الأصولية النامية في مجتمعاتنا·· لكن هذه الحقيقة تتطلب المواجهة الفعالة من خلال أكثر من صعيد، ولا يمكن أن يكون التصدي الأمني، بالرغم من أهميته، الوحيد في هذه المواجهة، هناك ضرورة لإعادة النظر في برامج الإعلام والتعليم والخطاب السياسي·· ولا يعقل أن نغفل دور التعليم ومناهجه والتلقين المؤدلج من قبل فئة واسعة من المدرسين والمربين وأئمة المساجد الذين يهدفون للسيطرة على عقول الشباب في بلداننا دون شعور بالمسؤولية والمخاطر الناجمة عن عمليات غسيل الدماغ·· أيضا هل يمكن أن نغفر للسلطات الحاكمة إهمالها لبرامج الإعلام التي تخضع لاحتكار مجموعات عقائدية متطرفة؟·

 إن من الأمور التي يشعر فيها المرء بأن هناك إهمالا من السلطة في الكويت والنخب السياسية والثقافية في البلاد هي مسألة العلاقات مع حشد واسع من المثقفين العرب الذين لا يكنون للكويت أي مودة، كيف يمكن أن يقبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب استضافة الكثير من هؤلاء المنافقين في أنشطته وفعالياته في الوقت الذي يسطرون المقالات المعادية للكويت والكويتيين ويمتدحون الدكتاتورية والاستبداد تحت مسوغات مختلفة؟ ثم كيف تقبل وزارة الإعلام دعم عدد من هؤلاء وفتح القنوات التلفزيونية ومحطات الإذاعة الوطنية أمامهم للمداخلات والمشاركة في الحوارات؟ كذلك هناك الصحافة الوطنية التي لا تزال تستضيف هؤلاء ككتاب مقالات أسبوعية، وأحيانا يومية، ويطرحون فيها آراء ومعتقدات لا تتوافق مع المصالح الوطنية·· وقد يقول قائل إن عددا من الكتاب الكويتيين يحررون مقالات ويبشرون بطروحات لا يمكن التفريق بينها وبين ما يطرحه أولئك الكتاب العرب، وهذا صحيح، وهو ما يؤكد عقم الثقافة التي ينهل منها الجميع··

وبعد هذا، هناك من يطرح، بأنه بعد إزالة النظام الدكتاتوري في العراق وغياب الطاغية الذي كان يمول أولئك المروجين، ألا يمكن للكويتيين أن يتسامحوا مع العرب الذين أبدعوا في الترويج للاستبداد والبطش والطغيان؟··· والجواب يجب أن يكون الرفض لأنهم سيكونون مستعدين للدفاع عن أنظمة وطغاة آخرين لا يقلون بطشا وظلما لشعوبهم العربية·· بيد أن أهم واجباتنا في الكويت أن نعيد النظر في مناهجنا وبرامجنا الإعلامية والخطاب السياسي لكل مؤسسة سياسية أو تنظيم للتركيز على القضايا الوطنية ووسائل التصدي للقضايا العربية بعقول مفتوحة تحاكم كل المواضيع على أسس عقلانية·· وكما يعاني العرب من خزعبلات وخيالات خصبة، فإن الكويتيين لا يقلون خيالا ووهما··

لكن ما سبق ذكره لا يجب أن يدفعنا نحو الانفصال عن العالم العربي بل يجب أن نتعلم من تجاربنا مع العرب لتطوير علاقات إيجابية جديدة على مصالح واضحة تستفيد منها الأطراف ذات الصلة· إن من هذه العلاقات القابلة للتطوير والتعزيز هي العلاقات الاقتصادية، ومن أهمها دور الصندوق الكويتي للتنمية، والذي يجب أن يدعم المشاريع التي تنفع الشعوب العربية ضمن برامج التنمية المستدامة·· كما أن المؤسسات الاستثمارية، والخاصة تحديدا، لابد أن تلعب دورا حيويا في تطوير مشاريع تتمتع بالجاذبية والميزات النسبية في البلدان المضيفة·· هناك أمور ذات صفة اقتصادية يجب أن تتوقف، ومنها الإيداعات في البنوك المركزية لدعم أوضاع اقتصادية متردية، فلم يعد هناك مجال للمجاملة في الأموال الوطنية·· باختصار لابد من المراجعة لصالح الكويت والشعوب العربية·

�����
   

الحفر العشوائي واختفاء الأدلة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ظاهرة العنف الخليجي:
سعاد المعجل
أتمنى أن تقرأ هذه السطور يا سيد عبد الباري عطوان!:
يوسف أبو الفوز
إلى السيد معن بشور - المؤتمر القومي العربي - بيروت:
القاضي زهير كاظم عبود
الإرهــاب:
يحيى الربيعان
العراق ما بعد صدام:
نهار النبهان
الكويتيون والحقائق الصعبة!:
عامر ذياب التميمي
فتور انتخابي:
د. محمد حسين اليوسفي
رسالة إلى دعاة التطبيع:
عبدالله عيسى الموسوي
هكذا··· خدمت القاعدة أهداف الصهيونية! 1:
يوسف محمد البداح
لتعارفوا
الواقعية·· بين نهاية التاريخ وإمكانية التغيير:
د. جلال محمد آل رشيد
بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي
تلاميذ الكويت يساعدون تلاميذ العراق:
حميد المالكي
القادم الغامض:
كامل عبدالحميد الفرس